ألام بأقدام مصرية.. نرجو ألا تتجدد

السبت، 28 يناير 2017 - 14:29

كتب : مصطفى عصام

مصر - غانا

بيدي لا بيد عمرو، أخطاء مباشرة من أفراد المنتخب القومي تسببت في تحويل مسار المباراة و قلبها رأسا على عقب، أو الخروج سريعا من دائرة المنافسة نحو اللقب الإفريقي (كأس الأمم)

FilGoal.com يستعرض معكم بالفيديو قصص مباشرة نرجو ألا تتكرر.

مأساة في قلب القاهرة .. نداي مولامبا

.

بعد الانتهاء من تبعات نصر حرب السادس من أكتوبر لعام 1973، كان لابد للحياة أن تعود إلى مجراها الطبيعي، فبعد تطهير مجرى قناة السويس بيناير عام 1974، تقدم الاتحاد المصري في عام 1973 بفبراير بطلب لتنظيم كأس الأمم الإفريقية بمصر بملاعب دمنهور والإسكندرية والقاهرة، المنتخب المصري تحت قيادة اليوغوسلافي "نينوكوفيتش"، بدأ البطولة بأسماء لامعة تبحث عن النهاية المثالية لمشوارها في المستطيل الأخضر، أمثال علي أبو جريشة نجم الدراويش، حسن الشاذلي نجم الترسانة، و قائد خط الدفاع بقلعة المحلة الصناعية "محمد السياجي"، كأسماء تبقت من جيل عظيم قبل النكسة، مطعم بالنجوم الصاعدين أمثال مصطفى يونس نجم الأهلي و فاروق جعفر نجم الزمالك والاسم الأبرز في الدورة حسن شحاتة.

بدأ المنتخب المصري مشواره في الدورة بفوز صعب على أوغندا بهدفين لهدف، تلاه فوز على زامبيا بهدفين لهدف، وفي المباراة الأخيرة طلب اليوغوسلافي من لاعبيه الهزيمة أمام كوت ديفوار لتأجيل مواجهة زائير "الكونغو الديمقراطية حاليا" إلى النهائي.

لاعبو المنتخب المصري، متسلحين بالرعب الجماهيري بحشود استاد ناصر أوائل قلاع التشييد السوفيتي بمصر تتوسطه إعلانات سجائر (مارلبورو)، أخذت باللاعبين حُمى البداية، بالإنتصار على العاجيين بهدفين لهدف.

في يوم 9 مارس، مأساة تعادل مأساة ملعب ماركانا للبرازيلين عام 1950، وتحت نظر 120 ألف متفرج، تقدمت مصر في البداية بهدف ذاتي من مدافع زائير يعكس لنا العصور الجميلة التى منحتنا التفوق دائماً بأخطاء (السنتر باك)، تلاه هدف أخر للنجم علي أبو جريشة، لتتقدم مصر بهدفين دون رد.

الزئير الجماهيري لم يفت في عزم أحفاد موبوتو سيكو سيكو ديكتاتور زائير وقتها فردوا بثلاث أهداف في الشوط الثاني في 15 دقيقة منهم هدفين لنداي مولامبا شخصياً عزز بهما صدارته لقائمة هدافي البطولة، أهداف زائير الثلاث أبرزت بشكل واضح الأخطاء القاتلة من الدفاع المصري وحسن علي حارس المرمى.

في أبيدجان.. محمود حسن يكتب النهاية لمشوار أفضل جيل مصري

قيادة فنية متميزة للكابتن عبده صالح الوحش مع أفضل جيل مصري فترة الثمانينات بقيادة أفضل لاعب في القارة محمود الخطيب كما عنونت الـ France Football في استفتاءها عن عام 1983 بيوم 4 يناير 1984، وزملائه "الحارسان ثابت البطل وإكرامي، والمدافع ربيع ياسين ولاعب الوسط مجدي عبد الغني، والمهاجم زكريا ناصف، ومن الزمالك شارك نجم الدفاع إبراهيم يوسف وزميله عادل عبد الواحد.

أضف إلى هؤلاء نجوم المقاولون علي شحاتة وناصر محمد علي وحمدي نوح ومحمد رضوان، ونجما الدراويش عماد سليمان ومحمود حسن. كما انضم إلى هذه الكوكبة اثنين من نجوم منتخب الناشئين الذين تألقوا في كأس العالم في أستراليا 1981 وهما هداف البطولة طاهر أبوزيد الذي نضج وأصبح من أبرز نجوم القارة وزميله المدافع الصلد حمادة صدقي القادم من المنيا، كما شهدت البطولة المشاركة الأولي لأسطورة غزل المحلة شوقي غريب.

مسيرة متميزة للمنتخب المصري بدأت بالفوز على كوت ديفوار صاحب الأرض بهدفين متأخرين لهدف سجلهما نجم وهداف البطولة طاهر أبو زيد، تلاه فوزا صعبا على الكاميرون بطلة النسخة تلك بهدف للنجم طاهر أبو زيد، وتلاه تعادلا سلبيا مع توجو متذيلة المجموعة.

في نصف النهائي، بدأت المعاناة.

مصر متصدرة المجموعة تواجه نيجيريا ثاني مجموعة مدينة أبيدجان، مصر تتقدم بهدفين في الشوط الأول، برأسية من عماد سليمان ثم تسديدة رائعة من طاهر أبو زيد تسكن الشباك، لم يكد يمضي الشوط الأول حتى مرت كرة ضالة بين محمود حسن وحمادة صدقي المدافعين، ليمر من خلفهم ستيفن كيشي (نجم نيجيريا ومدربها الراحل)، فيتم عرقلته من مدافع الأسماعيلي ليحصل على ركلة جزاء، وسط صراخ محمد لطيف معلق المباراة (حد كلمه.. حد كلمه..!)، ليسددها ترتد من القائم ثم يتابعها بنفسه داخل الشباك، ليومئ الحكم المساعد أنها تسلل وسط فرحة ثابت البطل، و لكن الحكم اكتفى بحسابها بهدف وسط ذهول الجميع!

اشتد الضغط النيجيري ضراوة على الفريق المصري في الشوط الثاني، لتنجح في خطف هدف التعادل بخطأ قاتل من لاعب الدراويش محمود حسن، ويتم تمديد المباراة لشوطين إضافيين، يفشل خلالهما الفريقان في حسم المواجهة، وتنقل المباراة إلي ضربات الترجيح، حيث نجح الفريقان في تسديد أول خمس ضربات ثم أخفق محمود حسن وعادله لاعب نيجيريا قبل أن يخفق إبراهيم يوسف وينجح لاعب نيجيريا لتنتهي المغامرة المصرية في ساحل العاج!.

الجزائر .. منتخب الظل يشارك تحت ضغوط سياسية

بعد نجاح محمود الجوهري فى إقصاء المنتخب الجزائري، في طريق الفراعنة إلى كأس العالم 1990، جاء قرار الجنرال بتحضير منتخب محلي!

منتخب مصر أقصى منافسا عنيدا تأهل إلى بطولتي 1982 و1986، كان حدثا عظيما أن يحقق الفراعنة صعودهم وعلى حساب واحد من أقوى فرق القارة.

والجوهري حين قرر الاستعداد لكأس العالم، وجد عائقا أمامه، وهو الذهاب إلى بلد المليون شهيد واللعب هناك أمام جماهير الجزائر المتحمسة للغاية وتريد الثأئر من الفراعنة، ففضل الجنرال عدم خوض التجربة لما تحمله من مخاطر قد تؤثر على مسيرة الفريق ومعنوياته قبل الحدث الأكبر وهو المونديال الذى طال الاشتياق إليه، في الوقت نفسه لم يكن جائزا الانسحاب لاسم مصر..

فكانت الفكرة باختيار فريق من الظل ليمثل مصر مع هاني مصطفى الذي تولى المهمة، خسر منتخب مصر 3 مرات في مجموعة ضمت كوت ديفوار ونيجيريا والجزائر.

المرشح الأول للقب .. توني أيبواه vs أيمن رجب

في عام 1992، وقبل السفر إلى السنغال بداكار من أجل خوض غمار منافسات كأس الأمم الإفريقية عام 1992 برعاية الرئيس السنغالي عبده ضيوف وبمشاركة 12 فريق لأول مرة، كان المنتخب المصري على الورق هو المرشح الأول من أجل حصد لقب البطولة، منتخب مدجج بنجوم كأس العالم 1990 مع الأخوين حسن المحترفان بباوك اليوناني وهاني رمزي بنيوشاتل السويسري، والمحترف المصري محمد عبد العظيم (عظيمة) بالبونديزليجا ب، و مجدي عبد الغني العائد من الأحتراف بحثا عن ناد في مصر، و مُطعم بأبرز نجوم الدوري المصري من الأهلي والزمالك وخصوصا الإسماعيلي بطل الدوري.

دخل المنتخب المصري مع محمود الجوهري بعد خوض 14 لقاء ودي مع مدارس مختلفة، فاز في 13 لقاء على فرق كبيرة أبرزها رومانيا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا.

في المباراة الأولى أمام زامبيا، استمرت المواجهة سجال حتى أعلنت الدقائق الأخيرة عن هدف لزامبيا مشكوك في صحته من متابعة للمسة يد كالوشا بواليا داخل المرمى، لتخسر مصر أولى مبارايتها بالبطولة.

في المباراة الثانية والأخيرة أمام غانا، دخلت مصر ولا بديل سوى الفوز من أجل التأهل، ضغط مصري طيلة أحداث اللقاء دون فائدة، ومن متابعة لكرة ضالة متقدم فيها مدافع (السكة الحديد و الإسماعيلي) أيمن رجب لمنتصف الملعب، يخطف منه إيبواه نجم فرانكفورت الألماني الكرة، ليتقدم بها و يودعها بهدوء في مرمى شوبير، ليعلن عن خروج المرشح الأول للقب بصفر انتصارات و صفر أهداف.

فريق شاب في مواجهة متوازنة.. واقفل رجلك يا نادر

دخل الفريق المصري البطولة بقوام أغلبه من اللاعبين الشباب المتوجين بذهبية زيمبابوي للألعاب الأفريقية عام 1995، مثل حازم إمام وعلي ماهر وعبد الستار صبري، مع أبرز نجوم الدوري المصري أحمد الكاس وإسماعيل يوسف وهادي خشبة، فوزي جمال، سمير كمونة، و الحارس نادر السيد، والمحترفين مثل هاني رمزي.

بدأ الفريق بداية معقولة بالفوز على أنجولا بهدف مقابل لا شئ لأحمد الكاس في مباراة رائعة لحازم إمام، في المباراة التالية خسرنا من الكاميرون بهدفين لهدف، في مباراة صنفها البعض بالأفضل في تاريخ المنتخب بالأمم الإفريقية ونتيجة لا تعبر عن سير اللقاء.

لتجنب حسبة برما، تغلبنا على جنوب إفريقيا البلد المستضيفة بهدف وتعادلت الكاميرون مع أنجولا 3-3، الهدف من جملة رائعة بين عبد الستار صبري وحازم إمام وأحمد الكاس، ليفوز هذا الجيل الواعد على أقوى منتخب في القارة بعقر داره ضم نجوم مثل بيتر روفاي، ماسينجا، دكتور كمالو، جون موشوي أو جون (مَشوي) حسب نطق معلق البطولة (مصطفى الكيلاني).

في مباراة ربع النهائي، منتخب مصر تعين عليه مواجهة بقايا منتخب زامبيا القوي بعد حادثة الطائرة الشهيرة بقيادة كالوشا بواليا كالعادة، انتهى الشوط الأول بهدف مصري رائع من تسديدة مُركزة لسمير كمونة.

انقلب الحال بتغيير كرول بنزول فوزي جمال بدلا من علي ماهر من أجل التأمين الزائد، حتى توالت الأهداف الثلاث لـ اليجا ليتانا ومودون ماليتولي ودينيس لوتا بأخطاء قاتلة من فوزي جمال ونادر السيد، لتشتهر بعدها مقولة حمادة إمام معلق المباراة (أقفل رجلك يا نادر).

التعليقات