بالصور- حكاية أكبر انتصارات القمة .. الزمالك "الملكي" يضرب الأهلي ثاني سداسية في عامين

الخميس، 02 يونيو 2016 - 13:01

كتب : محمد البنا

(إعادة نشر) في مثل هذا اليوم قبل 72 عاما .. حقق الزمالك أكبر انتصارات مباريات القمة عبر التاريخ بعد الفوز بسداسية نظيفة على الأهلي بعد عامين من تحقيق نفس النتيجة. فما هي حكاية هذه المباراة؟

شطب لاعبين من الأهلي وفاروق (الزمالك حاليا) بسبب اللعب في فلسطين ثم الصفح عنهم. إلغاء نهائي كأس مصر عام 1943 وتقاسم الفريقان اللقب. ثم اصطدامهما في نهائي النسخة التالية 1944... وزقلط؟!

هل حقا هناك علاقة بفوز الزمالك على الأهلي بسداسية بإطلاق اسم فاروق على النادي بعد أن كان المختلط؟

ولأن الموضوع جدلي وأبطاله غير موجودين، لجأ FilGoal.com لأرشيف الأهرام وهو الأقدم لعرض الكواليس.

- تقديم المباراة

- الفوز الأكبر

هناك أنباء مغلوطة تقول إن الزمالك بعد فوزه على الأهلي في نهائي كأس الملك 6-0 تحول اسمه من المختلط إلى فاروق بسبب حضور الملك المباراة وإعجابه بأداء أصحاب الرداء الأبيض. لكن هذا لا أساس له من الصحة إذ خاض الزمالك المواجهة وكان قبلها بسنوات قد تحول من المختلط إلى فاروق.

ولعب الزمالك والأهلي المباراة بتكشيلهما الأساسي بعد رفع الإيقاف عنهما (ونروي قصة الإيقاف لاحقا). وفاز فاروق بسداسية سجلها حافظ "زقلط" الذي أحرز هاتريك ومحسن السحيمي أصغر لاعبي الفريقين هدفين وعبد الكريم صقر هدفا.

وكان تشكيل فاروق: يحيى إمام - سعيد العربي - جلال كرايتم - حنفي بسطان - أنور البشبيشي - عبد الرحيم شندي - عمر شندي - حافظ زقلط - مصطفى كامل طه - عبد الكريم صقر - محسن السحيمي

ولعب الأهلي بتشكيل مكون من: كمال حامد - كامل عطية - وديعة - محمود المحاليمي - حمدي كروان - محمد الجويندي - منير حافظ - صالح السواف - مصطفى علواني "الكثار" - أحمد مكاوي - حسين مدكور.

وأقيمت المباراة النهائية في تاريخ الثاني من يونيو بعد أن فاز الزمالك على اتحاد السويس 3-0 في الدور الأول والأوليمبي 3-1 في ربع النهائي وانسحب المصري البورسعيدي من قبل النهائي اعتراضا على خوضه ثلاث مباريات خارج ملعبه في كأس مصر ليتأهل فاروق لمواجهة الأهلي.

وكان الأهلي قد عبر طنطا 3-0 وبوليس القناة 1-0 ثم رباعية نظيفة على السكة الحديد قبل خسارة النهائي بسداسية نظيفة.

تقرير المباراة

ووصفت صحيفة (الأهرام) في عددها الصادر يوم الرابع من يونيو المباراة بـ"الفنية القوية" وقالت "لم تشهد العاصمة منذ مباراتي الهاكوا والمجر مباراة فنية قوية مثل التي أقيمت أول أمس بين ناديي فاروق والأهلي على كأس فاروق الأول.

فقد بدأت بين جمهور كبير جدا ملأ الملعب قبل المباراة بساعتين وأخذت من المنظارة كل اهتمام وقد تجلى فيها فن اللعبة واكتمل لاشبال الزمالك الذين برزوا في الملعب على الجزيرة بروزا ملموسا وكانت خططهم ناجحة طوال 90 دقيقة.

وأصابتهم نتيجة هجمات متتالية ومرسومة بلغت ستا.

الأهلي "نجوم القاهرة"

** وفي عدد (الأهرام) الصادر يوم السادس من يونيو أكمل التقرير، "كان حافظ الشهير بزقلط هو الذي كسب ثلاث إصابات لنادي فاروق الأول وتلاه السحيمي أصغر لاعبي الفريقين بإصابتين وكرم إصابة وكان نجوم الهجوم في الملعب.

ولعب مصطفى شندي قلب الدفاع بمهارة ومصطفى كامل أقدم اللاعبين بدقة برز فيها فنه. وكان يحيى الحارس الذي نجا من الإصابات وكان الجندي تائها في الملعب يبحث عن حنفي في كل مكان. وعلى ذكر حنفي نقول إنه كان يصول ويجول باحثا عن الفريسة.

هذا الفصل مباراتين من أحسن ما رأينا منذ سنين الأولى ضد الواندررز والثانية ضد الأهلي أو كما سموا أنفسهم يوما "بنجوم القاهرة".

- فلسطين والأهلي؟

أقيمت بطولة كأس جلالة الملك عام 1944 بعد أن كانت مهددة بسبب إخلال عدد من لاعبي الأهلي والزمالك بقواعد الاتحاد والسفر لخوض مباراة في فلسطين.

ووصل FilGoal.com لمقصوصات من جريدة الأهرام تؤكد أن وفقا للوائح الاتحاد الدولي حينها كان لا يمكن للاعبين السفر وخوض مباراة دولية دون إذن اتحاد البلدين وهذا ما لم يقم به لاعبو الأهلي والزمالك.

وسافر عدد من لاعبي الفريقين الأهلي والزمالك يوم 26 أغسطس 1943 إلى فلسطين قبل الحرب بخمسة أعوام وقبل المباراة بأكثر من عام كامل.

وخاض فريق مكون من لاعبي الأهلي والزمالك مباراة ودية في يافا (تل أبيب) أمام بطل فلسطين فريق يدعى "البيطار" ضاربين بعرض الحائط لوائح الاتحادين الدولي والمصري وهو ما عرضهم للشطب وفقا للائحة.

وفي ظل الأزمة التي ضربت الناديين من إيقاف لاعبين منهما. تقرر أن يحتفظ الأهلي بلقب كأس مصر في الأشهر الستة الأولى والزمالك "فاروق" يحصل عليه في الأشهر الستة الثانية.

وبعد ثمانية أشهر قرر اتحاد الكرة المصري رفع الإيقاف وقرار الشطب ومنح كل الفرق شهرا للاستعداد والتأهيل لتستأنف المسابقات بمباريات كأس مصر يوم 30 أبريل 1944.. البطولة التي انتهت بتتويج فاروق بالفوز على الأهلي 6-0.

- 6-0 الأولى

فوز الزمالك أو فاروق على الأهلي في نهائي كأس مصر لم يكن المرة الأولى في تاريخ مواجهات الغريمين التقليديين.

نجح الزمالك تحت اسم "فاروق" -وهو ما يؤكد أن الزمالك لم يتحول اسمه من المختلط لفاروق بعد الفوز على الأهلي- في الثاني من يناير لعام 1942 في إسقاط الفريق الأحمر 6-0 لكن ذلك في بطولة دوري القاهرة موسم 1941-1942.

ولعب الزمالك بتكشيل مكون من: يحيى إمام - سعيد العربي - حسين الفار - حسين لبيب - قدري مصطفى - عمر شندي - حافظ زقلط - عبد الرحمن فوزي - مصطفى كمال طه - عبد الكريم صقر - محمد حسن حلمي

أما الأهلي فتشكيله كان: مصطفى كامل منصور - كامل مسعود - حسين الفاري - أمين شعير - أمين صبري - صالح عثمان - منير حافظ - صالح السواف - حسين حمدي - لبيب محمود - حسين مدكور.

وسجل أهداف الزمالك عبد الرحمن فوزي هدفين وعبد الكريم صقر مثلهما وعمر شندي ومحمد حسن حلمي.

* سر هزيمة الأهلي

لم يكن معتادا على المختلط أو فاروق - إذ تغير اسم الزمالك في ذلك الوقت من المختلط إلى فاروق - الفوز على الأهلي بنتيجة كبيرة قبل مباراة الثاني من يناير 1942، فكانت أعلى هزيمة للفريق الأحمر 3-0 في أكثر من مناسبة، بينما حقق الأهلي نتائج كبيرة على أصحاب القميص الأبيض مثل 5-0 و5-1 في مباراتين و4-0 في أخرى.

وإجمالا قبل ذلك التاريخ - 2 يناير 1942- لعب الأهلي والزمالك 49 مباراة فاز فيها الأحمر 24 مرة والزمالك 14 وتعادلا في 11.

ولن يجد الزمالك أفضل من المواجهة رقم 50 في تاريخ مباريات القمة ليخلد النتيجة الأكبر خلال مواجهات الفريقين. وفاز بسداسية مقابل لا شيء.

وفي تحليل مقتضب نُشر عبر جريدة الأهرام بتاريخ الرابع من يناير 1942 ينقل FilGoal.com نصه كاملا:

"قدمت لنا مباراة فاروق والأهلي في كرة القدم دروسا كثيرة كنا بحاجة إليها لتنمية روح اللعبة في نفوس اللاعبين ولعل أهم هذه الدروس هو كيفية فتح الثغرات في صفوف الأهلي.

كان الفاروقيون مهرة في فتح الثغرات لأنهم لعبوا متحدين ولعبوا كذلك بطريقة تغطية الظهر كلما انكمش حتى أن هجوم الأهلي كان يجد أمامه لاعبا بعد لاعب فلم يوفق أن يفتح أي ثغرة ينفذ منها للمرمى.

أما الأهلي فكان هجومه مفككا. قل أن اتحد في تنظيم هجمة خطيرة ولو أنه اقترب من المرمى غير مرة، وكان دفاعه هو الآخر شاردا لا يقف عند تكتيك محدد وأنت تعرف أن تفكك الخطوط وعدم إحكام اتصالها ببعضها البعض يعني اضعاف القوى العامة.

إلى هذا كانت المشاهد تنفذ في فرقة فاروق انها تذهب بسرعة كبيرة وكان لابد من إيقاف هذه السرعة بتوزيعات ضيقة تحفظ الكرة بين اللاعبين. وقد جارى الأهلون زملائهم في السرعة مع التوزيع الطويل.

هذا هو الدرس الرئيسي من المباراة ولعله ينفع في المباراة الآتية في الشوط الثاني (الدور الثاني).

هنا انتهى تحليل محرر الأهرام قبل 73 عاما. لكن يبدو أن نصائحه أتت بنتيجة في الدور الثاني وفاز الأهلي على الزمالك 3-1 وبنفس التشكيل الذي خسر به 6-0 باستثناء لاعبين.

-------

وهناك رواية أخرى عمل عليها بعض الباحثين أبرزهم حسن المستكاوي وعرضها في كتاب "النادي الأهلي بطولة في الرياضة والوطنية"، وتعارض بنسبة كبيرة المذكور سلفا. للاطلاع عليها إضغط هنا

المعلومات من موقع د. طارق السعيد للإحصاء.

التعليقات