فيرناندو مورينتيس.. حينما أحب ريال مدريد من طرف واحد

الأربعاء، 05 أبريل 2017 - 16:52

كتب : إسلام مجدي

فيرناندو مورينتيس

هناك لاعبون ليسوا بغرباء عن النجاح، يعرفون طريقه ويذهبون إليه أينما حلوا ترتبط بهم الألقاب، مجتهدون ويعرفون جيدا من أين تؤكل الكتف، بعضهم يكتب التاريخ اسمه بالذهب لأن له عشاق، والبعض ينسى من دون حتى سبب واضح.

لم يعرف عنه أنه أناني قط، بل كان لاعبا جماعيا، لكنه كان يحيا في ظل النجوم الأخرين، يجب أن تمتلك حظ الكون لكي تتخطى شعبية وقوة راؤول جونزاليس في ريال مدريد.

فيرناندو مورينتيس إنه "الثاني" دائما بعد راؤول على الرغم من أنه في بعض الأحيان كان يمنح كل ما لديه، أحد أبناء سانتياجو بيرنابيو المخلصين، لكن إدارة الفريق في مرحلة ما شعروا أنه ليس له قيمة.

دائما كان مورينتيس لاعبا جماعيا، لكنه كان يحظى بنوعية المعاملة التي لاقاها كلود ماكاليلي، كلاهما رحل لكي يضم الفريق أسماء أكبر منهما.

بداية مسيرة مورينتيس كانت مع ألباسيتي في موسم 1993-1994 حينما لعب مباراته الاحترافية الأولى، وفي تلك الفترة لاحظ ريال سرقسطة، وبعد موسمين قدم فيهما كل شيء يثبت أنه موهبة تستحق اللعب لفريق أكبر فكان الانتقال لريال مدريد أمر حتمي لا بد منه.

الهدف الرئيسي من صفقة ضم مورينتيس في ذلك الوقت للنادي الملكي عام 1997 بمبلغ 6.6 مليون يورو لكي يكون احتياطيا للنجوم الكبار مثل دافور سوكر وبريدراج مياتوفيتش.

لكن تأثيره وتألقه مع الفريق قدرته على القتال دائما جعلته يكتسب دورا أساسيا أكبر، وليس كبديل، حسب صحيفة "ماركا" فإن مورينتيس قدم كل ما لديه تقريبا لتحبه الجماهير، لكنهم لم يفعلوا، قلوبهم ارتبطت بالنجوم في ذلك الوقت، خاصة راؤول.

الدعم دائما كان لراؤول والغناء كذلك، على الرغم من أن الثنائي شكلا شراكة في الملعب وخارجه، كانا أصدقاء وعاد ذلك على النادي الملكي بالنفع الكبير، تحركاتهما وقدرتهما على فهم بعضهما البعض جعل النادي الملكي يمتلك قوة هجومية لا تضاهى.

تحدث مورينتيس عن شراكته مع راؤول في وقت سابق قائلا :"من المهم دائما أن العب بجانب راؤول، إنني أعرفه جيدا أكثر من أي شخص أخر".

وأضاف "يوجد تفاهم بيني وبينه أكثر من أي أحد لا أعرفه، ونشعر سويا بالراحة لأننا نعلم كيف نتعامل سويا مع دفاعات الخصوم".

وتابع "راؤول صديق رائع، نحن جيدان معا منذ البداية سواء داخل أو خارج الملعب".

لم تسر الأمور كما تمنى الإسباني، وسرعان ما عاش في ظل راؤول وأيضا الوافد الجديد، ففي صيف 2002 انضم رونالدو إلى النادي الملكي قادما من إنتر ميلان.

وظهر في صحيفة "آس" في ذلك الوقت تقارير تقول :"هل يرحل مورينتيس؟ رونالدو انضم لريال مدريد وبرشلونة وتوتنام يستعدان لخطف فيرناندو".

في تلك الفترة التقارير أكدت أنه كان على بعد خطوة من الرحيل في ذلك الوقت بمبلغ 22 مليون يورو إلى برشلونة، لكن الفريق الكتالوني لم يرغب في دفع رابته الكبير.

قرر مورينتيس البقاء والقتال، سابقا أثبت نفسه وسيفعل ذلك مجددا، لكنه استمر في الغياب عن التشكيل، ثم ظهر الثنائي جوتي وخافيير بورتييو في 2003، ووقتها أوضح فيسنتي ديل بوسكي مدرب الفريق أنه يدفع بالأصغر سنا، وفيما بعد قيل أن اللاعب قد أهان مدربه، وذلك بعد أن قام المدرب الإسباني بالدفع به في مباراة بوروسيا دورتموند في دوري الأبطال خلال شهر فبراير عام 2003 والتي فاز بها الملكي بنتيجة 2-1.

ديل بوسكي قرر إشراك مورينتيس في المباراة لكن خلال أخر لحظاتها، فما كان من المهاجم الإسباني إلا أن يستسلم لكل تلك الضغوط وينفجر في مدربه.

وفي سوق الانتقالات الشتوية وعلى الرغم من وجود اهتمام من أندية توتنام وسرقسطة وروما وميلان بضمه، لكنه لم يرغب في الرحيل واستمر ليتوج بالدوري الإسباني.

وبعد نهاية الموسم وفي بداية موسم 2003-2004 قرر ريال مدريد التخلص من لاعبه بأي شكل، فعرضه للأندية لكي تستعيره، وكان على وشك الانضمام إلى شالكة إلا أن الصفقة فشلت، لينضم بعد ذلك إلى موناكو على سبيل الإعارة.

في الدوري الفرنسي سجل 10 أهداف في 28 مباراة خاضها، لكن تأثيره الحقيقي كان في دوري أبطال أوروبا، حينما كان هدافا للبطولة بعدما سجل 9 أهداف.

وللحظة تشعر وكأن القدر قرر الانتصار لمورينتيس، كان عليه مواجهة ريال مدريد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، ليسجل اللاعب هدفا هاما للغاية في مباراة الذهاب بإسبانيا والتي انتهت بنتيجة 4-2، وفي مباراة الإياب سجل مجددا في فوز موناكو بنتيجة 3-1، ثم ساهم في إقصاء تشيلسي، لكنه لم يفعل شيئا في النهائي ضد بورتو جوزيه مورينيو.

صرح مورينتيس بحزن شديد بعد المباراة قائلا :"القدر أجبرني على اللعب ضد أصدقائي، إنه أمر مؤلم أن أفوز ضدهم، لكنني لا يجب أن أفكر في هذا الأمر كثيرا".

وأضاف "إنني لاعب محترف، وحاليا أقاتل بألوان موناكو".

واستطرد "أملت ألا يحدث ذلك أبدا، لعبت لريال مدريد لمدة 6 أعوام".

وأتم "لن أنسى أبدا لموناكو أنه منحني الفرصة للحصول على متعة اللعب والمشاركة بعد عام من المعاناة".

لم يرغب مورينتيس في الرحيل قط عن ريال مدريد، جل ما كان يريده هو العودة مرة أخرى للمشاركة، لكن النادي الملكي كان قد ضم نجما جديدا هو مايكل أوين من ليفربول، ومع قلة المشاركات كان عليه أن يرحل، انضم إلى ليفربول في شتاء 2005 بمبلغ 9.3 مليون يورو.

لم يكن الأمر سعيدا إطلاقا بالنسبة لمورينتيس، قضى 16 شهرا لم يكن هو ذاته ذلك المهاجم المتميز الذي عرفته وانتظرته جماهير ريال مدريد، أسلوب لعبه لم يبدو وأنه يلائم لا الفريق ولا البطولة.

وصرح ستيفن جيرارد عنه :"لقد كان الصفقة التي نحلم بضمها، إن سألت أي مشجع عمن يتمنى جلبه للنادي سيخبرك باسم فيرناندو مورينتيس، إنها لم تن مخاطرة، لقد كان الأمر جيدا للغاية، قمنا بضم لاعب كبير".

بدا وكأن مورينتيس محطم لم يرتقي لحجم التوقعات لم يقدم مستواه المعهود.

كريس باكومب كتب على موقع "ليفربول إيكو" عقب إحدى المباريات :"الجماهير كانت لاعبنا رقم 11 اليوم، مورينتيس بدا مثل وباء أنفلونزا الطيور، خطيرة في البلدان الأخرى، ولا توجد لها أي أثر في بريطانيا".

كان ما حدث له مع ليفربول بمثابة ضربة قوية للغاية، لم يحب الدوري ولا الحكام، لم يكن يشعر وكأنه في دياره، شكل له الأمر كابوسا، سجل 12 هدفا في 61 مباراة، بعدما كان يمتلك معدل 1.73 هدفا في المباراة.

صرح قائلا :"لم أحب الطبيعة البدنية للدوري في إنجلترا، الحكام يسمحون لبعض الأمور السيئة أن تحدث، واحتساب الأخطاء أقل معدلا من إسبانيا، المهاجم ليس محميا، وكانوا يسيئون إلي حقا".

وطالما أنه فقد بريقه فعليه أن يعود لإسبانيا ليستعيده، والبوابة كانت في فالنسيا، بدا في البداية وكأنه يستعيد لمسته مرة أخرى، وقوته التهديفية، وخلال 3 مواسم سجل 33 هدفا في 97 مباراة خاضها.

بعد ذلك قرر الانضمام إلى مارسيليا لمدة موسم، وحسب بيانه في نهاية الموسم، تعب من الإصابات، ومن التطور السريع لأسلوب اللعب، أعلن اعتزاله كرة القدم.

مورينتيس كان لاعبا استحق الكثير مما لم يحصل عليه، استحق الحصول على حب الجماهير وتقدير فريقه السابق، إنه كان في عصر ظلم فيه.

التعليقات