كتب : أهلاوي | الأحد، 24 أبريل 2016 - 15:17

بلوج أهلاوي – 109 سنة علمنا الأهلي فيها أن نحب الحياة

في وسط حياة تمتلئ بالمتغيرات يظل ثابتا.. "أصله ياما فرح شعبه ليلة سعيدة".

اليوم يحتفل الأهلي ومشجعوه بـ109 سنة على ميلاد الكيان الأقوى وكاتب السطور الأكثر إضاءة في كتاب تاريخ الكرة المصرية والإفريقية، النادي الأكثر تتويجا بالبطولات القارية في العالم، نادي القرن الإفريقي، البطل التاريخي للدوري والكأس المحليين.

لكن، هل لهذه الأسباب نحب الأهلي؟

تخلص الآن من كل أفكارك المسبقة حول عقلية "البيب بيب" و"بنشجع الأهلي عشان بيكسب" وتحضر لرحلة في قلب شخص يظن أنه يمثل السواد الأعظم ممن يرون القميص الأحمر هو الحياة بما فيها.

"الأهلي عندي بالحياة. ونصره اليوم هو المنى"

من الطبيعي عندما تحب، أن تتمنى كل الخير لمن تحب. هل لو توقف الأهلي عن الفوز ستتوقف عن تشجيعه؟

سأعود بالزمن ليوم 21 سبتمبر 2003، كنت طفلا صغيرا قتله الحزن لمدة 3 أسابيع بعدما مني الأهلي برباعية قاسية من إينوجو رينجرز النيجيري في ربع نهائي كأس الاتحاد الإفريقي. مباراة العودة في القاهرة، لك أن تتخيل استاد القاهرة ممتلىء بـ25 ألفا يرتدون اللون الأحمر، لن أبالغ إن قلت إن ثلاث أرباعهم –ومنهم كاتب هذه السطور- آمنوا أن الأهلي قادر على قلب النتيجة بأقدام لاعبين مثل عادل مصطفى وإفيلينو.

هذا الإيمان نابع من القيم التي يتشاركها الأهلي مع مشجعيه – مثل أي علاقة عاطفية بين فردين – قيم المثابرة والقتال حتى أخر نفس، الاقتناع أن أي 11 لاعبا يرتدون اللون الأحمر قادرون على خلق أسطورة جديدة.

الأهلاوي متأكد أن الموهبة ليست كل شيء، كم من فريق امتلك لاعبين أمهر من لاعبي الأهلي ولم يستطع للفوز على المارد سبيلا؟ الأهم من الموهبة بذل 110% من المجهود من أجل الشعار.

الأهلاوي يعلم أن الفردية هي أول طريق السقوط، هل شهدت كرة القدم المصرية "أحرف" من رضا عبد العال؟ لم ينجح مع الأهلي لأن القلعة الحمراء ليست بيتا لعرض الرجل الواحد، بل لـ11 رجلا يعملون معا من أجل هدف واحد.

الأهلاوي مؤمن أنه حتى يطلق الحكم صافرة النهاية مازال في القتال بقية، الاستسلام كلمة مشطوبة في قاموس من عشقوا "أعظم نادي في الكون".

الأهلاوي يعرف معاني مفردات التحدي والشجاعة والتضحية والإيثار واستقاء الخبرة من الكبار، ربما لن يستطيع الشرح بلسانه، ولكنه رآها في تصرفات رموزه واحدا تلو الآخر.

سيحزن الأهلاوي يوم خسارة الأهلي، لكن الحزن سيكون مضاعفا لو شعر أن اللاعبين لم يبذلوا العرق والدم من أجل أن يظل النسر محلقا للأبد.

عشت لنا يا أهلي 109 سنة أخرى وإلى الدوام، ليس لأنك تجمع البطولات واحدة تلو الأخرى، ولكن لأنك علمتنا قيم الحياة كما يجب أن تكون.

الأهلي علمنا نحب الحياة.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات