#في_الكلاسيكو - ما بعد الثلاثية.. كيف تغير برشلونة تحت قيادة إنريكي

الجمعة، 02 ديسمبر 2016 - 17:49

كتب : محمود مصطفى

برشلونة وفالنسيا

بعد أكثر من أربعة أعوام من رحيل جوسيب جوارديولا لا يزال برشلونة، تحت إمرة لويس إنريكي، يقدم كرة قدم محورها الاستحواذ ونتاجها لمحات من العبقرية تمتع أنظار المحبين والمتابعين، ولكن شيء ما تغير في الفريق الكتالوني حتى عما كانت عليه الأمور في بداية عهد إنريكي نفسه.

في موسمه الأول، ومع استقدام سبعة لاعبين جدد على رأسهم لويس سواريز وإيفان راكيتيتش، نجح إنريكي في الفوز مع برشلونة بثلاثية دوري أبطال أوروبا والدوري والكأس الإسبانيين.

وقدم برشلونة وقتها كرة أكثر مباشرة على دفاعات الخصم مما كان عليه الأمر في عهد تاتا مارتينو.

في مؤتمر تقديمه كمدرب لبرشلونة أكد إنريكي على ولاءه لأسلوب وطريقة لعب النادي الكتالوني إلا أنه كشف عن تغيير مهم سيصيب الفريق قائلا: "علينا أن نطور هذه الأفكار ونحسنها لكي نستطيع مفاجأة الخصم ولا يستطيعوا معرفة الأسلوب الذي سنستخدمه في مواجهتهم".

الأفكار التي كان يتحدث عنها وقتئذ هي أفكار جوارديولا في كيفية تمرير الكرة واستغلال الاستحواذ لضرب دفاعات المنافس.

تحت قيادة جوارديولا كانت هجمات برشلونة، كما يصر عليها حتى وقتنا هذا وبعد رحيله عن برشلونة إلى بايرن ميونيخ ثم مانشستر سيتي، تخرج من وسط الملعب إلى الأطراف أو إلى عمق دفاعات الخصم عبر تمريرات قصيرة وتبديل المواقع بين لاعبي الوسط والهجوم.

الاعتماد في تلك الطريقة كان بشكل رئيسي على توزيع شابي هيرنانديز وأندريس إنييستا للكرة وتحركاتهم لفتح المساحات.

وكانت أبرز المشاهد التي توضح ذلك، تمريرات الخط الخلفي: جيرارد بيكيه وكارلوس بويول يمرران إلى الظهيرين إيريك أبيدال وداني ألفيش في معظم الأوقات والأخيرين بدورهما يمرران الكرة إلى سيرجيو بوسكيتس وشابي أكثر من أي لاعب آخر.

(الإحصائية من مواجهة برشلونة وأرسنال في دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا في فبراير 2011)

موسم الثلاثية

بالنظر إلى تصريح إنريكي السابق ذكره، توقع البعض أن نرى برشلونة مختلف كلية ولكن في أول مواسم إنريكي فاز بالثلاثية دون تغييرات جذرية في شكل الفريق.

ولكن بإمعان النظر شيئا ما تغير، برشلونة أصبح أكثر سرعة في تنفيذ هجماته، هل كان برشلونة "بطيئا" قبل ذلك؟ بالتأكيد لا ولكن طريقة بناء الهجمة اختلفت وأصبحت الحاجة لعدد هائل من التمريرات في منتصف الملعب بين لاعبي الوسط والهجوم ليست ضرورية.

مرة أخرى طريقة تمرير الكرة من الخط الخلفي تكشف التغيير.

هذه المرة التمريرات من ظهيري الجنب خوردي ألبا وداني ألفيش (ومن بعده سيرجي روبرتو) أصبحت تذهب أكثر مباشرة إلى الجناحين المهاجمين في أغلب الأوقات نيمار وليونيل ميسي.

(الإحصائية أمام المنافس ذاته وفي نفس الدور من نفس المسابقة لكن في فبراير 2016)

وتحول دور لاعبي الوسط إنييستا وراكيتيتش إلى أدوار أكثر مساندة في الهجمات لخط الهجوم بدل من أن يكونا المزودين الرئيسيين بالتمريرات.

هذه التغييرات جعلت برشلونة أكثر سرعة في نقل الكرة إلى منطقة جزاء الخصم اعتمادا على سرعة ومهارة نيمار وميسي.

التغيير الذي أصاب برشلونة جعل جوارديولا يصرح في 2015 عندما كان مدربا لميونيخ قبل مواجهة فريقه السابق في نصف نهائي دوري الأبطال "برشلونة أفضل الفرق التي تلعب الهجمات المرتدة في العالم".

أنهى برشلونة موسم إنريكي الأول، بجانب الثلاثية، بـ50 انتصارا وست هزائم فقط في كل المسابقات مسجلا 175 هدفا ومستقبلا 38 هدفا بتفوق في كل الجبهات على إحصاءات الموسم الأول لجوارديولا الذي حصد في الثلاثية كذلك.

موسم عظيم ومستقبل يبدو مشرقا، وفي الموسم التالي يحقق إنريكي مع برشلونة ثنائية الدوري والكأس ثم شيء ما يتغير في توليفة إنريكي في الموسم الجاري.

إنييستا وميسي

أحد أهم الصفقات التي قام بها برشلونة منذ قدوم إنريكي هي التعاقد مع راكيتيتش لتعويض الرحيل المرتقب لشابي.

انطلاقة الدولي الكرواتي مع برشلونة لم تكن الأمثل ولكن سرعان ما انخرط راكيتيتش في ماكينة العمل الكتالونية وبحلول موسم 2015-2016 لم يشعر كثيرون بأزمة عندما رحل شابي بالفعل.

لكن الطرف الآخر في الثنائي الديناميكي لخط وسط برشلونة، إنييستا، تغير.

في آخر موسمين لجوارديولا في كتالونيا كانت إنتاجية إنييستا كالتالي: سجل تسعة أهداف وصنع 15 ثم سجل ثمانية أهداف وصنع 13 على الترتيب.

في الموسمين الأولين تحت قيادة إنريكي سجل ثلاثة أهداف وصنع ثمانية ثم سجل هدفا وحيدا وصنع أربعة.

لم تتغير قدرات صانع الألعاب الفنية ولكن مزيج من تغير أدواره ضمن طريقة لعب إنريكي مع تراجع طفيف في قدراته البدنية جعلتا برشلونة يفقد أحد أهم سبل الوصول لشباك المنافس وإن عوضها بشكل آخر.

في النسخة الجديدة من برشلونة أصبح إنييستا مقيدا بموقعه في وسط الميدان إلى جوار راكيتيتش وبوسكيتس بدلا من الاقتراب أكثر من منطقة الجزاء لتزويد المهاجمين بالكرات، الأمر الذي أصبح أحد مهام الجناحين نيمار وميسي اللذان أصبحا بدورهما أكثر تراجعا إلى الخلف لالتقاط الكرات وهو ما يدفع إنييستا بالتالي إلى البقاء أكثر في منتصف الميدان.

هذه التغييرات غيرت من شخصيات من يصنعون الأهداف، والاعتماد على نيمار وميسي كصانعي لعب رئيسيين له مخاطره.

نيمار وإن كان يصنع الأهداف بأرقام مماثلة إلا أنه أقل حسما أمام المرمى مقارنة بزميليه في خط الهجوم ميسي وسواريز وقد لا يمثل ذلك مشكلة في وجود الأخيرين في الملعب إلا أن غياب أحدهما وعلى الأخص ميسي أصبحت المشكلة الأبرز في ثالث مواسم إنريكي مع برشلونة.

عانى برشلونة في الليجا هذا الموسم في كل المباريات التي غاب عنها ساحره ليونيل ميسي سواء بشكل كامل أو لأجزاء منها.

وتعثر برشلونة في أربع مباريات هذا الموسم، خسر اثنتين منهما وتعادل مثلهما، ثلاث من تلك المواجهات كان في كامب نو.

عندما يواجه برشلونة غريمه الأبدي ريال مدريد في الكلاسيكو، سيكون مطمئنا للجماهير وجود ثلاثي الهجوم مكتملا، لكن ما فقده الفريق من نقاط حتى الآن وجعل الفارق بينه وبين فريق العاصمة المتصدر ست نقاط سيظل علامة استفهام حول استمرارية نجاح أسلوب إنريكي.

التعليقات