كتب : رامي جمال | الإثنين، 29 أغسطس 2016 - 19:00

لماذا لا يتعلم الأهلي؟

الأمر ذاته يتكرر سنويا والمشكلة لا يحلها أي شخص والضرر الواقع على الأهلي يزداد عاما بعد آخر وذلك بسبب بعض القرارات غير المدروسة والتخبط الإداري المستمر.

شريف حازم وإسلام رشدي وكريم بامبو وآخرون كلهم رحلوا عن الأهلي بدون مقابل بعد فسخ تعاقدهم بالتراضي لأسباب مختلفة ليظل السؤال الأهم لماذا لا تتعلم إدارات الفريق الأحمر المختلفة من الخطأ المتكرر؟

الأزمة كلها لا تحتاج سوى لثلاثة أشياء أولا معرفة اللوائح جيدا وثانيا تنظيم موقفك وتحديده من لاعبي فريقك مبكرا وثالثا دراسة سوق الانتقالات جيدا كي تستفيد منه أثناء بيع لاعبيك.

فطوال السنوات الماضية استغنى الأهلي عن العديد والعديد من اللاعبين بالتراضي وذلك الأمر كلفهم في بعض الأحيان دفع أجزاء من مستحقاتهم كي لا يدخل في أزمات قانونية.

رحل عن الأهلي على سبيل المثال لا الحصر مجانا كل من السيد حمدي وأحمد نبيل "مانجا" وأحمد عبد الظاهر ومحمد فاروق وشريف عبد الفضيل وبيتر إيبيمبوي وهندريك.

والآن يجد حسام البدري المدير الفني الجديد للأهلي في موقف صعب فهو مضطر لخوض الموسم بقائمة من اللاعبين لم يخترهم بنفسه وهو ما قد يجعل ناديه في أزمة حال قراره بعدم الاعتماد على أي من لاعبيه أو بيع أحدهم.

فلوائح الموسم الجديد من الدوري تمنع استبدال اللاعبين –عدا إعارة أي لاعب خارج مصر يصبح حينها من حق أي فريق الاستبدال- لذا فالبدري مطالب بالتعامل مع 29 لاعبا بشكل جيد طوال الموسم ويعرف كيف يستفيد منهم جميعا حتى لا يجد نفسه مجبرا في النهاية على خوض المباريات بقائمة منقوصة مثلما حدث في الكونفدرالية عام 2014 حينما أكمل ناديه المسابقة بـ14 لاعبا فقط وأحمد عادل عبد المنعم كان يلعب النهائي آنذاك مصابا.

ولذلك أكد المدرب الجديد للأهلي أنه لن يتعاقد مع لاعبا جديدا إلا في شهر يناير المقبل كي يترك المقعد الـ30 في قائمة الأهلي شاغرا.

ومع تأكيد البدري على رغبته في استقدام معد بدني وأخصائي تغذية للأهلي في الموسم الجديد عليه اللجوء لأخصائي في اللوائح حتى لا يجد الأهلي نفسه في أزمة جديدة.

المقاصة وإنبي

لا خلاف أن مصر المقاصة حاليا وإنبي طوال السنوات الماضية يعدان من أبرز الأندية الناجحة في سوق الانتقالات، فهما يعرفان جيدا كيف يقوما بتسويق لاعبي كل منهما.

أحمد الشيخ باعه المقاصة للأهلي مقابل 8 مليون جنيه بعد صراع مع الزمالك ولكنه نجح في تسويقه جيدا، وكذلك صالح جمعة الذي عاد من رحلة احتراف لم تكلل بالنجاح لكن إنبي استطاع الحصول على 7 مليون جنيه من انتقاله للفريق الأحمر أيضا.

وهذا يدفعنا للسؤال لماذا لا يعرف كيف يسوق الأهلي لاعبيه؟

أحمد عبد الظاهر لم يستفد الأهلي منه في ضمه لميدو جابر من المقاصة بل جعله يرحل مجانا الأمر الذي كان من المؤكد سيخفض قيمة انتقال ضم ميدو للفريق الأحمر الذي بلغت قيمة ضمه 13 مليون جنيه.

قيمة أحمد عبد الظاهر السوقية تبلغ مليوني جنيه ومع إعارة الشيخ التي تساوي نفس القيمة كان الأهلي سيدفع في النهاية تسعة مليون جنيه فقط ولكنه قرر الاستغناء عن عبد الظاهر والسماح له بالرحيل مجانا.

والأمر ذاته ينطبق على اللاعبين الشباب مثل كريم بامبو استغنى عنه الأهلي مجانا وكان من الممكن أن يستفيد من بيعه مثل إسلام رشدي أو شريف حازم في ظل احتياجه للصرف على سوق الانتقالات الحالية بغض النظر عن بيع رمضان صبحي وماليك إيفونا.

تخلى الأهلي عن أحمد رؤوف كمثال مجانا وهو أحد أبرز مهاجمي الدوري المخضرمين بالنسبة لأغلب الأندية الأخرى والتي ترغب في الظفر بخدماته.

انتقل للمصري مجانا وتألق معه لموسمين ليقوم سموحة بضمه مجانا أيضا وسط غضب شديد من حسام حسن المدير الفني للفريق لمعرفته بقدرات لاعبه الهجومية التي تفيده، ولكن الأهلي لم يدرك أهمية الصراع الدائر على التعاقد مع اللاعب صاحب الـ33 عاما وبدلا من بيعه بمقابل مادي استغنى عنه مجانا.

معرفة اللوائح

هل تتذكر ما حدث مع محمد ناجي "جدو" وشريف عبد الفضيل؟ عقود الثنائي كانت في طريقها للانتهاء وقرر الأهلي التجديد له بناء على طلب من المدير الفني آنذاك فتحي مبروك بعد تأكيده لعدم احتياج فريقه لمدافعين جدد.

وبعد ذلك بفترة وجيزة تقرر الاستغناء عنهما بعد رحيل مبروك والتعاقد مع رامي ربيعة وأحمد حجازي وكان يجب أن يكون مكان الثنائي خاليا في القائمة وهو ما جعل الأهلي يضطر لدفع 4 مليون و500 ألف جنيه كغرامة.

وهنا تحدث محمود طاهر رئيس الأهلي قائلا:"هل أضحي بلاعبين جدد ولا أقيدهم، أم أضحي بمليوني أو ثلاثة ملايين جنيه"؟

قبل أن يستدرك"حدث خطأ بالطبع في تلك الإجراءات؟ نعم حدث، ولذلك قمنا بتغيير إدارة الكرة وقمنا بتعيين زيزو للإشراف عليها".

هذا يطرح التساؤلات مرة أخرى لماذا جدد الأهلي لهما طالما أن ربيعة وحجازي كانا في الطريق للانتقال للفريق؟ لماذا لم يقم ببيعهما بمقابل مادي جيد الأمر على أقل تقدير؟ فلاعبين في خبراتهما كانا على الأقل سيجلبان للأهلي نفس قيمة الغرامة المدفوعة لهما إن بقيا.. لكن لا يوجد أي قرارات مدروسة.

كل هذا بالإضافة لفسخ تعاقد هندريك وبيتر إيبي بذات الطريقة وقام الثنائي بشكوى الأهلي إلى أن تم حل الأمر بطريقة ودية في النهاية ولكن بعد دفع غرامة مالية ضخمة ولولاها كان سيتعرض النادي لعقوبات ضخمة.

هذا يعني أن الأهلي دفع ما يقرب من 10 مليون جنيه للاستغناء عن أربعة لاعبين في عام واحد فقط، لماذا لم يكن مسؤولو الأهلي على دراية جيدة باللوائح حتى لا يتعرض لغرامات ضخمة مع لاعبين محترفين؟

أليست تلك الأموال كانت من الأفضل أن يستفيد بها في ضم لاعبين آخرين أو حتى يتم استثمارها في قطاع الناشئين لتطويره بشكل أفضل بدلا من أن أغلب لاعبيه لا يعرفون طريقا للفريق الأول عدا القليل منهم؟

الأزمة الثالثة

قبل رحيل مارتن يول عن تدريب الأهلي رسميا اشتكى خلال جلسة جمعته بطاهر من عدم تعويض رحيل رمضان صبحي وماليك إيفونا عن الفريق واصفا إياهم "بالقوة الهجومية للفريق".

الأهلي كان يعلم جيدا منذ اللحظة التي تعاقد فيها رمضان صبحي مع نادر شوقي وكيل اللاعبين أن الأخير يعمل بكل قوة من أجل احتراف اللاعب الشاب في أوروبا.

وإيفونا كانت تنهال عليه العروض مبكرا ولكن وافق الأهلي على رحيله بسبب العرض المادي المغري الذي جاء لضمه، لكن متى تحركت إدارة الفريق الأحمر لضم بديل للثنائي؟

الأهلي تحرك لضم جونيور أجاي –الذي يلعب في الأصل كجناح وليس كمهاجم- في بداية شهر أغسطس وهو يعلم أن اللاعب سيكون مع نيجيريا في أولمبياد ريو دي جانيرو أي أنه لن يستفيد منه حتى نهاية دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا.

هذا بالإضافة لأن كل الأندية أصبحت تعلم كم الأموال التي يمتلكها الأهلي بعد بيع إيفونا ورمضان فأصبح سعر اللاعب يرتفع ضعفين وثلاثة.

أحد المصادر المسؤولة في إنبي تحدث سابقا لـFilGoal.com قائلا:"الكل يعرف أن الأهلي حينما يدخل في صفقة فإن سعرها يرتفع مباشرة مرتين وثلاث مرات كي نحقق أكبر استفادة ممكنة".

وهذا كان واضحا في العديد من الصفقات التي أجراها الأهلي مثل ضم مروان محسن وميدو جابر وأكرم توفيق.

فعدم دراسة أحوال سوق الانتقالات جيدا وكيفية الخروج باستفادة من المفاوضات يجبرك في النهاية على دفع أموال طائلة، لذا على الأهلي الحذر بشدة خلال الموسم المقبل أو حتى أثناء ضمه لاعبا جديدا في يناير.

ختاما الأهلي لا يعاني من أزمة فنية فقط بل هي إدارية قبل كل شيء وهي ما تؤثر في النهاية على الأحوال المالية والفنية للأهلي.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات