محمد لطيف - النجم والحكم والمعلق.. أيقونة الزمالك والكرة المصرية

الجمعة، 17 مارس 2017 - 16:41

كتب : عادل سعد

محمد لطيف

اليوم يمر 27 عاما على رحيل أحد أهم من تسبب في ازدياد شعبيه كره القدم فى مصر و الوطن العربي وأدخل اللعبة إلى كل البيوت.

هو أحد 50 شخصا كرمتهم الفيفا على مستوى العالم، والوحيد من مصر الذي كرم لهذا الصدد، وهو نشر اللعبة.

محمد لطيف إبراهيم محمد، شيخ المعلقين العرب والجناح الأيمن بنادي الزمالك في أواخر العشرينيات، وأوائل الثلاثينيات من القرن العشرين.

FilGoal.com يقدم لكم قراء لكتابه "الكورة حياتي" والذي يحكى فيه سيرته الذاتية.

ولد في 23 أكتوبر 1909 و توفي والده وهو بعمر 3 سنوات، تربى في حى القلعة والحلمية يلعب بالكرة و يقلد حسين حجازي وزوبة و الغجري، التحق بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية بدرب الجماميز التي يلتصق سورها بالمدرسة الخديوية، وهناك بدأ لعب كره القدم بشراء حذاء ببثمانين قرشا من محل جوستر الشهير بالموسكي، ثم التحق بالمدرسة الخديوية، التي لعب لها أبو الكرة المصرية حسين حجازي والذي أصبح المثل الأعلى للكابتن لطيف.

لعب الكابتن لطيف أول مباراة مع المدرسة الخديوية أمام المدرسة السعيدية في عام 1927 حيث اختاره الأستاذ حسين سليمان مشرف الفريق وقتها.

وفي عام 1928، وقع اختيار حسين حجازي رئيس فريق نادي المختلط علي محمد لطيف للعب، وذلك مقابل ثلاثة قروش هي تكاليف تسجيل خطابين، الأول موجه لاتحاد الكرة، والآخر موجه لنادي المختلط ومن 1928 إلى عام 1945 لعب لطيف للمختلط ما عدا وقت دراسته و لعبه في اسكتلندا.

أولى مبارياته مع المختلط كانت أمام النادي الأهلي في دوري منطقة القاهرة يوم 6-12-1929 ، و سجل هدف المباراة الوحيد الذي فاز به الزمالك على الأهلي و كان أغلب صفوف المختلط من الطلبة الذين اختارهم حسين حجازي.

و من هنا خرجت الجماهير تهتف "يا زمالك يا مدرسة"، وبعدها تم اختياره من حيدر باشا وكـيل اتحاد الكرة ورئيس النادي ضمن صفوف منتخب مصر.

شارك محمد لطيف مع منتخب مصر في العديد من المباريات وكانت أول مباراة يلعبها في صفوفه عام 1929 ضد منتخب المجر وحظى بثقة مدرب المنتخب جيمس ماكراى الاسكتلندي، والذي كان أيضا مدرب الكابتن لطيف فى منتخب المدارس.

تم اختيار لطيف ضمن التشكيلة الأساسية للمنتخب المصري في كأس العالم 1934 بإيطاليا وكان يلعب جناح أيمن، و لعب مباراة مصر الوحيدة أمام منتخب المجر في البطولة، وخسرت مصر 4-2، كما لعب الكابتن لطيف أثناء احترافه في نادي رينجرز الإسكتلندي مع المنتخب المصري في دوره الألعاب الاولمبية فى برلين عام 1936 و خسرت مصر من النمسا 3-1 و التي وصلت بدورها للمباراة النهائية أمام إيطاليا وخسرتها 2-1 بهدفي إينابلي فروسيه اللاعب ذو النظارات الطبية، وخرجت مصر وأحرز هدف مصر يومها اللاعب عبد الكريم صقر.

تم ترشيح لطيف للعب لصالح نادي رينجرز الإسكتلندي بمساعدة مستر سمبسون مراقب التربية البدنية بوزارة المعارف، حيث استدعاه ليبلغه باختياره للسفر إلي إنجلترا في بعثة علمية لدراسة التربية الرياضية والحصول علي درجة البكالوريوس من كلية جوردون هيل بمدينه جلاسكو، وذلك باتفاق مع الاسكتلندي ماكراي مدرب منتخب مصر على أن يلعب محمد لطيف في نادي رينجرز طوال مدة دراسته وهي 3 أعوام وبدء رحلة السفر من ميناء الإسكندرية إلى مارسيليا ثم بالقطار لباريس وكاليه ودوفر ثم لندن، وأخيرا مدينه جلاسكو الاسكتلندية معقل فريق البروتستانت "رينجرز الاسكتلندى".

عند وصوله، كان في استقباله مستر ماكراى وعند باب النادي كان الأب الروحي للاعبين مستر أستروث في انتظاره، وعندما دخل لطيف غرفة خلع الملابس وحدثت واقعة طريفة، فقد أخرج لطيف من حقيبته قميص منتخب مصر الأخضر الذي هو لون قميص العدو اللدود سيلتك (الكاثوليكى) وهنا صرخ اللاعبين، ولطيف لا يفهم ماذا حدث إلى أن أدرك حجم الخطأ وأن اللون الأزرق هو الذي يحكم بين جدران رينجرز الإسكتلندي.

لعب لنادي رينجرز فى الفريق الرديف اولا واستطاع أن يحرز هدفً في أول مباراة وكانت ضد نادي داندي يونايند بعدها لعب فى الفريق الأول واستمر في تجربته مع النادي الاسكتلندي إلي جانب دراسته في كلية جوردون هيل، وبهذا صار رابع لاعب محترف في تاريخ مصر بعد حسين حجازى وتوفيق عبد الله و صادق فهمي، وفى نفس الوقت أحترف أيضا أسماعيل رأفت و مصطفى كامل منصور.

عاد محمد لطيف من اسكتلندا عام 1937 إلي مصر بعد أن حصل على شهادة من جامعه جوردون هيل بعد أن حقق مع جلاسكو رينجرز بطولتى دورى مواسم 1934/1935 & 1936/1937 وبطولتى كأس مواسم 1934/1935 و1935/1936 وأيضا تحصل على دراسات في مجال التدريب من ليدز ولندن، وتحصل في عام 1954 على أعلى شهادة وبعدها قاد المنتخب المصري كمديرا فنيا للحصول على أول أمم إفريقيا عام 1957 .

حكايا لطيف مع التعليق بدأت أثناء وجوده في اسكتلندا، وأثناء فترة إصابته دعاه مستر ركس لسماع تعليقه على مباراة لرينجرز يحضرها 24 كفيفا في الدرجة الأولى، وكان يشرح لهم كل شيء لنقل الصورة كاملة لهم، وهنا تعلم الكابتن لطيف أول دروس التعليق والتى بدأها فعليا في عام 1948 بدعوة من الإذاعي الكبير على خليل لإذاعة تمارين الصباح الساعة السادسة صباحا بحكم تخصصه في معهد التربية الرياضية.

وكان أجره اليومي من الإذاعة 50 قرشا، وعلق بعدها على بطولة أوروبا لكرة السلة 1948 من ملعب هليوبوليس ثم كانت رحلته مع التليفزيون عام 1960 وكانت أول مباراة علق عليها لطيف بين منتخب القاهرة ومنتخب الإسكندرية على ملعب مصطفى كامل.

بعودة لطيف تم إنشاء أول معهد تربيه رياضية عام 1937 وكان لطيف من ضمن هيئه التدريس وتخرجت أول دفعة على يده عام 1940 وكانت مؤلفة من 21 طالبا.

لعب أيضا مع المختلط حتى عام 1945 ثم قرر الاعتزال، وكانت آخر مباراة لعبها مع منتخب الجيش المصري أمام الوندرز الإنجليزي.

عمل أيضا لطيف كحكم دولي في جيل ضم حكام عظماء مثل محمد حسن حلمي وجلال قريطم ومصطفى كامل منصور ولبيب محمود وعزيز فهمي ومحمود إمام.

الكابتن لطيف ظهر في عدة أفلام سينمائية بشخصيته الحقيقية كمعلق، وكان أبرز هذه الأفلام “غريب في بيتي” بطولة سعاد حسني ونور الشريف، و فيلم “في الصيف لازم نحب” بطولة صلاح ذو الفقار وسمير غانم.

شهرة الكابتن لطيف كمعلق فاقت الأفق وفاقت كل ما شغله سابقا كلاعب وإدارى ومدير فني ومدرس وقد كانت كلماته الشهيرة ملئ الأسماع مثل “الكورة إجوال، الجون بييجي في ثانية، الجايات أكثر من الريحات، الجو النهاردة جو كورة، جت في الألومنيا”.

رحل الأيقونة الزملكاوية التي ـحبتها كل الجماهير المصرية بكل طوائفها والجماهير العربية عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1990 عن عمر يناهز الـ 80 عاما وكان حلم حياته كما تحدث في حديث تليفزيوني أن يرى مصر تلعب فى كأس العالم فى إيطاليا 1990، فقد كان لاعبا في منتخب مصر عام 1934 فى كأس العالم أيضا فى إيطاليا، و لكن القدر لم يمهله فقد توفى قبل عده شهور من البطولة.

رحم الله الفقيد الذي لو تحدثنا عنه سيطول الحديث كثيرا وقد تعمدت أن ألقى الضوء على الجانب غير المعروف في حياة الكابتن لطيف رحمة الله عليه.

التعليقات