تقرير – كشاف النجوم يحكي كيف تضم لاعبا في 7 خطوات

الإثنين، 29 أغسطس 2016 - 21:05

كتب : رامي جمال

صحيح أن المدرب صاحب القرار النهائي في ضم اللاعبين الجدد إلا أنه قبل توقيع العقود يقف خلف جلب النجوم كشاف يعمل بقوة لاكتشافهم وانتدابهم لناديه.

فالأهم من أن يضم أي فريق لاعبا جديدا أن يكون ذو إمكانيات جيدة ويستطيع التأقلم على أسلوب وطريقة لعبه.. فكيف يكتشف أي فريق لاعبا جديدا؟

نيل ماكجينيس هو أحد أهم كشافين النجوم حول العالم وسبق له العمل مع سيلتيك الأسكتلندي والعديد من الأندية الأوروبية الأخرى بشكل مستقل، وحاليا هو يكتشف اللاعبين في القارة الإفريقية.

وتحدث نيل ماكجينيس لموقع "بليتشر ريبورت" الإنجليزي وكشف خلال حواره عن سبع خطوات يقوم بها لاكتشاف وضم لاعبين جدد.

نيل ماكجينيس

الخطوة الأولى: المعايير المطلوبة

يجتمع كل الكشافين في النادي ومدربين مختلف الفرق السنية والمدير الفني للفريق الأول ويبدأ االأخير في شرح المعايير التي يرغب فيها في لاعبه الجديد وما هي المراكز التي يحتاج لتدعيمها والإمكانيات التي يحبذ تواجدها فيه.

على سبيل المثال يشعر المدرب بأن فريقه لا يدافع جيدا في الكرات الثابتة أو تشتيت العرضيات لذا يقوم بطلب ضم مدافع مع وضع بعض الأولويات مثل طوله وقدرته على استرجاع الكرة وقدرته على بناء الهجوم المرتد السريع.

المعايير المطلوبة في اللاعبين تختلف طبقا لوجهة نظر كل مدير فني وأسلوبه في اللعب، فهو يقوم بإعطاء الكشاف رؤيته ووظيفة الأخير هي البحث عن لاعبين توافق متطلبات المدرب الذي يكون القرار النهائي في ضم لاعب ما من عدمه من اختصاصه.

الخطوة الثانية: تحديد هوية اللاعبين

هنا يبدأ العمل الفعلي للكشاف فهو عليه البحث عن لاعب مطابق للمواصفات التي حددها المدرب سابقا، وهو يلجأ إما لبعض المواقع الخاصة لذلك الأمر أو لمقاطع الفيديو أو لوكلاء اللاعبين الذين يرسلون لقطات لموكليهم.

وأفضل وكلاء اللاعبين هم من يعرضون عليك اللاعبين طبقا للمواصفات التي تطلبها ليسهل عليك الأمر كله، وأحيانا زملاء لاعب ما أو من واجهوه يقومون بترشيحه للكشاف بأنفسهم.

ولكن أفضل طريقة بالنسبة لي هي تحديد اللاعبين بناء على وجهة نظره الشخصية أو بالعودة لسجلاتي القديمة مع لاعبين شاهدتهم سابقا.

وعلى الرغم من أن الأرقام والإحصائيات تجعل الكشاف يتعرف أكثر على اللاعبين إلا أنه من الأفضل دائما مشاهدته من الملعب ورؤيته كيف يتعامل مع الكرة أو بدونها وأن يقيس مدى قوة عمله في الملعب.

فالتعاقد مع لاعب ما بعد مشاهدة بعض اللقطات المصورة له أمر غاية في الكسل وخطير للغاية، فالكشاف هنا يخاطر بالملايين في ظل اتباع بعض الوكلاء لأساليب ملتوية لتسويق لاعبيهم.

بعد تحديد لاعب ما لمتابعته الآن جاء الدور على معرفة مواعيد مبارياته والترتيب للسفر لمشاهدته.

الخطوة الثالثة: التخطيط والسفر

تلك الخطوة يقوم بها المسؤولين عن الإدارة في النادي، لكن من الأفضل للكشاف أن يتواصل معهم مباشرة ليحدد لهم مواعيد سفره والأماكن التي يرغب في المبيت بها.

فمن الأفضل للكشاف أن يبيت في نفس الفندق الذي يقيم فيه اللاعب الذي سوف تتابعه عن قرب وذلك لمعرفة كيف يتعامل خارج الملعب مع زملائه وللحصول على صورة أكبر للإجابة عن سؤال "هل يناسب ذلك اللاعب فريقي"؟

ويوضح نيل أنه قام بمتابعة بعض اللاعبين في مختلف الظروف خارج الملعب دون معرفتهم بوجوده من الأصل وذلك لرؤيته كيف يتفاعل مع الجمهور وزملائه في العديد من المواقف.

يجب التأكد أيضا من أن مواعيد سفر الكشاف ستتيح له الوقت للوصول للملعب لمتابعة مباراة اللاعب المطلوب، فهناك العديد من الكشافين الذين يسافرون ولا يلحقون بالمباريات التي يرغبون في مشاهدتها بسبب سفرهم لمطار بعيد عن الملعب بعدة ساعات.

الخطوة الرابعة: مشاهدة اللاعب

يؤكد نيل ماكجينيس أنه يحب الذهاب للملعب مبكرا لمشاهدة اللاعب أثناء عمليات الإحماء وكيفية تركيزه خلالها أم هل يفضل العبث؟ فتلك الأشياء الصغيرة تعطيه مفاتيح لمعرفة شخصية اللاعب.

عندما تبدأ المباراة أقوم بتدوين بعض الملاحظات عن اللاعب وبسبب جلوسي بالقرب من العديد من الكشافين الآخرين أتأكد من إنني لا أكتب أي شيء يشير لهوية اللاعب الذي أتابعه.

فأنا أذهب للملعب وأنا أعرف ما هو الهدف الذي أبحث عنه، لذا يجب علي التأكد إن كان يلعب بشكل جيد في المركز الذي نرغب بسببه في ضمه أم لا.

هذا بالإضافة لمعرفة قدراته من الناحية التكتيكيةهل يلعب طبقا للخطة الموضوعة؟ أم هل يحب الخروج من مركزه؟ ما هو مدى تركيزه؟ كيف يتأثر تركيزه إن تبدل مركزه أثناء المباراة؟

بشكل حاسم أتابع قدرات اللاعب أثناء لعبه للكرة وبدونها وكيف يتحكم بها وشكل لمسته الأولى لها.. هل يمرر الكرة سريعا؟ هل يعي جيدا بمن يراقبوه في الملعب؟ هل يحب اللجوء للمساحات الخالية؟ هل يقوم بطلب الكرة من زملائه؟ أم هل يحب الانتظار في المساحات الخالية لاستلام الكرة؟ هل يحب اللاعب الركض على جانبي الملعب أم يواجه المدافعين من أجل البحث عن مكان للتسديد؟

بالنسبة للمهاجمين هل يستطيع إنهاء الهجمات مباشرة؟ هل يستطيع خلق أماكن للتسديد لنفسه؟ أم يحب البحث عن مساحات خالية ويتمركز داخل منطقة الجزاء وانتظار التمريرات؟ هل يستطيع تجاوز المدافعين أم يسقط مباشرة مع أول التحام؟ هل يستطيع لعب رأسيات قوية؟

في إحدى المرات تابعت أحد المهاجمين الذي يتألق حاليا في الدوري الإيطالي وكان يتحرك في كل أنحاء الملعب ويراوغ المدافعين وجعل المدافع الذي يراقبه يحظى بوقت غير جيد على الإطلاق، أنا على ثقة بأن إيطاليا لن تكون وجهته الأخيرة في الملاعب.

الخطوة الخامسة: كتابة التقرير والمناقشة

أبدأ في العمل بعد ذلك على كتابة تقرير خاص عن اللاعب بعد مشاهدته وذلك بعد عودتي للفندق أو أثناء استقلالي الطائرة فالوقت هام للغاية وفي بعض الأحيان أكون في طريقي لبلد أخرى لمتابعة لاعب آخر.

في التقرير أهتم بتغطية كل الجوانب التي أشعر أن المدرب يحتاج للتعرف فيها على هدفه المطلوب من الناحية التكتيكية والفنية والبدنية ونقاط قوته وضعفه وقدرته على قراءة المباراة مع كتابة تقرير أخير أبدي فيه رأيي في اللاعب.

بعد ذلك أقوم بوضع التقرير في نظام خاص تابع للنادي الذي أعمل به ولا يستطيع أي شخص الدخول لتلك المنطقة على النظام سوى المدرب وبعض أعضاء مجلس الإدارة فقط وليس جميعهم.

بعد العودة للنادي يسألني المدرب عن رأيي مرة أخرى في اللاعب وهل يناسب المعايير المطلوبة؟ هل هو خيار جيد علينا وضعه في الاعتبار؟ وبعد ذلك نجتمع سويا لمناقشة كل الاختيارات المتاحة والتصويت للاعب معين من بين كل الاختيارات.

الخطوة السادسة: مزيد من المراقبة

إذا كان النادي مهتما باللاعب فمن المحتمل بشكل كبير أن أسافر مجددا لمتابعته مرة أخرى، مع إرسال كشاف آخر للحصول على رأي آخر ووجهة نظر مختلفة وجديدة.

من الناحية المثالية فمن الأفضل مشاهدة اللاعب في مبارياته داخل وخارج ملعبه وفي مباريات الكأس والمباريات الدولية لمعرفة قدرته على التأقلم مع مختلف المواقف.

بعد أشهر من متابعة اللاعب نسأل أنفسنا هل يجب أن يظل داخل اهتمامتنا أم لا؟ ثم يسافر المدرب أو المدرب المساعد لمشاهدته مباشرة.

هذه الخطوة تكون الخطوة النهائية والتي يتخذ فيها المدرب قراره الأخير بعد مشاهدة اللاعب مباشرة من الملعب.

بعض المدربون يحبذون مشاهدة اللاعب أكثر من مرة، لكن العملية نفسها متشابهة فالمدرب يتخذ قراره النهائي إما بالتعاقد مع اللاعب أو وضعه كخيار ثان.

الخطوة السابعة: تقديم عرض

وهنا يبدأ دور المسؤولين المعنيين بتقديم العروض الرسمية وفي الكثير من الأحيان يكون المدير التنفيذي هو المسؤول عن ذلك الأمر.

يعقد المدير التنفيذي جلسة مع المدرب ويتم توجيه عدة أسئلة هل اللاعب الذي نرغب في ضمه سيلعب أساسيا؟ أم أنه سيكون ضمن نظام المداورة؟ أم أنه يحتاج للوقت للتطور؟

تلك المناقشة ستجعل المدير التنفيذي يضع تصورا للعرض الذي سيتم تقديمه وراتب اللاعب الشخصي والحوافز التي سيحصل عليها.

تلك الخطوة يمكن أن تسير بشكل جيد إذ ما وافق النادي الأصلي للاعب على بيعه، أو تصبح صعبة إذا لم يكن يرغب في التخلي عنه حاليا أو من أجل الحصول على عرض أفضل.

إذا كانت المفاوضات بين الناديين ناجحة يعقد النادي الجديد اجتماعا مع وكيل أعمال اللاعب لمناقشة مدة التعاقد وتفاصيل العقد الشخصية وقيمة الراتب.

وفي تلك الخطوة يحصل وكيل أعمال اللاعب على عمولته وهو يحاول جلب أفضل عرض ممكن لموكله.

العديد من الصفقات تفشل خلال تلك الخطوة، لكن حينما يوافق الناديين على إجراء الصفقة ففي الغالب يسير كل شيء بشكل جيد فيما بعد.

بعد ذلك يبدأ اللاعب رحلته مع ناديه الجديد بعد إتمام كل الاتفاقات.

التعليقات