كتب : حلمي حلمي | الخميس، 10 ديسمبر 2015 - 21:49

الشنكل والكرة المصرية .. فيلم جديد!

قبل 16 شهرا كتبت هذه التغريدة التي أعبر فيها عن اعجابي لما وصل تطور الحضور الجماهيري في السعودية مع امتعاضي لغياب الجماهير المصرية عن المدرجات لأشهر عديدة.

مرت الأيام والشهور ولم يتغير شيء، بل وازدادت الأمور سوء هنا في مصر، وها هو الحظ يقودني لمشاهدة قمة الكرة السعودية بين الهلال والأهلي وامتع نظري برؤية الجماهير والحالة المبهجة التي يعيشون فيها، وأنا أتحسر من جديد على جماهير مصرية حرمت من حضور المباريات في المحروسة.

ومع اقتراب بداية عام 2016.. عقد اتحاد الكرة اليوم اجتماعا مع وزارتي الدفاع والداخلية وتم الاتفاق خلاله على استمرار إقامة المباريات بدون جماهير على أن تقوم الجهات المعنية بإعداد دراسة متكاملة ومتأنية لضمان عودة وسلامة الجماهير.

وذلك بعد يومين من اجتماع وزير الرياضة الذي يقول في كل مناسبة إنه مع عودة الجمهور مع رؤساء الأندية غير الجماهيرية والذين رفضوا فيه إعادة الجماهير للمدرجات، ليرد الوزير عليهم: "لم أقل أن الجمهور سيحضر الموسم الحالي وإنما أقوم باجتماعات وجلسات سواء مع اتحاد الكرة ووزارة الداخلية ومديريات الأمن من أجل التعرف على تصورات وتجهيز ملف كامل من كافة الجوانب استعدادا لتقديمه لمجلس الوزراء".

وعلى غرار مشهد الشنكل العبقري في فيلم أرض النفاق سيتم دراسة الأمر على يد لجنة، ثم ينبثق منها لجنة، تحيله للجنة أخرى لأن الأمر ليس من اختصاصها، وهكذا وهكذا، حتى نتعود على أن مباريات كرة القدم في مصر يحضرها بني الطيور في المدرجات وليس بني البشر.

حين كتبت التغريدة المذكورة رد علي الصديق محمد شعبان وقال نصا: "طالما الاعلام الرياضي وكذلك من يدير الكرة في مصر شوية هواه توقع أسوأ من كده"، احتفظت بتفاؤلي وتوقعت عودة الجماهير تدريجيا كما نسمع من شهور، ولكن خاب ظني كالعادة.

لا اعتقد أن القريب العاجل أو الآجل سيشهد عودة الجماهير للمدرجات في مصر طالما ظل هؤلاء في كراسيهم بلا حساب، وهو ما لن يحدث أيضا، فلا أحد يحاسب ولا أحد يحارب للحق.

فرؤساء الأندية الجماهيرية منشغلون بأعمالهم الخاصة وخلافاتهم الشخصية أكثر من المحاربة لعودة الجماهير للمباريات وإعادة الحماس للكرة المصرية التي فقدت السكر ومكسبات الطعم واللون والرائحة في السنوات الأخيرة.

أما رؤساء الأندية غير الجماهيرية فلا لوم عليهم، فهم يفكرون بعيدا عن العاطفة بعقلياتهم الإدارية والتجارية والتي يعرفون من خلالها أن حضور الجماهير لدعم أنديتها سيضر بفرقهم التي لا تملك قاعدة جماهيرية تدعمها في المباريات.

هذه الحالة من اللامبالاة التي صنعها من يديرون الكرة في مصر ستجعلنا شيئا فشيئا ننسى أن الطبيعي هو وجود الجماهير في المدرجات، وذلك بعد أن نجحوا في أن ترسيخ مفهوم أن مشاركة مصر وأنديتها في أي بطولة إقليمية ودولية سيكون للتمثيل المشرف، و(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) .. بدلا من ترسيخ مفهوم الفوز والقتال من أجل النجاح.

تابع وناقش الكاتب عبر تويتر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات