كتب : محمد المحمودي | الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016 - 21:10

10 مشاهد تحكي أسطورة توتي بعد الـ40

ها هي سنوات عمره تمر واحدة تلو الأخرى وهو على العهد مايزال محافظاً. عهد بألا يكون في قلبه مكان إلا لروما، سنوات مرت حتى وصلت للأربعين.

لم نعد صغارا بعد.. فتوتي أتم الأربعين. سنحكي حكاية شاب عاصر نصف عمر توتي في الملاعب.

المشهد الأول: عبر القناة لكن "توتوتي" لم يعبر مع مدحت شلبي

السابع من أكتوبر لعام 1995، أخبار اليوم تعلن عن إقامة مباراة ودية بمناسبة احتفالات أكتوبر بين المنتخب المصري بقيادة محسن صالح وفريق في روما في مباراة كانت كاملة العدد من حيث الجمهور الذي زحف لمشاهدة نجوم الفريق الإيطالي الذي كان يتقدمهم المدافع البرازيلي الكبير ألدايير والنجم الإيطالي دي بياجيو ، الكاميرا تصطاد الإيطالي الشاب الذي أتم عامه التاسع عشر منذ أيام قليلة ، يحمل على قيمصه إسم Totti ولأن الإسم لم يكن معروفا وقتها ، قام مدحت شلبي معلق المباراة بنطقه "توتوتي" !!

كورييري ديللو سبورت تحدثت عن المباراة التي انتهت بالتعادل بهدفين لمثلهما بينما تحدث المصريون عن هذا الولد الشاب صاحب التمريرات العميقة رغم صغر سنة ، من هنا كانت بداية معرفة المصريين بـ "توتتي".

المشهد الثاني : تووووتي والملعقة ومحمود بكر

5 سنوات بعدها والمتعة مستمرة مع مباريات دوري أبطال أوروبا في المساء على القناة الثانية المصرية واليورو "مفتوح" على القناة الثانية وقناة النيل الرياضية ، وصلنا للدور قبل النهائي من يورو 2000 ، إيطاليا في مواجهة مع أقوى فرق البطولة ، الطاحونة الهولندية ، زووف لا يجد للكاتاناتشو بديلاً ، أغلق كل الخطوط ووصلنا لركلات الجزاء ، توتي يستعد للتسديد أمام أحد أفضل حراس العالم ، فان دير سار ، العالم يتفاجأ !! .. الملعقة أمام فان دير سار والكابتن بكر رحمه الله قام بنطق إسم توتي على طريقته الخاصة جداً ، "تووووتي".

المشهد الثالث : حماده إمام .. أخيراً حد نطق إسمه صح

المشهد الثاني كان بداية المعرفة الحقيقية لتوتي بالعالم وليس بالمصريين فقط الذين شاهدوا المباراة ، هؤلاء المصريين سيكون لهم موعد آخر لاحقاً عندما يمرر توتي كره بالكعب ستكون سبباً في هدف تقدم إيطاليا على فرنسا في النهائي قبل أن تتساقط دموع الطليان وجمهورهم في مصربعد ذلك بانقلاب المباراة رأساً على عقب في اللحظة الأخيرة ، توتي كان على موعد مع نطق إسمه بشكل صحيح للمرة الأولى في مصر من قبل الراحل حماده إمام هذه المرة الذي بالتأكيد عرف من يكون فرانشيسكو بعد ركلة الجزاء أمام هولندا .. الآن كل العالم يعرف من هو فرانشيسكو توتي.

المشهد الرابع : زامبا يظهر وتوتي يفوز بالكالتشو

هو نفسه كارلو زامبا الذي ينتظر الجمهور المصري سماع أهداف النجم المصري محمد صلاح بصوته في كل أسبوع ، منذ 15 عاماً كان موجوداً للتعليق على مباريات روما في الدوري ، في 2001 كان زامبا على موعد مع المباراة الختامية لروما أمام بارما في الدوري ، توتي يسجل وروما يفوز بثلاثية ويفوز بالدوري الإيطالي للمرة الثالثة في تاريخه بعد غياب وزامبا يصرخ كما لم يصرخ من قبل.

المشهد الخامس : توتي يقهر برشلونة وريفالدو

بعد فوز روما بالدوري في 2001 وتأهلة لدوري الأبطال ، كانت هذه هي المرة الأولى التي تتم إذاعة مباراة لروما في دوري الأبطال على القناة الثانية في 26 فبراير لعام 2002، قطعاً ليس لشهرة روما وقتها لكن لأن الطرف الآخر كان برشلونة الإسباني، المباراة على ملعب الأولمبيكو والكل ينتظر ماذا سيفعل ريفالدو ورفاقه في روما ، النتيجة ؟ توتي ومونتيلا وباتيستوتا يعطون البلوجرانا درساً في فنون كرة القدم ويفوزون بثلاثية مع الرأفة ، وقتها لم يصدق الجمهور أو أي شخص في الملعب أو حتى كارلو زامبا نفسه الذي كان معلق المباراة وقتها أيضاً والذي من فرط الجنون صار يضحك بعد الأهداف.

المشهد السادس: لحظات الرعب ومعانقة المونديال

2006 .. الجزيرة الرياضية وصلت إلى المنازل ، تبث الدوري الإيطالي وتوتي يصول ويجول ، إيطاليا تبني كل الآمال عليه في المونديال الذي سيبدأ بعد أشهر قليلة ، روما يواجه إمبولي وتوتي يتعرض لإصابة مرعبة ويغادر الملعب على النقالة والطليان يضعوا أيديهم على قلوبهم .. شبح غياب ملك روما عن المونديال يظهر وبقوة ليخرج توتي مبتسماً قائلاً :"لا تقلقوا .. سأعود قبل المونديال" .. كلمات كانت فلسفية أكثر من أي شيء آخر فالواقع كان يقول صعب جداً .. بل مستحيل .. لكن توتي لم يعرف المستحيل وعاد قبل المونديال بمسمار في قدمه ليقود به إيطاليا للفوز بكأس العالم للمرة الرابعة.

المشهد السابع : حذاؤك ذهبي ذهبي ذهبي يا ولدي

مازلنا مع الجزيرة الرياضية التي كانت شاهدة على 26 هدفاُ حصل بهم توتي على جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في أوروبا !! ، نعم أفضل هداف وليس صانع ألعاب فلوتشيانو سباليتي كان له السبق في اللعب بطريقة المهاجم الوهمي في 4-3-3 وليس بيب جوارديولا كما يعتقد الكثيرين ، سباليتي لعب بتوتي في مركز المهاجم الوهمي ، منذ هذا الوقت وبدأت أهداف توتي تتوالى إلى أن وصل إلى 250 هدفاً في الدوري الإيطالي ، توتي في 2007 سجل هدفاً ضد سامبدوريا أصبح علامة مسجلة بإسمه حتى الآن.

المشهد الثامن : دموع 2009

من الصعب أن تجد توتي يبكي لكن على دوري الأبطال يجوز البكاء ، كانت هذه هي المرة الأقرب لروما كي يكون منافساً على لقب دوري الأبطال ، دور الستة عشر ومواجهة مع أرسنال ، هزيمة في الذهاب بهدف ثم فوز في الأولمبيكو بهدف لتأتي ركلات الجزاء وتقول وداعاً توتي .. ليس هذه المرة أيضاً .. لم يحزن توتي مثلما حزن يومها .. كان يعلم في داخله أن الفوز بدوري الأبطال لن يكون في المتناول بعد الآن .. وقد كان.

المشهد التاسع : روما تبكي بسبب ركلة جزاء توتي

قد يبكي الجمهور لخسارة مباراة أو اعتزال لاعب لكن أن تبكي بعد تسجيل هدف فهذه هي دموع الفرح التي لا تحدث إلا في روما ، سباليتي بدأ العناد وأبعد توتي عن الفريق ودخل في دوامة من المشاكل معه بعدما رغب توتي في معرفة مصيره الموسم الماضي من تجديد عقده من عدمه ، روما خاسر أمام تورينو ، يدخل توتي ليسجل هدف التعادل ببراعة ، ثم يسجل هدف الفوز من ركلة جزاء ، لا يمكنني التعبير عن لحظات ما بعد الهدف الثالث .. الفيديو كافي للتعبير ودموع كارلو زامبا وجمهور روما كان مشهد يستحق الأوسكار.

المشهد العاشر: في الإمارات من أجل الأطفال

روما في مواجهة الأهلي في الإمارات للمرة الثالثة ودياً ، تدريب روما قبل المباراة بيوم وكل الأطفال من أكاديمية روما في الإمارات في انتظار رؤية الملك والتقاط الصور التذكارية معه ، التقيت به وقتها وتحدثنا لبعض الوقت ، الكل قادم من مدربين ومنظمين وإداريين لالتقاط الصور معه ، قال لي أخبرهم أني سأقوم بالتقاط الصور مع الأطفال أولاً وبعد الانتهاء سآتي إليهم وقد كان.

لم أكن أتخيل أن توتي سيكون قادرا على أخذ ما يزيد عن 200 صورة مع الأطفال بل والإمساك بهواتفهم لكي تظهر الصورة وكأنه هو من قام بالتقاط السيلفي معهم ثم العودة لبقية المعجبين، أدركت وقتها قيمة هذه الأسطورة الذي لم كانت حياته مليئة بالحب ، حب كان كفيلاً لإقناعه بالبقاء في روما وأن يبقى ملكها على حساب أضعاف ما يمتلكه في رصيده في البنوك.. توتي فضل أن يكون رصيده مليء بالحب فنال من الحب ما لم ينل الباقين.

توتي ظل لمدة 40 عاماً صامداً من أجل جمهوره، نجم روما السابق أحمد حسام ميدو يقول أن توتي هو أول من يأتي إلى تدريبات روما وآخر من يرحل بينما وهذا سبباً كان كافياً لحازم إمام لتفسير سر استمراره في الملعب بينما كشف محمد أبو كبده محلل شبكة سبورت إيطاليا النقاب لفيلجو عن سر استمرار توتي في الملاعب بقيامه بتتبع نظام غذائي وضعه مدربه التشكي السابق زيمان له إضافة إلى قيامه بتدليك عضلاته ساعات مطوله بعد نهاية كل تدريب ، سواء كان هذا أو ذاك فشكراً لكل من ساهم في بقاء توتي حتى سن الأربعين كي نبقى عاماً آخر من الاستمتاع بما يقدمه.

كل عام وأنت أجمل ما تراه العين في كرة القدم الإيطالية.. لن يكون الختام أجمل مما قاله أحمد الطيب في نهاية فيلم توتي الذي تشرفت بإخراجه.

"وياك الوقت عدى .. وسنين فاتت ثواني .. منعرفش إزاي وإمته .. هيجينا توتي تاني .. مش كده ولا إيه"

فيلم فرانشيسكو توتي .. حكاية شعب:

التعليقات