طيور النورس إلى الدوري الإنجليزي.. قصة صعود بعد معاناة وعداوة غريبة منتظرة

الإثنين، 17 أبريل 2017 - 19:51

كتب : علي أبو طبل

برايتون

منذ موسم 2012/2013، يتواجد فريق برايتون ضمن المراكز من الـ3 إلى الـ6 في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، وهي المراكز التي تتنافس على بطاقة ثالثة للصعود إلى الممتاز بجانب أصحاب المركزين الأول والثاني الذين يضمنون الصعود مباشرة.

الاستثناء الوحيد كان في الموسم قبل الماضي، حين انحدر مستوى الفريق بشكل كبير ليقبع في المركز الـ20 في المسابقة التي تضم 24 فريقا.

الفريق حينها كان قريبا من الهبوط إلى الدرجة الثانية، ولكن في منتصف الموسم جاء رجل أنقذ الفريق من المأساة، والآن وبعد أقل من موسمين حقق ما هو أهم بكثير.

برايتون تأهل رسميا للدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى في تاريخه.

ما هي قصة هذا النادي قديم النشأة؟ وما هي حكاية منقذهم في الأعوام الـ3 الأخيرة؟ ومن هم نجوم الفريق في هذا الموسم التاريخي والاستثنائي؟

FilGoal.com يستعرض حكاية فريق برايتون هوف أند ألبيون.

- النشأة وحكاية الصعود

على ملعب "جولدستون" ظل برايتون يلعب مبارياته منذ التأسيس في 24 يناير 1901 وحتى عام 1997، حين اضطرت إدارة النادي في ذلك الوقت لبيع الملعب والحصول على الأموال لسداد ديون الفريق الذي كان يقبع في الدرجة الثانية.

منذ عام 2000، تحسنت أحوال النادي بدرجة كبيرة وصعد تدريجيا موسم بعد الآخر إلى الدرجة الأولى، ليصبح على بعد درجة واحدة من الدوري الممتاز منذ عام 2005.

في مايو 2009، تغيرت إدارة النادي. توني بلوم الذي نال شهرته في لعب البوكر وجنى ثروة طائلة منها قرر الدخول في مجال الاستثمار في كرة القدم، وحصل على 75% من أسهم برايتون وقرر الاستثمار بمبلغ 93 مليون جنيه استرليني لبناء ملعب جديد للفريق، والذي تم افتتاحه رسميا في 2011.

ملعب "فالمر" والمعروف لأسباب تسويقية بإسم "أميكس" شهد منذ نشأته لحظات انكسار وفرحة لنادي برايتون.

الفريق الملقب بـ "طيور النورس" التقط بطاقة الصعود أخيرا مثلما يلتقطها هذا الطائر بمنقاره، وذلك بعد سنوات متتالية من ضياع حلم الصعود في الخطوات الأخيرة.

في موسم 2012/2013، حل الفريق رابعا ليخوض المنافسات الاقصائية على البطاقة الثالثة المؤهلة للبريمرليج، ولكنه خسر في نصف النهائي.

في موسم 2013/2014، حل الفريق سادسا ليكرر الأمر الذي فعله في الموسم السابق ولكن دون جدوى، حيث اقتنص كوينز بارك رينجرز الصعود في ذلك الوقت.

موسم 2014/2015 كان مأساويا، تراجعت نتائج الفريق وكان قريبا من الهبوط للدرجة الأدنى ولكنه نجا من الأمر في النهاية ليحتل المركز الـ20.

الموسم الماضي كان الأقرب لبرايتون من أجل الصعود، احتل المركز الثالث بعد التساوي في النقاط مع ميدلزبره صاحب المركز الثاني والذي صعد بفضل فارق الأهداف، قبل أن يخسر بطاقة الصعود في المنافسات الإقصائية.

لم يكل برايتون بعد كل تلك السنوات، وفي الموسم الحالي يتصدر بشكل رائع ويصل للنقطة 92 بعد فوز كبير على ويجان أتليتك في الجولة 43 من البطولة.

- إنجاز وحيد

الفريق الذي لم يسبق له اللعب في الدرجة الممتازة من قبل، يمتلك إنجازا وحيدا في تاريخه في كرة القدم الإنجليزية.

الإنجاز لم يترجم إلى لقب، ولكنه كان قريبا منه حين تأهل إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في 1983 وخسر أمام مانشستر يونايتد بعد خوض مباراة إعادة انتهت لصالح الشياطين الحمر برباعية نظيفة، بعد أن انتهت المباراة الأولى بالتعادل الإيجابي 2-2.

- بطل الصعود

لن يكون الصعود الأول من الشامبيونشيب إلى البريمرليج بالنسبة للمدير الفني كريس هوتون، حيث تمكن من قبل من قيادة نيوكاسل يونايتد في موسم 2009/2010 إلى العودة من جديد إلى أجواء الدوري الممتاز.

"الصعود مع برايتون سيكون حدثا أكبر بكثير من صعودي مع نيوكاسل من قبل"

من هنا جاء الحافز للمدير الفني الأيرلندي الذي قاد أندية برمنجهام ونورويتش سيتي في الدرجة الأولى بجانب نيوكاسل من قبل، والذي لم يستمر معهم طويلا في الدوري الممتاز حيث تمت إقالته في منتصف موسمه الثاني. بالإضافة إلى توتنهام هوتسبيرز حيث قادهم بشكل مؤقت في 7 مباريات منفصلة في عامي 1997/1998 في فترات إقالة مدير فني سابق ومحاولة البحث عن جديد.

- موسم رائع

موسم هوتون مع برايتون كان رائعا. الترشيحات اتجهت لفرق انفقت بشكل كبير مثل نيوكاسل وأستون فيلا الساعيان للعودة سريعا للبريمرليج، بجانب فولهام الباحث عن استعادة الأمجاد.

الرجل الأيرلندي تمكن من جمع 92 نقطة في 43 مباراة، محققا 28 انتصارا و8 تعادلات ومتلقيا 7 هزائم فقط.

برايتون ليس أقوى خط هجوم في المسابقة، حيث سجل الفريق 73 هدفا، أقل بـ3 أهداف من نيوكاسل الأقوى هجوميا في دوري الدرجة الأولى. ولكن دفاعيا، كتيبة كريس هوتون هي الأقوى من بين الـ24 فريقا حيث لم تتلق شباكهم سوى 36 هدفا.

- نجوم الفريق

لن يتحقق هذا الإنجاز المنتظر دون نجوم ساهموا فيه على أرض الملعب.

التفوق الهجومي والدفاعي كان له أبطاله الذين لعبوا دورهم على أفضل وجه ممكن.

غلين موراي -33 عاما- كان النجم الأبرز. حيث يعد هداف الفريق في المسابقة بتسجيله 21 هدفا، كان منها هدفا في الانتصار الأخير ضد ويجان.

بجانب أهدافه، ساهم موراي بصناعة 5 أهداف، وكان عونا كبيرا للفريق بخبراته في مركز الجناح وصناعة اللعب.

أنتوني كنوكيرت -25 عاما- كان نجما آخر للفريق في وسط الملعب، مساهما بـ15 هدفا للفريق كثاني أفضل الهدافين.

الدور الأكبر لكنوكيرت كان في دقة التمرير في وسط الملعب التي ساهمت في التفوق والسيطرة في العديد من المباريات، حيث بلغت دقة تمريراته 82% من إجمالي 920 تمريرة.

دفاعيا، شين دافي كان الأبرز على الإطلاق وساهم في صلابة الفريق في الأداء الدفاعي بشكل كبير.

الأيرلندي الدولي صاحب الـ25 عاما، والمدافع السابق لأندية بلاكبيرن وإيفرتون، يلعب أساسيا رفقة برايتون منذ بداية الموسم.

51 اعتراضا لهجمات المنافس و241 تشتيتا للكرة من مناطق الخطورة هي أرقام مميزة للغاية للمدافع الأيرلندي.

الأداء الدفاعي تم تدعيمه بخبرات البلجيكي الدولي سيباستيان بوكونيولي، والذي يبلغ من العمر 29 عاما.

البلجيكي يلعب لبرايتون على سبيل الإعارة طوال الموسم الحالي قادما من ويست بروميتش ألبيون في الدوري الممتاز، وشارك في أغلبية مباريات الفريق ونجح في اعتراض 15 هجمة للخصوم وتشتيت 70 كرة من مناطق الخطورة، كما سجل هدفا وحيدا خلال الموسم الحالي.

كل تلك الأسماء قد تتواجد في الموسم القادم مع الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن بالتأكيد المنافسات في الدوري الأغلى في العالم ستحتاج لمزيد من التدعيم.

- عداوة غريبة مع كريستال بالاس

عادة ما تكون مواجهات الديربي والعداوات في كرة القدم نتيجة لأسباب جغرافية. أرسنال وتشيلسي وتوتنهام والمواجهات المباشرة بينهم كأندية لندنية مثال على ذلك.

أو تكون نتيجة لتنافس على ألقاب بشكل كبير حتى وإن تباعدت المسافات. المنافسة بين مانشستر يونايتد وليفربول ربما تكون الأبرز في إنجلترا على مدار تاريخها كأبرز ناديين متوجين بالألقاب عددا.

برايتون لا ينافس ولا يمتلك تاريخا في البريمرليج، ولكنه حصل على عداوة مع فريق كريستال بالاس، الذي لا ينافس على ألقاب هو الآخر ولا يقترب جغرافيا من برايتون.

فكيف حدثت تلك العداوة؟

الأمر يعود إلى عام 1976، حين أعلن كريستال بالاس تعيين مدير فني جديد وهو "تيري فينابلس"، بينما قام برايتون بتعيين آلان موليري.

في الحقيقة، العداوة كانت بين الرجلين في هذه الفترة أينما حطوا الرحال، ثم تراكم الأمر بين الناديين مع مرور السنوات كلما تجددت المواجهة.

الرجلان كانا لاعبين سابقين في صفوف توتنهام هوتسبيرز.

موليري تحدث عن الأمر في تقرير لصحيفة الجارديان: "لا أعلم بالضبط متى بدأ ذلك."

ثم أضاف: "أعتقد أن الأمر له علاقة بشارة قيادة الفريق. لقد حصلت عليها قبله، ربما أرادها قبلي ولكن بيل نيكولسون –مدير فني سابق لتوتنهام- أعطاها لي".

قبل أن يختم: "أعتقد أن الأمر كله يدور في إطار تنافسي. نحن لسنا أعداء. لقد اعتدنا التشارك في الغرف حين كنا لاعبين في توتنهام".

كريستال بالاس ينافس حاليا في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويحاول جاهدا الابتعاد عن دائرة الهبوط رفقة الخبير سام ألاردايس.

قد ينجح كريستال بالاس في البقاء، وقد يلتقي مع برايتون في الموسم القادم في مواجهة ليست الأولى تاريخيا بينهما، ولكن ستكون الأولى من نوعها في الدوري الإنجليزي الممتاز.

التعليقات