أنا الزئبقي بركات – (4) أخيرا في الأهلي.. منتهي ومريض ولا أحفظ الفاتحة

الأربعاء، 12 أكتوبر 2016 - 16:41

كتب : أحمد عز الدين

بركات وأبو تريكة

حين اتصل بي المهندس عدلي القيعي كنت أعرف أن رحلتي في العربي القطري انتهت، مستعد للتوقيع مع الأهلي.. فقط أتشائم من هذا الرجل :)

كنت قد أنهيت أسوأ موسم في حياتي، أنتظر أن يأتي أي ناد لضمي وأعرف أن إدارة العربي القطري تنتظر الأمر نفسه وربما برغبة أكبر.

يسألني أحدكم، هل حاول الزمالك ضمي في تلك الفترة؟ في الحقيقة لا..

أنا محمد بركات، ولسبب أو لأخر لم يحاول الزمالك ضمي بشكل جدي على مدار رحلتي التي أستعرض أبرز محطاتها في تلك السلسلة مع FilGoal.com.

لم يتصل سوى الأهلي.. ولم أرغب في التوقيع إلا للأهلي.

  • الفاتحة

حين اتصل المهندس عدلي القيعي بي قال: "يابني انت كل مرة بتهرب مني وتقعد تقولي هاوقع للأهلي، وفي الاخر مش بتوقع.. ما تيجي نخلص المرة دي؟".

أجبته "يا كابتن عدلي أنا مش بتفائل بيك. كل ما نتكلم في قصة الأهلي دي ماتتمش".

رد القيعي: "هاتتم المرة دي. بس اقرا الفاتحة عدل مش زي كل مرة".

كنت كلما جلست مع القيعي للتفاوض في الماضي يقول لي اقرأ الفاتحة، وحين أنتهي ينظر لي بخبث ويقول: "انت ماقرتش الفاتحة".

نعم في كل مرة كنت أتفاوض مع الأهلي لم أكن أشعر أن الصفقة ستتم لأسباب مختلفة.

لكن هذه المرة كنت مصرا على الانتقال للأهلي وكل شيء يبدو سهلا.

ووقعت للأهلي.

  • بركات خلص

قامت الدنيا ولم تقعد من حولي.. اقرأ الجريدة فأجد عنوانا يقول: "بركات انتهى.. الأهلي يوقع مع لاعب معتزل".

أقول لنفسي: "انا عندي 27 سنة. منتهي ازاي يعني؟!".

أشاهد التلفاز فأجد من يقول: "بركات لعب بشكل سيء مع العربي القطري لأنه مريض في الغدة الدراقية".

حسنا هل تعلمون أني أعاني من أزمة الغدة الدراقية منذ عام 1999! أنا لم ألعب كرة أو أشتهر إلا بعد تلك العملية بالمناسبة!

فزت بلقب أفضل محترف أجنبي في الدوري السعودي وأنا مريض بالغدة الدراقية.

المهم أن الأمور زادت عن الحد، ولم أعرف كيف أرد. وأخشى أن يتأثر المدير الفني للأهلي مستر مانويل جوزيه بهذه الكلمات.

  • جوزيه

قبل أول تدريب مع الأهلي وجدت مانويل جوزيه يطلب الاجتماع معي.

قال لي جوزيه: "هل تعلم أن أول مباراة واجهتك فيها حين كنت أنت في الإسماعيلي قلت لمن حولي أنت أفضل لاعب في مصر".

وتابع جوزيه مبتسما "لازلت في نظري من أفضل لاعبي مصر وقد طلبت ضمك حتى تكون أفضل لاعبي الأهلي".

وأضاف جوزيه "أنا أعلم ما يدور في ذهنك، وأعلم الانتقادات التي تواجهها. لكنك لاعب كرة قدم حين ترد لا ترد بلسانك بل بهذه".

منحني جوزيه الكرة، وقال لي إن ردي على كل ما قيل عني في الإعلام يتم الرد عليه بأهداف وبانتصارات.

أخذت الكرة وخضت أول تدريب مع الأهلي. هنا عرفت أن جمهور هذا النادي غير عادي.

جمهور الأهلي يكبر لاعبيه، يقف في ظهورهم ويساعدهم.. مع هذه الجماهير فزنا بكل شيء، فعلنا كل شيء في كرة القدم.

كانت حكايتي مع الأهلي تبدأ.. ولهذه الحكايات لقاءات أخرى قادمة.

التعليقات