كتب : رامي جمال | الجمعة، 27 يناير 2017 - 19:11

غريب أمركم أيها المصريون

هيكتور كوبر

"لماذا نحب جلد الذات"؟ هكذا تحدث حازم إمام عضو اتحاد الكرة الحالي ردا على من ينتقد هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر بعد الفوز على غانا بهدفين دون رد في تصفيات كأس العالم 2018.

ما قاله أيقونة الزمالك يعبر عن واقع قطاع عريض من جماهير الكرة المصرية، فإن قدم فريقك كرة جميلة دون بطولات أو ربما نتائج مهتزة مثل فترة الأهلي مع جاريدو فالانتقادات تكون لاذعة ومستمرة ربما حتى الإقالة.

أما إن كان الأداء قويا وصلبا ويحقق نتائج جيدة لكن دون إمتاع وتقديم كرة جميلة مثلما يحدث مع كوبر حاليا أو فترة جيمي باتشيكو مع الزمالك فالانتقادات تظل لاذعة أيضا.

لا أدري في بعض الأحيان ماذا يريد الجمهور من المدير الفني لفريقه أو المنتخب كي يقيمه ويحكم عليه بشكل منطقي.

أعلم جيدا أن برشلونة أبهر العالم بأداء جميل وممتع وسيطر به على الكرة الأرضية وحصد به الأخضر واليابس، لكن لا يجب أن ننسى ما فعله مورينيو مع إنتر ميلان وتتويجه بالثلاثية التاريخية في 2010 أو تشيلسي مع روبرتو دي ماتيو مع في 2012 وظفره بدوري أبطال أوروبا.

ففي كرة القدم هناك مدارس تدريبية مختلفة كل منها له ما له وعليه ما عليه، وبالنسبة إلي لا يوجد حقيقة ثابتة في تلك التجارب والمدارس المختلفة لكن كل منا يميل لأسلوب لعب معين فقط.

لنعد إلى كوبر، إذا تحدثنا بلغة الأرقام فانطلاقة الأرجنتيني مع منتخب مصر هي الأفضل على الإطلاق أمام كل من حسن شحاتة وبوب برادلي ممن أكملوا 21 مباراة مع الفراعنة وذلك باحتساب لقاء غانا الأخير في كأس أمم إفريقيا 2017.

فكوبر فاز في 15 مباراة وتعادل في 3 وهُزم في مثلهم، أما حسن شحاتة ففاز في 13 مباراة وتعادل في 3 وخسر 5 مباريات، بينما انتصر برادلي في 13 لقاء وتعادل في 5 وسقط في 3.

هجوميا سجل منتخب مصر مع كوبر 35 هدفا، بينما أحرز الفراعنة مع شحاتة 44 هدفا، ومع برادلي 41 هدفا، أي أن الفارق بينهم ليس كبيرا للغاية.

وبالنسبة للناحية الدفاعية فالأرقام حقا تتحدث عن نفسها، ثلاثة أهداف فقط استقبلها منتخب مصر في 21 مباراة مع كوبر مقارنة بـ19 هدفا مع المعلم و15 مع برادلي.

ما أريد قوله أن الرجل يسير بالمنتخب المصري بشكل جيد حتى الآن واجه كبار القارة ولم يسقط أمامهم بل تفوق عليهم مثل نيجيريا وغانا، وفي كأس إفريقيا فاز على أوغندا أيضا ليكون قد زرع الشك في منافسينا المباشرين نحو التأهل لكأس العالم بعدما كنا نعاني منه.

لنعد أشهر قليلة إلى الخلف وبالتحديد نوفمبر الماضي وليسأل كل منا نفسه كيف كان يشعر قبل مواجهة غانا في برج العرب وما هي توقعاته لنتيجة المباراة؟ ويقارن ذلك الأمر بقبل ملاقاة غانا مجددا بعد ثلاثة أشهر في كأس إفريقيا وكيف كانت توقعاته للقاء رغم التعادل السلبي مع مالي؟

قبل كل مباراة للمنتخب المصري في كأس إفريقيا وقبل انطلاق البطولة أجرى FilGoal.com عدة استطلاعات لقرائه حل توقعاته لنتيجة مصر ضد أوغندا وغانا والمغرب وبشكل عام لمشواره في كأس إفريقيا وهذه كانت النتائج.

ما توقعاتك لمصر في كأس أمم إفريقيا؟

التأهل للنهائي والفوز باللقب 32.17%

التأهل لربع النهائي .5124%

الخروج من دور المجموعات 23.75%

التأهل لنصف النهائي 19.57%

ما توقعاتك لنتيجة مباراة مصر وأوغندا؟

فوز مصر 61.98%

فوز أوغندا 18.24%

تعادل سلبي 11.54%

تعادل إيجابي 8.24%

ما توقعاتك لنتيجة مباراة مصر أمام غانا؟

فوز مصر 44.24%

تعادل سلبي 24.76%

فوز غانا 19.46%

تعادل إيجابي 11.54%

ما توقعاتك لنتيجة لقاء مصر والمغرب؟

فوز مصر 83.05%

فوز المغرب 16.95%

من الواضح من نتائج تلك الاستطلاعات ونتائج أخرى للعديد من المواقع هو ثقة الجمهور في المنتخب وقدرته على تحقيق نتائج جيدة حتى بعد التعثر ضد مالي في افتتاح مبارياته بإفريقيا، بل ويؤمن بقدرة الفراعنة على فك عقدة المغرب قبل ملاقاتها وهو ما يتناقض بشكل كبير مع الانتقادات اللاذعة المستمرة واتهام كوبر بالفشل والمجاملة مازالت مستمرة.

ليس معنى حديثي هذا أننا لا ننتقد طالما أن هناك شيئا خاطئا ويجب علينا الإشارة إليه، فكلنا لا نتمنى سوى رؤية المنتخب يعود للسيطرة على إفريقيا مجددا وأن يتأهل لكأس العالم.

نعم لا أتفق شخصيا مع كوبر في التحفظ الدفاعي المبالغ فيه مثل لقاء مالي، لا أتفق معه في بعض اختياراته بالقائمة، لا أتفق معه في بعض تبديلاته، لا أتفق معه في طريقة لعب المنتخب في بعض المباريات، لا أرى أن نقل الهجمة المرتدة لدينا يتم بشكل جيد بل نعاني لصنعها ونحتاج لتطويرها أكثر.

لكن ما أود قوله هو أن الرجل حقا يسير بشكل جيد وعلينا مساندته حتى النهاية، فعلى سبيل المثال لو وصلنا للجولة الأخيرة بتصفيات المونديال ونحن متساوون مع غانا في كل شيء والانتصار وحده يتأهل بنا، أؤمن تماما أن النجوم السوداء هم من سيعانون وجماهيرهم من الشك في قدراتهم قبل ملاقاتنا بملعبهم وليس نحن.

علينا أن نستمع لحديث حازم إمام وأن نكف عن جلد الذات ونحاول مساعدة الرجل في عمله حتى ننهي أزمة ركلة الجزاء التي نعاني منها جميعا في الواقع وفي الأحلام.

أخيرا.. لا أؤمن أن رجل دخل في مشادة مع الظاهرة البرازيلية رونالدو ومعروف بشخصيته الصدامية سيخضع لأراء مساعديه ليجامل اللاعبين في المنتخب.

ناقشني عبر تويتر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات