حكاية سامباولي - المناضل من أجل المتعة.. صورة الشجرة ونصيحة مينوتي لإنقاذ إشبيلية

الإثنين، 27 فبراير 2017 - 16:11

كتب : محمود سليم

خورخي سامباولي

ختم الأرجنتيني خورخي سامباولي المدير الفني لفريق إشبيلية الإسباني لقاءه مع الأسطورة الأرجنتيني خورخي فالدانو في برنامجه "universo valdano عالم فالدانو" قائلا: "أتمنى أن أواصل النضال من أجل تقديم كرة قدم ممتعة وجميلة لجعل جماهيرنا ولاعبينا مستمتعين بما نقدمه".

سامباولي الذي بدأ مسيرته مع كرة القدم في فريق نيويلز أولد بويز الأرجنتيني وكان يمتاز بقدم يسرى جيدة، ولكنه تعرض لإصابة قوية أجبرته على الاعتزال في التاسعة عشر من عمره، ليتجه بعدها إلى عالم التدريب في فريق الهواة لبلدته كاسيلدا وبعدها بعامين تولى تدريب فريق بلجرانو دي أريكويتو في دوري وصفه بالنصف احترافي وقبل أحد المباريات تمت معاقبته وإيقافه عن حضور المباراة، ليقوم بالصعود أعلى شجرة مجاورة للملعب ويقوم بإعطاء التعليمات للاعبي فريقه بكل حماس وشغف كما يفعل حتى يومنا هذا.

Image result for sampaoli on a tree

تصدرت صورته الصحف المحلية وجذبت إليه الأنظار ليقوم رئيس نادي نيويلز الذي كان يلعب له بالتواصل معه لتدريب فريق الرديف بالنادي وكانت نقلة كبيرة بالنسبة له وحقق معه لقبين في دوري الدرجة الثانية الأرجنتيني، لينتقل بعدها للتدريب في بيرو، وقتها تعلم أهم درس في حياته حينما رصدت الصحف الأرجنتينية جميع المدربين الأرجنتينيين في هذا العام في كل أنحاء العالم دون ذكر اسمه، ليقوم بعمل "تاتو" مكتوب عليه (أنا لا أنصت ولا أستمع).

Image result for sampaoli tattoo

أكد سامباولي كثيرا على خلال حديثه على مدى تأثير المدرب الأرجنتيني سيزار مينوتي في فلسفته وأفكاره وكذلك الأرجنتيني الآخر مارسيلو بييلسا وأخيرا بيب جوارديولا الذي استفاد منه كثيرا خلال فترته الأفضل مع منتخب تشيلي.

كانت فكرة الهجوم وأن تكون الفعل دائما ولا تترك الخصم ودفاعه يتحكم في أسلوبك هي أهم الأفكار التي نقلها من مينوتي ولكن مع انتقاله لتدريب منتخب تشيلي أراد أن يدعم فكرة الهجوم تلك بأداة تسهل عليه الأمر وكانت تلك الأداة هي الاستحواذ، فاتخذ برشلونة جوارديولا مرجعا له في ذلك الأمر، وقال في هذا الأمر: "حتى وإن كان لاعبيني لديهم مشكلات في القدمين لكن دائما كانت لديهم أعين تعرف جيدا متى وأين تنظر وتتحكم في قرارات التمرير".

وأكد الأرجنتيني خلال حديثه في أكثر من مرة على فكرة الاستمتاع في كرة القدم حيث قال: "كرة القدم هي أجمل ما يمتهنه المرء، لا أريد موظفين بل أريد اللاعب يظل بالساعات في الملعب بعد انتهاء المران يستمتع ويعمل على تطوير ذاته".

لا يريد سامباولي رسم سيناريوهات محددة للمباريات فقد وصف هذا الأمر بأنه خيانة وغدر باللاعبين لو حدث أمر مخالف وأكد على هذا الأمر: "هنالك خصم مثل ريال مدريد غير من أفكاره أمامنا مرة ومن الممكن التغيير مرات أخرى فلو وصفت للاعبيني الأمر ووجدوا شيئا مخالفا في الملعب فهذا غدر بهم، لذلك علينا ترك اللاعبين للبديهة الخاصة بهم، علينا إشراكهم في اتخاذ القرارات وهم بالفعل قادرون على اتخاذ آلاف القرارات،علينا إعطاؤهم حرية التفكير لهم".

أما عن الإلزام الوحيد والأهم للاعبين من جهته فقال: "نحن نريد الكرة، أريد تواجد اللاعبين بكثافة في أماكن تواجد الكرة لا أكثر، ليس عليهم طوال الوقت الالتزام بمراكزهم فحسب".

في البداية كان هنالك تذبذب واضح في الاداء وبالطبع النتائج ولكن أكد سامباولي بعد العودة لمينوتي وطلب نصيحته أنه: "علينا القتال لاستمرار الكرة الممتعة مهما كانت النتائج، علينا إقناع سمير نصري بالرغبة للعب المباريات كاملة، علينا تحويل نزونزي من مجرد هادم لهجمات الخصم إلى قاعدة البناء لهجماتنا، بالطبع هما الثنائي الأهم في أسلوبنا، يساعدوننا في البناء من الخلف، لأن ما يبدأ بشكل جيد ينتهي جيدا بكل تأكيد".

وتطرق للحديث عن الفوز على ريال مدريد حلمه الذي لم يكن يتخيل حدوثه وكذلك تقديم مباراة مذهلة أمام برشلونة "ولكن لأننا استفزينا ميسي فقد أفسد ليلتنا" على حد وصفه.

سامباولي الآن ينافس ريال مدريد وبرشلونة في مقدمة الليجا الإسبانية وصعد لدور الـ16 في دوري أبطال أوروبا بعكس المواسم الأخيرة لم ينجح الفريق في تحقيق هذا الأمر، ومع كل هذا لا يعتبر سامباولي أنه ناجح حتى الآن فقد وصف الأمر بأن "النجاح لا يكتمل حتى بتحقيق البطولات فعليك الاستمرار بالحفاظ عليها وهو أمر مستحيل".

خورخي لم يصنع فريقه ويجذب الأنظار إليه على طريقة مواطنه سيميوني مع أتليتكو مدريد بالاهتمام بالدفاع أكثر، بل كان ولا زال ولاءه لمدرسته التي ترعرع عليها وهي الاستمتاع فقد قال:"طموحي الاستمتاع باللعب من قبل فريقي، لا يهمني من الخصم لن أغير شيئا وسأظل أقدم تلك الكرة كي يظل يفخر بنا الجمهور".

التعليقات