كتب : أحمد نجيب | الإثنين، 07 ديسمبر 2015 - 19:23

كيف يمكن أن يفوز ليفربول بالدوري؟ (2)

"هذا المقال مع ما سبقه وما يليه واقعي حقيقي وأي تشابه بينه وبين ما يحدث من تفاصيل في الدوري الإنجليزي الممتاز فهو ليس من محض خيال الكاتب ولا عشاق ليفربول في كل مكان فحق الحلم مكفول للجميع"..

تُنشر سطور هذه الحلقة بعد انتهاء الجولة الـ15 والتي مُني فيها ليفربول بهزيمة خارق السياق من نيوكاسل.. هزيمة وإن أثرت علي حلم اللقب الذي يبدو منذ البداية بعيداً وغير واقعي إلا أنها لم تبعد الفريق عن مكانته فيما بين كبار فرق المسابقة..

وبعد كل ما عرضناه مسبقاً تبقي فرص ليفربول الأكثر منطقية في إنهاء الموسم في مركز مؤهل لدوري الأبطال..

--

العلاقة بين ميزانية الفريق وترتيبه النهائي..

باستعراض فرص رباعي المقدمة الحالي في الظفر باللقب نجد أبعدهم عن ذلك هو ليستر سيتي الذي سيتراجع إن عاجلاً أو آجلاً.. دعونا نشعر بالثقة في تلك الفرضية بنفس قدر التأكد من أن تشيلسي لن يستطيع إنهاء الموسم في مركز يتخطي المرتبة السادسة..

التاريخ يؤكد أنه بالنظر إلي ميزانية فريق مثل ليستر سيتي تجد أنه لا يستطيع إنهاء الموسم في مكانة أعلى من المركز السابع..

العديد من الفرق العريقة في تاريخ الدوري الإنجليزي مروا بتلك الطفرة المؤقتة ووقفت محدودية ميزانياتهم عائقاً أمام تحقيق مركز أعلي من السادس.. بولتون في موسم 2004/2005 وإبسويتش تاون في عام 2001 هما المثال الأكثر وضوحاً علي ذلك..

الموسم الماضي ظهر ساوثامبتون كالوميض في المركز الثاني داخل ترتيب فرق الدوري حتي الإسبوع الـ12 ولكن بحساب القيمة السوقية لقائمة لاعبيهم كان ترتيبهم لا يتخطي التاسع فقط لا غير بين قائمة العشرين فريقاً وفي النهاية حققوا المركز السابع وهو ما تم اعتباره إنجازاً بكل المقاييس..

في نفس ذلك الوقت من الموسم الماضي كان أرسنال سادساً برصيد 20 نقطة، سوانزي سيتي سابعاً وتوتنام عاشرًا لكن في نهاية الموسم استقر كل فريق في المرتبة التي تناسب حجم إنفاقه وأسعار لاعبيه..

إذن ليستر سيتي صاحب المرتبة الـ18 بحساب القيمة السوقية للاعبيه لن يستطيع إنهاء الموسم في مركز متقدم وإلا كان ذلك إنجازاً عظيماً ستتحدث عنه أوروبا كلها..

ربما يسأل البعض عن ماذا يمنع تلك الفرق الصغيرة من تحقيق المفاجأة؟ ولهؤلاء أقول إن الصمود البدني والذهني حتي الأسبوع الـ38 شبه مستحيل..

ماراثون الدوري بعكس بطولات خروج المهزوم يجلب لك الإرهاق والإصابات بشكل كبير مروراً بفترة الانتقالات الشتوية التي تشتت تركيز لاعبيك وتجعلهم يتطلعون للبحث عن فرص الانتقال لناد أكبر واستغلال حالة تألقهم التي يعلمون هم أنفسهم أكثر من غيرهم أنها مؤقتة ولن تدوم طويلاً طالما أنهم حققوا الهدف الذي دخلوا الموسم من أجله وهو البقاء بين أندية الصفوة..

استراتيچية الفرق الكبري وأولويات المنافسة..

بالعودة للحديث عن الفرق الكبيرة التي تنافس في عدة بطولات مع التيقن من وجود شبه استحالة في الجمع بين بطولة أوروبية والدوري المحلي وهذا ما ينطبق علي حال الفرق الإنجليزية تحديداً دون الدخول في ذلك الجدل الأزلي حول مدي قوة هذه البطولة المحلية أو تلك بالمقارنة مع نظيرتها في دولة أخري..

تختلف استراتيچية كل فريق في تناول كل بطولة علي حدة.. البعض يراهن علي تبادل التركيز بين البطولات مع اختلاف تلك الفترات الزمنية من الموسم..

وللتبسيط نقول إن البطولات الأوروبية تتوقف بعد الأسبوع الأول من ديسمبر ولا تعود قبل نهاية فبراير وبالتالي تكون الفرصة سانحة لإعطاء البطولة المحلية القدر الأكبر من الاهتمام في ذلك الوقت بعكس بداية الموسم مثلاً التي تحتاج فيها لتثبيت أقدامك أوروبياً من أجل تخطي مرحلة المجموعات..

الموسم المنقضي ليفربول نفسه تألق كثيراً في فترة منتصف الموسم بعد الخروج من دوري الأبطال وصنع سلسلة من الفوز المتتالي ووضح للجميع أنه سيعود لاحتلال أحد المراكز الأربعة الأولى قبل أن تأتي الهزيمة من مانشستر يونايتد وتطيح بكل الآمال المتبقية لإنهاء الموسم بشكل مشرف..

أولويات

قبل عشرة أعوام حدث شيء يشابه عندما ترك الفريق البطولة المحلية جانباً ووضع كل تركيزه في دوري أبطال أوروبا حتي فاز به في النهاية تماماً مثلما فعلها تشيلسي في موسم 2011/2012..

إذن الفريق الأحمر في احتياج شديد لأن يجد طريقه ويحدد أولوياته سريعاً..

بعد مرور 15 جولة من الدوري يقف ليفربول متأخراً بست نقاط عن مانشستر سيتي المرشح الأول.. فيما تأهل الفريق للدور الثاني من الدوري الأوروبي وللدور نصف النهائي من بطولة كأس Capital One وهي البطولة المحلية الثالثة في انجلترا في انتظار بداية كأس الاتحاد الإنجليزي في يناير المقبل..

علي يورجن كلوب أن يظهر تمرسه أكثر من ذلك حتي لا يجد فريقه يقدم أداء مذهلاً أمام ساوثامبتون في البطولة الأقل أهمية ثم يخفق في الدوري أمام نيوكاسل..

ولكن هل يقدر ليفربول علي اتباع استراتيچية تنافسية هدفها الأول الوصول لقمة الدوري الإنجليزي أم لا يستطيع الفريق ذلك وقد يخسر كل شيء إن جازف في هذا السبيل..

وللوقوف علي الاستراتيجية المُثلي التي قد يجعل اتباعها موسم ليفربول الحالي تاريخياً دعونا نتناول بعض الحقائق التي توضح أين يقف الفريق الأحمر من الفوز باللقب الغائب منذ أكثر من ربع قرن..

يبقي سؤالين هما الأهم علي الإطلاق..

* ما هي المواصفات التي يجب أن يملكها أي فريق للفوز ببطولة الدوري الإنجليزي؟

* ماذا يملك ليفربول من تلك المواصفات؟

المواصفات اللازمة للفوز بالدوري.. تشكيلة كبيرة وعميقة من اللاعبين تحتمل ضغط المباريات والمنافسة وتجمع فيما بين الخبرات والمواهب الشابة.. مدرب يملك خبرة الفوز بالبطولات.. معدل أعمار مناسب للاعبين..

وكذلك منظومة دفاعية جيدة تستقبل عدد محدود من الأهداف واستراتيجية هجومية فعالة تصنع وتسجل الأهداف..

تجربة سابقة للفريق في المنافسة علي الألقاب.. تشكيل الفريق الأساسي الذي يبدأ المباريات باستمرار يتكون من لاعبين يتراوح متوسط قيمتهم السوقية فيما بين 240 إلي 300 مليون جنيه إسترليني بحساب معدل التضخم السنوي..

أما عن مؤهلات ليفربول للفوز بالدوري.. تشكيلة كبيرة وعميقة متواجدة بالفعل وإن كانت تحتاج للتدعيم بلاعبيّن أو ثلاثة علي أقصي تقدير في الانتقالات الشتوية.. مدرب صانع للبطولات ويملك سجلا تدريبيا مشرفا.. متوسط أعمار ممتاز كما سبق تناوله في الجزء الأول..

منظومة دفاعية ليست بالسيئة تماماً وقد استقبل الفريق 17 هدفاً حتي الآن بزيادة هدف واحد عن مانشستر سيتي وأربعة أهداف عن أرسنال وهما المرشحيّن الأساسيين للفوز باللقب..

وكذلك تركيبة هجومية متوسطة المستوي سطعت مؤخراً منذ تولي كلوب للمسئولية.. تشكيل الفريق المُكون من أغلي 11 لاعباً قيمته السوقية 207 مليون جنيه إسترليني وهو ما يُعد بعيداً عن المتوسط السابق توضيحه..

ثم النقطة الأهم وهي وجود 12 لاعباً نافسوا علي البطولة الموسم قبل الماضي حتي الجولة الأخيرة ولا يسبقنا في ذلك إلا مانشستر سيتي ويأتي البقية خلفنا بمسافة بعيدة..

أرسنال علي سبيل المثال يملك لاعبا واحدا فقط وهو بتر تشك الذي يملك تلك الخبرة منذ كان لاعباً في تشيلسي.. مانشستر يونايتد أيضاً يملك 7 لاعبين نافسوا قبل ذلك علي الدوري وهم آخر ما تبقي من حقبة السير أليكس فيرجسون..

--

الخلاصة..

يورجن كلوب هذه المرة هو الحافز الرئيسي للنجاح..

موقف ليفربول يتحسن كثيراً تحت قيادة مدرب أفضل بالإضافة الي موسم جديد من الخبرات المكتسبة للفريق وصفقاته علي مدار الموسميّن الأخيريّن..

إمكانيات الفريق الحالية قد لا تكون الأفضل علي الإطلاق ولكنها بكل تأكيد تضعنا بين فرق الصدارة.. تحتاج بعضاً من التحسين والإضافات كما تحتاج لفرض المزيد من الثبات في المستوي..

يقف ليفربول كتفاً لكتف مع أرسنال في تلك المنطقة الفاصلة فيما بين قطبي مانشستر..

يبقى مانشستر سيتي هو المرشح الأوفر حظاً بحسب مواصفات البطل السابق عرضها يليه كل من أرسنال وليفربول سوياً ومن خلف الثلاثي هناك مانشستر يونايتد وتوتنام بأخذ نفس تلك المواصفات في الاعتبار..

ليفربول نفسه يقف الآن علي أرضية أكثر ثباتاً وصلابة عن ذاك الفريق الذي نافس حتي الرمق الأخير قبل موسمين.. الفريق أصبح أغلي قيمة، أكثر عمقاً، أكبر خبرة، ومع مدير فني هو من المؤكد أفضل من سابقه بحكم خبرته وسيرته الذاتية..

هل يوجد بعد ما يمنع الفريق من المنافسة الحقيقية علي اللقب والفوز به إن أمكن؟

المقارنة التالية ربما تجيب عن السؤال السابق وتفتح باباً للاستنتاجات والتكهنات حول هوية البطل حتي الحديث عن معركة الكبار حول القمة وماهي محدداتها الأساسية في المرة القادمة.

12359778_10153347255436491_1052939737_o

التعليقات