727 كلمة احتفاء بطارق حامد

الثلاثاء، 07 فبراير 2017 - 15:36

كتب : إسلام مجدي

طارق حامد

نراه بعد كل مباراة كبيرة يرقد على أرض الملعب يلتقط أنفاسه بصعوبة بعد أن جاب أرجاء الملعب سعيا لاستعادة الكرة وبقوة، لا يهم كيف يستعيدها ولا تنكر إيمانك بقدرته على اختطاف الكرة من الخصم، طارق حامد نجم منتخب مصر والزمالك يحاول دائما التطوير من مستواه حسبما قال.

طارق حامد

النادي : ضمك

ربما يواجه العديد من الانتقادات بسبب تدخلاته الخشنة بعض الشيء، لكنه لا يرى ذلك بل إنه يراه بطريقة مختلفة للغاية، تلك كانت تصريحاته في وقت سابق قائلا :"التدخلات تكون حسب الموقف، وفي أغلب الأوقات يكون من أجل منع هجمة خطيرة أو إيقاف لاعب مميز وليس من أجل إيذاء المنافسين، وأيضا في بعض الأحيان يكون التدخل غير محسوب ويحصل اللاعب على إنذار دون داعي".

لعب طارق 540 دقيقة كاملة في كأس الأمم، 6 مباريات لم يغب خلالها عن منتخب مصر في بطولة كأس الأمم، ارتكب 14 خطأ وحصل على 17 أخرين.

طارق مثل صمام أمان للمنتخب في كثير من الأحيان كنا نجده يبذل مجهودا مضاعفا لاسترجاع الكرة في أسرع وقت، مقاتل على كل كرة.

بدأ مسيرته مع طلائع الجيش ثم انتقل سريعا إلى سموحة لينضم في النهاية إلى الزمالك، ويبدأ في لفت الانتباه إلى مقدرته كمحور ارتكاز يتمكن من تمرير كرات طولية بعرض وطول الملعب.

هناك العديد من محاور الارتكاز حول العالم هؤلاء الذين يسمون مقاتلين وبعضهم يخشى تدخلاتهم العنيفة خوفا من التعرض لأي إصابة، لكنهم لا يرون ذلك وطارق نفسه يؤكد على ذلك.

علق طارق على تدخلاته العنيفة قائلا :"الأمر يكون حسب تقدير اللاعب للموقف، من الممكن أن أتدخل بشكل قوي مع لاعب لكن بعد ذلك أرى أن التدخل كان عنيفا".

خبراء الكرة في أوروبا شبهوا جينارو جاتوزو أسطورة ارتكاز ميلان بـ"الكلب الصغير" وأحيانا "المحارب العنيد" بالطبع لا مجال للمقارنات لكن جاتوزو اشتهر بتدخلاته القوية وعنفه وغيرته الشديدة والدائمة على فريقه والاستحواذ عليها لأجل فريقه.

كتب بيرلو في سيرته الذاتية عن جاتوزو قائلا :"أعتقد أنني ألعب بطريقتي وعلى حريتي لأنني ألعب بجانب لاعب مثل جاتوزو لأنه يمتلك قدرات فنية وتواصلا دائما معنا".

طارق حامد نجح في تسلم الكرة من زملائه في بطولة كأس الأمم 205 مرة فشل في مرة وحيدة وفاز بالكرة 53 مرة وخسرها 6 مرات، دائما في كل مرة توجه إليه الكاميرا نراه يتحدث مع زملائه.

إن نظرنا إلى الأمر عن قرب طارق كان رائعا في مساندة المنتخب للوصول إلى ما وصل إليه، وبكل تأكيد الجنود المجهولة لا تحصل دائما على الثناء، حدث الأمر ذاته مع خافيير ماسكيرانو في نسخة كأس العالم 2014 مع منتخب الأرجنتين، لا يوجد مقارنة أو تشابه بين اللاعبين لكن ما يمكن مقارنتها هي الحالة، تلك الصورة الدائمة لماسكيرنو عقب كل مباراة يرقد على أرض الملعب يلتقط أنفاسه بصعوبة.

ماذا عن جاتوزو؟ مع دي يونج ربما كانا الأعنف في هذا المركز ماذا قال النجم الإيطالي؟ :"دائما أستمع لذلك الصوت الذي يخبرني استمر دائما فيما تفعله".

تحدث أندريا بيرلو عن قوة جاتوزو قائلا :"بإمكانك أن ترى بخارا أحمر اللون يخرج منه، جاتوزو كان من الممكن أن يضربنا بسكين إن قصرنا في عملنا".

أما جاتوزو فيرى الأمر بطريقة أخرى فقال :"اللاعبون في بريطانيا يعترضون الكرة مثل الرجال، لكن في إيطاليا إن فعلت ذلك ترى اللاعبون يبكون ويصرخون طلبا للحكم".

ملعب كرة القدم ليس ساحة حرب وبكل تأكيد ليس مكانا للمقابلات الغرامية هكذا يرى جاتوزو الأمر، إنه مكانا للعب الكرة واستعادتها ومحاولة الفوز في كل مرة.

دائما نرى في كلمات طارق وتحركاته تلك النظرة العنيفة والعصبية الخاصة بمن لا يقبل أبدا سوى الفوز والقتال من أجل تحقيق اللقب، حتى إنه صرح في وقت سابق قائلا :"سنقاتل من أجل الدوري، لا سبيل نحو البطولات إلا بالإرادة".

وقال أيضا :"لا أتأثر كثيرا بالمنافس، الأهم لدي أن أركز على مستواي أنا وزملائي والتفاهم بيني وبين شركائي في وسط الملعب".

الأمر واضح إذا ذلك ما تحدث عنه بيرلو في البداية حينما قال إن كلمات وحماس جاتوزو هما ما كانا يسانداه، الأمر ذاته حدث معه في قمة الموسم الماضي بالدوري، حتى إن اللاعب نفسه قال تلك الكلمات.

أخيرا نتذكر تلك الكلمات لجاتوزو "كنت أعي تماما شخصيتي كلاعب كرة قدم، لأنني كل أسبوع كنت أتدرب بقوة لكي أطور من نفسي".

على الجانب الأخر قال طارق حامد "أحاول دائما تطوير أدائي ومستواي الفني والبدني من أجل الظهور بشكل أفضل".

حالات متشابهة، مقاتل في وسط الملعب استحق أن يحصل على الثناء الكافي بعدما قدم بطولة أكثر من رائعة ضد جميع من شارك ضدهم وقاتل حتى النهاية.

النجوم دائما يخطفون الأضواء، بهدف أو تمريرة ساحرة أو تصدي أكروباتي، لكن من يقوم بـ"الأعمال القذرة" في وسط الملعب من تدخلات واستخلاص للكرة وإرهاب الخصوم لا يتم تسليط الضوء عليه، كل من شارك مع منتخب مصر يستحق الشكر لكن طارق حامد تحديدًا يستحق أن نسلط عليه الضوء مرة إضافية.

التعليقات