يحصل اللاعب على نصيبه من الشهرة بعد تألقه والمدرب يسمع اسمه في هتافات الجمهور، أما مهندس الصفقة فهو الجندي المجهول الذي يصنع الفريق ولا ينال الإشادة.

"حكايات الصفقات" سلسلة جديدة يقدمها لكم FilGoal.com عن كواليس غريبة لصفقات في الكرة المصرية.

أكوتي منساه.. أحد أشهر الأسماء للاعبين الأجانب الذين لعبوا في الدوري المصري، وهو بطل حلقة اليوم.

"لااا، أنا ضحكت عليهم، لما أبيع لاعب للأهلي بـ 9 مليون جنيه و3 لاعيبة، أروحلهم أنا ولا لأ؟". كان هذا هو رد السيد متولي رئيس النادي المصري السابق على أحد أعضاء الجمعية العمومية المعترضين على ذهابه إلى الأهلي بنفسه أثناء المفاوضات على اللاعب.

كان المصري حينها في أفضل حالاته بدأ الدوري بفوزين على الاتحاد في الإسكندرية بخماسية ثم على الأهلي في بورسعيد بهدفين، وحان وقت الجمعية العمومية للنادي.

السيد متولي - عميد رؤساء الأندية في مصر- كما لقبوه ذهب بثقة كعادته، لكن ثقته هذه المرة أكبر بالنظر لنتائج الفريق.

وهنا قابله أحد أعضاء الجمعية العمومية بسؤال: "لي عتاب عليك يا حاج سيد، من يذهب للآخر، العريس للعروسة أم العكس؟".

متولي أجابه "العريس للعروسة طبعا" فرد عضو النادي "إذا، لماذا ذهبت للأهلي في التفاوض على أكوتي منساه قبل ثلاثة مواسم وهم الذين يريدونه؟".

متولي رد سريعا، فقال له: "أنت لا تعرف التفاصيل، هل تعلم أننا بعنا أكوتي للأهلي مقابل 9 ملايين جنيه و3 لاعبين؟".

وأكمل "بعنا أكوتي للأهلي مقابل 9 ملايين جنيه بالإضافة للثلاثي محمد فضل وخالد بيبو والناشئ عاشور الأدهم، ترى هل أذهب لهم أنا أم لا؟".

وأضاف "أردت أن أتمم الصفقة سريعا قبل أن يفكر فيها مسؤولي الأهلي بشكل أكبر، لأنني كنت متأكدا أنني الفائز فيها، وهذا ما حدث بالفعل".

أكوتي منساه انتقل للأهلي قادما من النادي المصري قبل بداية موسم 2005/2006. انتقال أحدث ضجة كبيرة حينها في وسائل الإعلام المصرية بالنظر لقيمة الصفقة والتي بلغت 9 ملايين جنيه بالإضافة لمحمد فضل وخالد بيبو مهاجما الأهلي، وعاشور الأدهم لاعب الوسط الناشئ وقتها.

انتقال أكوتي للأهلي لم يحدث الطفرة المنتظرة في وسط ملعب الأهلي، ولسوء الطالع أنه تعرض لقطع في الرباط الصليبي في أولى مبارياته أمام إنيمبا النيجيري في دوري أبطال إفريقيا.

صحيح أن أكوتي عاد من الإصابة بعد ذلك وشارك في بعض المباريات منها نهائي دوري أبطال إفريقيا 2006 الشهير أمام الصفاقسي في تونس، لكن هذا لم يكن المتوقع من صفقة كلفت النادي 9 ملايين جنيه وثلاثة لاعبين!.

عودة أكوتي للمصري

إلى هنا لم تتوقف حكاية أكوتي، بعد موسمين قضاهما داخل النادي الأهلي، تولى حلمي طولان قيادة النادي المصري قبل بداية موسم 2007/2008 وبدوره نقل رغبته لسيد متولي بإعادة أكوتي للفريق خاصة أنه لا يلعب في الأهلي.

ما يلي هو قصة متداولة بشكل كبير في بورسعيد حول ما فعله سيد متولي لإعادة أكوتي للمصري.

يقول الناس في بورسعيد: "سيد متولي تحدث مع عدلي القيعي مدير التعاقدات في النادي الأهلي وطلب منه إعادة أكوتي، فقال له "يا حاج عدلي أكوتي لنا، كما بعناه لهم نريده منكم بأي ثمن".

عدلي القيعي استجاب لسيد متولي، فالأهلي يريد التخلص من اللاعب في كل الأحوال، خاصة أن المصري وافق على شرائه بأي ثمن كما قال متولي.

وهنا دارت في أذهان سيد متولي فكرة شيطانية. متولي طلب من أكوتي أن يختفي تماما ولا يظهر للأهلي.

غلق باب القيد لم يكن ينقصه سوى يومان فقط، وهنا قال متولي لأكوتي "الأهلي يريد 700 ألف يورو لضمك، لكن إن اختفيت أنت في اليومين القادمين ولم يقيدوك في قائمتهم، سنضمك مجانا، وفي المقابل سنزيد راتبك".

أكوتي وافق على العرض حسب ما يقول أصدقائه في بورسعيد. اللاعب اختفى تماما ولم يجده عدلي القيعي.

مهندس صفقات الأهلي اتصل بسيد متولي وطلب منه عقد الصفقة كما اتفقا، لكن متولي رد قائلا: "أنا عند وعدي، أحضروا أكوتي وأنا سآتي لضمه على الفور".

أكوتي لم يظهر وانتهت فترة قيد القائمة الأولى للأهلي، وبذلك أصبح أكوتي لاعبا حرا لينتقل لصفوف المصري مجانا ويقضي معهما موسمين استعاد فيهما بعض من مستواه.

وبعد نهاية الموسمين انتقل أكوتي للدوري البلجيكي عبر بوابة ليرس، قبل أن يعود للدوري المصري مع وادي دجلة آخر محطاته في الكرة المصرية.

رواية الأهلي

من جانبه أكد المهندس عدلي القيعي مدير التعاقدات السابق بالأهلي لـ FilGoal.com أن هذا الحديث غير صحيح بالمرة.

وقال القيعي: "الحديث المتداول أن تعاقد الأهلي مع أكوتي تكلف 11 مليون جنيه ليس سوى أكاذيب".

وأضاف: "الصفقة كاملة كلفت الأهلي 3 ملايين جنيه حصل عليها نادي المصري بالإضافة إلى مبلغ 150 ألف دولار حصل عليهم النادي الغاني السابق لأكوتي".

واستكمل: "خالد بيبو لم يكن ضمن صفقة انتقال أكوتي للأهلي وقتها طلب المصري التعاقد مع بيبو وكنا نريد مبلغ 5 ملايين جنيه لبيعه، لكن بعدما وجدنا مرونة من المصري في بيع أكوتي خفضنا مبلغ بيعه للمصري إلى 3 ملايين جنيه فقط".

وبشأن رواية اختفاء أكوتي قبل عودته مرة أخرى للمصري قال القيعي: "هذه الرواية أيضا كاذبة اللاعب كان مصابا والأهلي منحه إجازة سلبية وبالفعل كان الأهلي وقتها قرر عدم قيد اللاعب في قائمته".

وأتم القيعي حديثه: "إذا أراد الأهلي وقتها الحفاظ على حقوقه كان سيتم قيد اللاعب في قائمة الفريق ثم بيعه بعد ذلك للاستفادة منه، لكن وقتها المدير الفني قرر رفع اسمه من قائمة الفريق نظرا لأنه لم يكن قد استعاد مستواه بعد الإصابة، لذلك تركناه يذهب للمصري".