الحلقة المفقودة في مواجهة فينجر ومورينيو

الجمعة، 18 نوفمبر 2016 - 13:37

كتب : إسلام مجدي

أرسين فينجر وجوزيه مورينيو

كيف يمكننا أن نقيس درجة نجاح المدرب في عالم كرة القدم؟ هل يكون الأمر حول الانتصارات المتتالية أم البطولات الكثيرة التي يحققها مدرب ما من خلال طريقة بعينها؟ أم التتويج بالبطولات طيلة عقد كامل؟

الأسطر الماضية تضمنت ما حققه جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد، لا يوجد شك بأنه أحد أفضل وأنجح المدربين حول العالم طيلة الـ12 عاما الماضية، ربما يتم تجاهل بطولاته بعض الشيء في الفترة الأخيرة لأنه يستخدم لسانه كالعصا التي تضرب خصومه.

خصمه المفضل هو أرسين فينجر مدرب أرسنال، بالحديث عن أرسين وتأثيره على المدفعجية إنه المدرب الذي قاد بكل شجاعة فريقه إلى عالم جديد من كرة القدم في عهد الدوري الإنجليزي الممتاز، تطلبه الأمر وقتا طويلا ليضع لمسته وتأثيره، لقد غير فلسفة النادي ربما للأبد، الموهبة وتنمية الشباب والنظام المتميز.

السنوات الأخيرة الماضية حملت الكثير من الأنباء السيئة لمانشستر يونايتد، منذ تقاعد مدربه الأسطوري سير أليكس فيرجسون وموسم تالي محبط للغاية مع ديفيد مويس أكمله رايان جيجز، ثم موسمين مع لويس فان جال.

الآن يونايتد مع المدرب الرابع له في 4 أعوام الاستثنائي الذي قاد تشيلسي للدوري الإنجليزي ثم مر بمرحلة هبوط كبيرة في موسم 2015-2016 جعلت العديد من التساؤلات تدور حول مستقبله.

مواجهة فينجر للمرة الأولى كمدرب لمانشستر يونايتد وليس تشيلسي ستحمل العديد من المعاني للطرفين، المباراة لن تكون دربي لندن، هناك فرصة لكليهما الفرنسي بحاجة لكسر العقدة، ومورينيو بحاجة للفوز بمباراة كبيرة لإثبات جدارته بمهمة قيادة الفريق وأنهم لم ينتهي بعد.

النظرية التي صالت وجالت بين جنبات الصحف والإعلام الإنجليزي قال كانتونا: "لا أعتقد أن هذا هو نوع كرة القدم الذي ستحبه جماهير مانشستر يونايتد حتى وإن فاز الفريق، بإمكان مورينيو الفوز معه، لكن بتوقع أسلوبه في لعب كرة القدم، حتى وإن فاز، لا أعتقد أن هذا سينجح".

تلك الكلمات بكل تأكيد يعرفها مورينيو جيدا ويفكر فيها قبل كل مباراة لكنه بكل تأكيد لن يتغير إنه ذاته نفس الشخص.

فان جال وصف مورينيو ذات مرة "إنه شاب صغير متعجرف، لا يحترم السلطة كثيرا، لكنني أحبه كثيرا".

وأضاف "إنه لا يستسلم، اعتاد دائما تقويمي إن أخطأت، وأخيرا أسمع ما يقوله وينتهي الأمر بتطبيقي ما أراد، كنت أستمع له أكثر من أي مساعد لي".

مورينيو يثق كثيرا في طريقته، وسوف ينقل ذلك للاعبيه مع مرور الوقت قد حدث ذلك فعليا وجميع اللاعبين يتحدثون عن الأمر، لكنه لازال بحاجة للوقت.

فريق مورينيو يحفظ عن ظهر قلب نقاط الضعف في الخصم، والأهم يتعلمون متى يكون بإمكانهم إظهار نقاط قوتهم.

متعة كرة القدم ليست بأن تمتلك الكرة، بل ما ستفعله بها حينما تحصل عليها، مانشستر يونايتد لم يكن ذلك الفريق الذي يفضل الحصول على الكرة معظم فترات المباراة.

أفضل شخص بإمكانه إبعادك عن المباراة وتشتيتك بالتصريحات هو مورينيو إنه لا يتغير أبدا وقال ذلك بنفسه :"أنا جوزيه مورينيو ولا أتغير أبدا، أصل بكل جودتي وعيوبي".

لم يعد الأمر حاليا لمورينيو مجرد معركة لإثبات الذات بل فجأة تحول الأمر لتحدي كبير ليحقق النجاح، خسارة من جوسيب جوارديولا ومانشستر سيتي في الدربي، ثم من أنطونيو كونتي وفريقه القديم بنتيجة كبيرة للغاية 4-0.

فينجر مدرب يغضب سريعا خاصة في المؤتمر الصحفي، وبكل تأكيد يكره تشيلسي، إنه فريق ناجح أو قوي من نفس المدين وبالتالي من الطبيعي أن تكرهه.

حينما سئل فينجر في 2005 عن عدد اللاعبين الأجانب في تشكيلته قال: "لا أرى أن تشيلسي يلعب بلاعبين إنجليزيين أكثر منا، من اللاعب الذي خرج من شبابهم وهو إنجليزي؟ جون تيري فقط؟".

وفي أغسطس من نفس العام قال فينجر "أعرف أننا نحيا في عالم به فائزين وخاسرين، لكن إن شجعت الرياضة الأندية على رفض أخذ المبادرة والهجوم، فالرياضة في خطر".

بطريقة ما كان على مورينيو الرد، لم يهتم لكن كان يجب أن يتحرك، المدرب لن يصمت أبدا إن تعرض فريقه للهجوم مرتين، فينجر وببساطة ظن أنه قد يفوز في حربا كلامية مع مورينيو، لكنه وبذلك بدأ حربا استمرت لـ11 عاما ولازلت كما هي، أشعل الفتيل بانتقاده تشيلسي مرتين لكنه نسى أن هناك مدربا برتغاليا استفز نظيره فيرجسون منذ عام حينما كان مدربا لبورتو.

رد مورينيو "فينجر لديه مشكلة حقيقية مع تشيلسي، وأعتقد أن هذا ما تدعونه في إنجلترا بالتلصص، إنه شخص يحب متابعة الأشخاص الأخرين، هناك بعض الأشخاص يكونون في منزلهم ومعهم تليسكوب كبير لرؤية ما يحدث مع العائلات الأخرى، فينجر بكل تأكيد أحدهم، إنه مريض يتحدث ويتحدث حول تشيلسي".

كانت تلك هي اللحظة التي بدأت فيها الحرب بين المدربين في 2005 وسببها الدربي، لكن مع مانشستر يونايتد الوضع مختلف كليا.

فينجر حينما تولى تدريب أرسنال حول الفكرة التي كانت لدى الجماهير في التسعينات عن النادي "أرسنال ممل جدا"، حاليا تتوقع الجماهير أسلوب ضغط عالي وتمريرات قصيرة سريعة، كرة ممتعة، لكن المباراة لن تكون مجرد كرة ممتعة ضد كرة دفاعية ليس بتلك البساطة.

إنهما مدرستان مختلفتان للغاية، مورينيو لا ينفك أن يفضح لاعبا على الملأ في مؤتمر صحفي، منذ أسابيع قليلة انتقد المدرب البرتغالي لاعبي فريقه لوك شاو وكريس سمولينج نظرا لأنهما لم يرغبا في المشاركة والسبب؟ إصابتهما.

فينجر مختلف للغاية، إنه ينكر أي حادثة، مدرب قد يقتل لاعبيه نقدا خلف الأبواب المغلقة لكنه وعلى الملأ سيقول: "لم أشاهد تلك الحادثة"، كذبة بيضاء لحماية لاعبيه من الإعلام والمشاكل.

مواجهة فينجر ومورينيو هذه المرة لن يكون محورها من الأكبر في لندن، بل هل سيكسر الأول هيمنة الثاني؟ المدرب البرتغالي متنمر قوي للغاية في الحروب الكلامية ويمتلك سجلا قويا أيضا في النتائج ضد الفرنسي، فينجر فاز مباراة وحيدة من أصل 15 خاضها ضد مورينيو.

قديما مثل مانشستر يونايتد لفينجر تحديا كبيرا، إنه المدرب الفرنسي الذي أتى للدوري الإنجليزي وبنى فريقا شابا سريعا قويا يلعب بضغط علي الخصم ويجري بسرعة ودقيق في تمريراته، كان يتحدى إمبراطورية سير أليكس فيرجسون على بعد 200 ميل من لندن وليس جاره اللدود الذي يكرهه بالطبع، منافسة يونايتد طيلة فترته ضد فيرجسون شكلته له صراعا على اللقب وليس صراعا على من الأكبر والأقوى في المدينة لم يكن صبيانيا بل كان ناضجا.

الأمر يتكرر مرة أخرى لكن بمشاعر مختلطة وأهداف مختلفة، يونايتد حاليا مترنح كليا لا يملك زمام الأمور، الفريق يعاني للموسم الرابع بعد رحيل سير أليكس فيرجسون، الإمبراطورية ليست بخير، في المركز الثالث في الدوري، مسيرته في الدوري الأوروبي مهددة، مدرب خرج من تشيلسي مقالا على خلفية سوء النتائج، المعركة ليست للبقاء له ولكن تحدي للنجاح، والسؤال الدائم في عقله هل خسر المعركة هل فقد تركيبة النجاح؟

هذا الموسم تحديدا يشكل لأرسنال مع فينجر تحديا كبيرا، المدرب الفرنسي بحاجة لأكثر من التأهل لدوري أبطال أوروبا والمنافسة من بعيد على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز وخيبة الأمل المتكررة، إضافة لتشكيك الجماهير في قدرة فينجر على النجاح بموارده المحدودة، هناك جدلا كبير أيضا ضد فينجر وهل يقال أم لا بعد نهاية الموسم.

قد تبدو المواجهة الأولى بين فينجر ومورينيو بلا أهمية في الجولة الـ12، لكن بعد 11 عاما من بداية الحرب الكلامية، كلا المدربين يمر بوقت صعب إنه تحدي النجاح هل فقدا التركيبة أم لازال بإمكانهما الفوز مرة أخرى؟ تلك هي الحلقة المفقودة في مباراة قد تبدو بـ3 نقاط لكن كليهما سيكون باله مشغولا بكثير من الأفكار لا شك في ذلك.

التعليقات