كتب : أحمد حسين | الأحد، 05 فبراير 2017 - 11:33

مذكرات قنصل.. يوم روض الفراعنة الأسود في عرينها

الكاميرون

في إطار تصفيات كأس العالم وضعت القرعة منتخبنا الوطني ضد الكاميرون في مجموعة واحدة، وباعتباري من هواة كرة القدم كنت في قمة السعادة بسبب هذه القرعة انتظارا لاستضافة الفريق الوطني في مقر عملي في السفارة المصرية بالكاميرون، ومع أن التصفيات بدأت في مطلع العام إلا أن المباراة المرتقبة جاء ترتيبها كأخر مباريات التصفيات، وهو ما جعلها ذات أهمية خاصة حيث يمكن أن تكون مباراة الاحتفال بوصول أي منهما إلى نهائيات كأس العالم.

وخلال التصفيات أعاد المنتخب المصري مسلسل الإخفاق المعتاد وتلقى ثلاث هزائم جعلته يبتعد عن طريق الوصول لكأس العالم، فيما انحصر الصراع بين الكاميرون وكوت ديفوار التي كانت تتقدم على الأسود قبل مباراتين من ختام التصفيات.

لكن أسود الكاميرون تفوقت على نفسها وهزمت الأفيال في عقر دارها، ما وضعها على رأس المجموعة قبل مباراتها مع مصر، ومن ثم أصبح الفوز في هذه المباراة يأخذ الأسود مباشرة إلى كأس العالم دون النظر لنتيجة مباراة الأفيال خارج ملعبها مع السودان، فيما يؤدي تعادل الأسود أو هزيمتها إلى ابتعادهم عن كأس العالم لأول مرة منذ عام 1990.

ولكون الشعب الكاميروني غارق حتى النخاع في عشق كرة القدم، أصبحت مباراة مصر يوم السبت 8 أكتوبر بمثابة حدث تاريخي تدور حوله الحياة، ويتحدث عنه الجميع بداية من رئيس الجمهورية حتى بائعو الموز في الطرقات.

كعادة الشعب الكاميروني في الثقة المفرطة كان الجميع في منتهى التأكد من أنهم سيحصلون على عطلة يوم الاثنين 10 أكتوبر احتفالا بتأهل الأسود لكأس العالم كما جرت العادة لديهم.

لم يكن هناك عاقل واحد يفكر في إمكانية حدوث العكس، الكل متأكد وذلك على الرغم من الخوف المرضي الذي يعاني منه المنتخب الكاميروني من نظيره المصري باعتبار الفراعنة صاحب اليد العليا في مباريات الفريقين، وأن غالبية المباريات الحاسمة انتهت لصالح مصر، وأن الهزيمة الوحيدة التي تلقاها الفريق الكاميروني في هذه التصفيات كانت على يد الفراعنة، لكن نشوة الفوز على كوت ديفوار في ملعبها أنستهم الحذر.

في السفارة كان العمل قد بدأ مبكرا، فخلال كافة لقاءات السفير مع المسؤولين الكاميرونيين كانت المباراة تطرح نفسها كموضوع هام، فمنذ تقديم صورة أوراق الاعتماد لوزير الخارجية، وحتى مقابلة رئيس البرلمان كان لقاء الأسود مع الفراعنة محطة لا فكاك منها، وعقب كل مقابلة كانت الصحافة المرئية والمسموعة والمقروءة تكرر نفس السؤال، "كم تتوقع نتيجة المباراة؟" هل تعتقد أن مصر يجب أن تترك الكاميرون تربح خاصة وأنكم لن تستفيدوا شيئا من الفوز؟

وبطبيعة الحال كان لا بد من رد دبلوماسي لمثل هذه الأسئلة يدور حول من يلعب أفضل يكسب وما إلى هذا من سخف وهراء، فكلنا كان يريد أن تفوز مصر أو على الأقل تتسبب في الإطاحة بالكاميرون من التصفيات، ربما بسبب التعنت المفرط الذي نحسه في تعاملاتنا معهم، أو ربما بسبب وطنتينا التي تتضاعف خارج مصر لحد لا يصدق، والمهم أننا جميعا كنا نرغب في تحقيق نتيجة إيجابية على الرغم من أنها لا تجدي نفعا.

بدأت الترتيبات بوصول فاكس من الاتحاد المصري للكرة يفيد بموعد الوصول وتشكيل الوفد، وكانت المفاجأة الأولى أن الفريق لن يصل مباشرة إلى العاصمة، بل سيصل إلى دوالا على رحلة الخطوط الفرنسية.

وحتى يبطل العجب أقول إن هناك أسباب أربعة هي:

أولا: أن المباراة ستجري في ياوندي وليس دوالا، وهناك رحلات لخطوط عديدة تصل إلى ياوندي.

ثانيا: الرحلات الداخلية بين ياوندي ودوالا لا يمكن الاعتماد عليها مطلقا ويمكن ألا تقوم الرحلة لمدة يومين.

ثالثا: الطريق البري بين ياوندي ودوالا يحتاج أربع ساعات على الأقل ويفضل أن يكون ذلك في ساعات النهار.

رابعا: أن تكلفة السفر على الخطوط الفرنسية تفوق تكلفة السفر على أي خطوط أخرى بمعدل مرة ونصف.

ونظرا للأهمية غير المسبوقة للمباراة كان اهتمام الاتحاد الكاميروني للكرة بالمنتخب المصري مبالغا فيه حتى أنهم تدخلوا بقوة لدى شركة الطيران لضمان قيام الرحلة الداخلية في موعدها، وقاموا بترتيب إقامة الفريق في أحدث فندق بالعاصمة الذي يبعد خطوات من السفارة الأمريكية لضمان تواجد أمني مكثف لوضع حد لأية مضايقات يتعرض لها الفريق من المشجعين وهو ما كان واردا جدا بسبب الأخبار التي ترددت عن لقاء رئيس الاتحاد المصري مع وفد من كوت ديفوار يحمل عرضا مغريا للمنتخب المصري في حال نجاحه في إيقاف مسيرة الأسود، وهو ما تناقلته وسائل الإعلام الكاميرونية وضخمته إلى حد غير متوقع حتى أن المواطن الكاميروني كان يتحدث عن اللقاء كأنه حضره وأن المصريين وافقوا على دعم كوت ديفوار مقابل حضور المنتخب الإيفواري لإقامة معسكر تدريبي في القاهرة بتكلفة تفوق التكلفة العادية.

يوم المباراة كان يوما عجيبا للغاية، استيقظنا على أمطار غزيرة كالسيول تغرق العاصمة ياوندي بقوة غير متوقعة، ومن الطبيعي أن تهطل الأمطار وقتها لكن المميز أن المطر امتد بعنف لثلاث ساعات بدون توقف، وبعدها كانت أمطار خفيفة تهطل بين الفينة والأخرى ولم تتوقف إلا قبل المباراة بساعتين، وطبعا تحول الملعب إلى بركة فشلت معها كافة المحاولات البدائية لنزح المياه، إضافة إلى سوء حالة الملعب في الأساس، وهو ما لقي ارتياحا من جانب الفريق المصري نظرا لأن سوء حالة الملعب لن تسمح للفريق الكاميروني باستخدام أبرز مهاراته من سلسلة التمريرات الأرضية والمهارات الفردية للاعبين المشاهير وعلى رأسهم صامويل إيتو نجم برشلونة، وهداف الدوري الإسباني وزميل رونالدينيو البرازيلي.

توليت مهمة توزيع التذاكر القليلة التي حصلنا عليها من الاتحاد الكاميروني على الجالية المصرية، وكانت مشكلة جديدة بسبب الطبيعة المصرية، كان هناك نوعان من التذاكر، واحدة للمقصورة الرئيسية وعددها محدود، والثانية للدرجة الأولى وعددها أكبر.

كانت الجالية تتكون من 15 مبعوثا للأزهر تم جمعهم من البلدان القريبة ومنهم رئيس البعثة وسكرتيرها، بالإضافة إلى أربعة من الخبراء المصريين العاملين في الكاميرون، وثلاثة من المصريين العاملين بالتجارة، يضاف إليهم ثلاثتنا العاملين في السفارة بغض النظر عن السفير.

وفي قاعة الفندق حيث وقفت أوزع التذاكر اعترض رئيس بعثة الأزهر على منحه تذكرة درجة أولى مع المبعوثين وهاج وماج، وبأعصاب شبه محترقة استخدمت العبارة الأمريكية الشهيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية مارجريت أولبرايت "خذها أو اتركها" وطبعا كما هو متوقع فإن هذه العبارة لها تأثير السحر فوافق فورا.

في الطريق للملعب كنت استمع للإذاعة الحكومية الكاميرونية التي بدأت منذ الصباح إرسالا خاصا بالمباراة، وعرض مراسلها المكلف بمتابعة الفريق المصري تقرير بالغ الطرافة، ذكر خلاله أن الفريق المصري لم يكتف بالتدريبات فقط لمواجهة الأسود، بل نظرا لخوفه من السحر يؤدي يوميا صلوات خاصة في المساء في قاعة بالطابق الذي يقيم به، وليلة المباراة توجه الفريق لمنزل السفير المصري حيث أقام صلاة خاصة إضافية وهو ما يعكس حالة الرعب التي يعاني منها الفريق المصري من القوة الخارقة للمنتخب الكاميروني الذي لا يقهر، وأضاف أن المصريين سبق لهم وأن أدوا نفس الصلاة في مطار دوالا فور وصولهم وهو ما يهدف بطبيعة الحال لمواجهة أي محاولات لإيذاء الفريق من الأرواح الشريرة.

تحركنا من الفندق في وسط المدينة ضمن موكب تتقدمه سيارة شرطة ودراجة نارية لفتح الطريق ثم سيارة رئيس البعثة المصرية التي صحب فيها رجال الصحافة كعادته في كل تحركاته، ثم سيارة الفريق، وحافلتين صغيرتين أحضرتهما السفارة لنقل المشجعين المصريين، ثم سيارة ضمتني مع الملحق الإداري.

حينما اقتربنا من الملعب كان زئير الجماهير يصم الآذان، فحول كافة مداخل ملعب "أومني سبور" كانت هناك طوابير تمتد لمئات الأمتار من المشجعين الذين ارتدوا جميعهم تقريبا القميص الأخضر الذي تم توزيعه مع التذاكر والمكتوب عليه كلنا مع الأسود، وكالعادة الأفريقية كان هناك العشرات من السحرة سواء الحقيقيين أو المدعين الذين صبغوا أجسادهم بألوان الفريق وارتدوا جلود النمو وأمسكوا العظام والجماجم وهم يرقصون رقصا هستيريا بالنسبة لي فنيا بالنسبة لهم، كلما اقتربنا كانت الأصوات ترتفع.

لكن الحماية المكثفة التي وفرتها الشرطة جعلت دخولنا للملعب ميسورا، ولكن كان لا بد من بعض المتاعب المصرية المعتادة، ففور مغادرة اللاعبين لسيارتهم وتوجههم إلى غرف تغيير الملابس إذا بالمشجعين المصريين وعلى رأسهم مساعد الملحق الإداري يتبعون الفريق إلى غرفهم، وكان من غير المجدي أن أصرخ فيهم فبالكاد أسمع نفسي، ما اضطرني للركض ورائهم وجذبهم والإشارة إلى مدخل المقصورة الرئيسية، لكن للأسف أفلت بعضهم فأرسلت بعض رجال الشرطة لإحضارهم من الداخل.

ومن موقعي لاحظت أن الأعلام التي منحناها لمبعوثي الأزهر غير مرفوعة، وطبعا توقعت أنها تعليمات رئيس البعثة المستاء، فأرسلت إليهم من يخبرهم بأن يخرجوا الأعلام أو يعيدوها لنا فورا، وجاءت الرسالة بنتيجة فورية، وكانت الأعلام التي رفعها الأزهريون هي فقط ما ظهر خلال النقل التلفزيوني للمباراة والذي تجاهل مشجعي مصر بشكل كامل.

قبل المباراة كانت الإذاعة الداخلية تعيد لمئات المرات الأغنية الخاصة بالأسود التي يغنيها المطرب ولاعب التنس السابق يانيك نواه الفرنسي من أصل كاميروني، والذي يعد مساعدا نفسيا للفريق أو طبيب ساحر لكن بشكل عصري، وقد أثنى عليه الكثيرون لفوز الكاميرون على كوت ديفوار في عقر دارها وإن كان ذلك مبالغا فيه للغاية، فالرجل اكتفى بالتصوير مع لاعبي الفريق بعد المباراة في غرفة الملابس.

لكن في هذه المرة حضر مبكرا وشارك في التدريبات وأقام داخل معسكر الفريق وكان يبذل جهدا واضحا لفصل اللاعبين عن الضغوط العصبية المتزايدة التي بلغت حدها.

قبل أن تبدأ المباراة كان كبير السحرة يصحب فريقه من السحرة لأداء طقوس خاصة في أرض الملعب يعتبرها الجمهور الكاميروني جلبا للحظ السعيد للفريق، خاصة أنه يحدد للفريق الكاميروني نصف الملعب الذي يختاره في النصف الأول حيث يدعي تجنيد الأرواح لحماية مرماهم وفتح مرمى خصومهم أمامهم، ولا يستطيع قائد المنتخب الكاميروني عصيان تعليماته.

بدأت المباراة، لم يظهر أي من الفريقين بمستواه المعروف نظراً لسوء حالة الملعب، إضافة إلى التوتر والضغط العصبي الشديد الواضح علي كافة لاعبي الكاميرون حتي المشهورين منهم والذين سبق لهم المشاركة في كأس العالم مرات عديدة بل والفوز بدورة الألعاب الأوليمبية أيضا.

كان واضحاً أن النجم الأول ايتو غير موجود على الإطلاق في الملعب، وعندما جاء الهدف الأول من الكاميرون سجله لاعب مغمور يلعب مباراته الثالثة دولياً فقط، لكن هل قلت هدف؟

نعم ففي الدقيقة الخامسة عشر سجل رودلف دوالا هدفاً للكاميرون ارتج الملعب على أثره، وفي أعقاب الهدف بدا كأن الفريق الكاميروني قد أنهى مهمته واكتفي باللعب في وسط ملعبه ولم يكن له وجود مذكور، في الشوط الثاني تشجع الفريق المصري وهاجم عدة مرات حتى نجح قبل النهاية بعشر دقائق في تسجيل هدف التعادل برأسية محمد شوقي مرة ثانية بعد رأسيته بقلب ملعب المقاولون العرب.

لو ألقيت إبرة علي ارض الملعب لرددت جنباته صداه

توقفت كل الأصوات، انحبست الأنفاس في الصدور، دوت أصوات حفنة المصريين لترج الملعب وسط ذهول الكاميرونيين.

ظل المنتخب الكاميروني تحت الصدمة رغم محاولات الحكم المستميتة لمساعدتهم، لدرجة انه أضاف 5 دقائق كوقت بدل للضائع رغم أن الوقت الضائع لم يتجاوز الدقيقة، وعندما فشل الفريق الكاميروني في استغلاله كان الفريق المصري يشن هجمات مرتدة بالغة الخطورة، إلا أن الحكم المالي قرر فجأة منح ضربة جزاء سخية للغاية للكاميرون، أكدت الإعادة التلفزيونية أكثر من مرة عدم وجود أي مبرر لها.

هنا عادت الحياة للملعب وتنفست البلاد الصعداء، أما على أرض الملعب فقد امتنع أي من لاعبي الكاميرون عن التقدم لأخذ الكرة، على الرغم من وجود ترتيب لآخذي ضربات الجزاء، وهو ما دفع بيير وومي المدافع المحترف في روما الإيطالي لأخذ الكرة رغم أنه يحتل الرقم 5 على القائمة، مستنداً إلى أن الكاميرون لن تنسي له أنه أحرز ضربة الجزاء الأخيرة التي منحتهم الفوز بدورة الألعاب الأوليمبية عام 2000.

في نفس الوقت كان قائد الفريق الكاميروني يتوجه إلي قائد المنتخب المصري الذي يعرفه بشكل شخصي حيث يلعبان سويا وقال له " أرجوك اطلب من حارسكم أن يترك الكره تدخل، لو ضاعت لقتلنا جميعا هنا"، في نفس الوقت كان إيتو يتجه للحارس المصري عصام الحضري ويطلب منه أن يترك الكره تدخل المرمي.

والغريب أن الفريق المصري تعاطف للغاية مع لاعبي الكاميرون حتى أن الحضري تقريبا ارتمي في مكانه فاتحاً المرمي أمام اللاعب الكاميروني إلا أن ذلك الأخير سدد الكرة بقوة لتصطدم بالقائم وتخرج خارج الملعب، هنا كانت أصوات المصريين تعود لتزلزل الملعب الذي ساده هدوء المقابر، في اللحظة التالية تقدم الهجوم المصري بالكرة وسط لاعبي الكاميرون فاقدي الإحساس، وقبل أن يسدد المهاجم الكرة داخل الشباك أطلق الحكم المالي صافرته الغادرة ليحرم الفريق المصري من فوز مستحق.

كانت ضربة الجزاء الضائعة هي القشة التي قسمت ظهر البعير فقد انقلبت الجماهير على فريقها وأخذت تصفق للاعبي الفريق المصري، وطوال الطريق من الملعب حتى المطار كانت الجماهير المصطفة تحيي الفريق المصري وتهتف ضد فريقها، بل أن بعضهم حمل صور لنجم ساحل العاج ديدييه دروجبا الذي قاد فريقه لكأس العالم لأول مرة في تاريخه.

لم يعكر هذا التقدير سوي قيام مجهول بقذف حجر على الزجاج الأمامي لسيارة السفير المصري الذي غادر الملعب فور احتساب ضربة الجزاء ودون حراسة.

في اليوم التالي جاءني من يريد بيع قرص مدمج للمباراة، طبعا بعد أن فقد السوق المنتظرة بضياع الانتصار وتحول مباراة العبور الكبير لكأس العالم كما سمتها الصحف إلى مباراة النكسة، قرر البائع أن يبحث عن زبائن جديدة ولم يجد سوانا، وكالعادة طلب مبلغ خرافي يصل إلي 100 دولار نظير القرص، ورغم أنه لم يكن في نيتي شراء القرص إلا اني طلبت أن أتأكد من جودته، وكما توقعت كان التسجيل سيئاً للغاية لا يمكن مشاهدته بأي حال من الأحوال، فأعدته لصاحبه وانا أبدي تأسفي واستيائي وخيبة أملي لفقد فرصة ثمينة كي ابتاع قرصاً عليه مباراة حضرتها بالملعب مقابل مائة دولار، وهو تقريبا مرتبي في القاهرة قبل السفر إلي خلف خطوط العدو.

حصلت من المدير الإداري للفريق علي أحد القمصان الخاصة بالفريق التي خاض بها المباراة ذاتها، وفي أول مرة ارتديته خلال جولة تسوق تلقيت أكبر مجموعة ملاحظات وتعليقات من المارة والمتسوقين ، وعلي الرغم من الغرور الكاميروني التقليدي إلا أن التعليقات هذه المرة كانت منكسرة وحزينة ، فكان غالبية من يلاحظوا القميص يقولون "ولماذا هذا، الم تهزمونا وكفي" أو يشيرون لبعضهم :" انظر هذا هو القميص الذي ذبحونا به"، وبعد مرور شهور علي هذه المباراة وكلما ارتديته غالبا ما سمعت من يعلق عليه ويتذكر ذلك اليوم المأساوي للشعب الكاميروني، اليوم الذي روضت فيه مصر الأسود التي لا تقهر.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات