كتب : أحمد نجيب | الجمعة، 04 ديسمبر 2015 - 13:44

كيف يمكن أن يفوز ليفربول بالدوري؟ (1)

"هذا المقال وما يليه واقعي حقيقي وأي تشابه بينه وبين ما يحدث من تفاصيل في الدوري الإنجليزي الممتاز فهو ليس من محض خيال الكاتب ولا عشاق ليفربول في كل مكان فحق الحلم مكفول للجميع"..

يقترب الدوري الإنجليزي من منتصفه لهذا الموسم وقد بدأت التكهنات حول فوز ليفربول باللقب الغائب منذ أكثر من ربع قرن.. علي الرغم من البداية الضعيفة للموسم في عهد المدير الفني المخلوع براندان رودجرز إلا أن الحقيقة المجردة هي أن فريق ميرسي سايد يفصله عن القمة 6 نقاط فقط لا غير..

ليفربول خاض بالفعل مواجهته الأولي لهذا الموسم مع أصحاب السبعة ملاعب الأصعب داخل انجلترا.. ويبقي ملعب أنفيلد هو أصعب ما ينتظر هؤلاء المنافسين في لقاءات الدور الثاني والذي ربما سيستقبل بين جنباته لقب دوري إنجليزي بسيناريو خيالي لا تزال تفاصيله في الأُفق..

بطبيعة الحال فإن الحديث عن الفوز بالألقاب هو أكثر تعقيداً من ذلك.. اربطوا الأحزمة واستعدوا للإقلاع داخل طائرة الحلم الذي يبدو واقعياً أقرب من أي وقت مضي..

--

في محاولة بدائية للغاية للدخول في تفاصيل تركيبة أهل القمة داخل البطولة المحلية الأولي في العالم.. نجد أن قطبي مانشستر مع تشيلسي وأرسنال لا ينطلقون بشكل منضبط حتي الآن.. تشيلسي نفسه وهو أحد أضلاع المربع الدائمين في المركز اـ14 حتي الآن ويبدو أنه خارج المنافسة رسمياً..

إذن نحن أمام تركيبة اعتيادية لمربع الكبار.. ثلاثة من أهل القمة هم من الوجوه المعتادة ورابعهم هو ليستر سيتي مفاجأة الموسم مع توتنام في المركز الخامس وليفربول سادساً نصل إلى المجموعة الكاملة من الفرق أصحاب الحظوظ الأوفر في استكمال مسيرة المنافسة حتي النهاية..

من المثير للاهتمام أن توتنام وليفربول من بين السداسي السابق ذكره يحملان علي عاتقهما تقديم كرة القدم الأفضل في البطولة حتي الآن.. رغم أن الفريقين هما الأكثر تلقياً للاتهامات في الأعوام الأخيرة بالتفريط في النجوم وإهدار المال في التعاقد مع أنصاف المواهب وأشباه اللاعبين..

علي الصعيد نفسه يتمتع الثنائي بمعدل الأعمار الأقل داخل الدوري الممتاز.. متوسط أعمار لاعبي توتنام 25 عاماً يليه ليفربول بمتوسط 25.6 عاماً.. الأكثر إثارة أن من يليهما هو نيوكاسل أقرب فرق البطولة للهبوط بمتوسط أعمار 26 عام..

المعضلة الدائمة أنه مع شراء ستة أو سبعة لاعبين في الميركاتو الصيفي يكون الفريق معرض لعدم الاستقرار..

قد يكون اللاعبون المنضمون غير جيدين بما فيه الكفاية أو فشلوا في الانسجام مع الحياة في انجلترا.. البعض أيضاً قد يتعرض للإصابات المتتالية لاختلاف أسلوب اللعب أو يجد نفسه غير قادر علي المنافسة من أجل حجز مكان أساسي داخل الفريق..

ما نراه بالفعل داخل صفوف ليفربول وتوتنام أن الصفقات المنضمة خلال العامين الأخيرين قد بدأت تثبت نجاحها خلال الموسم الحالي.. البعض أثبت وجوده فعلياً والبقية لا تزال في طور التحسن مما يثبت دائماً أن عملية بناء الفريق تحتاج الوقت الكافي لإتمامها..

النجاح النسبي لتوتنام عن ليفربول في تلك الجزئية يأتي لاعتماده سياسة شراء المواهب التي أثبتت نجاحاً معقولاً أو تطوراً جزئياً حتي لو كان خارج البطولة الإنجليزية فيما تبدو سياسة ليفربول الشرائية أكثر تهوراً في بعض الأحيان بالنظر لأسماء اللاعبين المنتدبين من قبَل الناديين..

تبقي القاعدة الأهم والأكثر واقعية في عالم الانتقالات.. نسبة نجاح الصفقات الجديدة لا تتخطي 40% أو 50% من كل موسم انتقالات..

في أي وقت تقوم بالحصول علي خدمات سبعة أو ثمانية لاعبين عليك أن تبذل قصاري جهدك من أجل ضمان نجاح أربعة لاعبين منهم علي أقصي تقدير علي أن يصبح أحدهم لاعب عالمي مستقبلاً ومن ثَمَ تتم عملية تسويقه وإعادة استثماره..

ولما كان الشيء بالشيء يُذكر.. النموذج الأكثر وضوحاً فيما سبق على مستوى ليفربول وتوتنام هما لويس سواريز وجاريث بيل علي الترتيب.. كلاهما لاعب تم انتدابه في وسط مجموعة من الصفقات من أندية أقل حجماً وتنافسية مع إعطاءه الوقت اللازم للنضوج ثم إعادة الاستثمار والاستبدال بعدد كبير من اللاعبين في عدة صفقات أثبتت في الموسم الحالي أنها ليست بذلك السوء الذي توقعناه عند التعاقد معهم..

مثلما احتاج ليفربول لوقت أطول وتغيير مديره الفني من أجل إثبات نجاحه في حسن اختيار بعض الصفقات ألا إن البعض الآخر أثبت فشله تماماً.. ماريو بالوتيلي وريكي لامبرت هما النموذج الأقرب لذلك فيما يقف لازار ماركوفيتش علي المحك بالنظر لصغر سنه وسهولة إندماجه مع مدرب بقدرات يورجن كلوب..

إعادة إحياء

عملية إعادة إحياء ليفربول تحت قيادة كلوب تشهد العديد من الطفرات في مستوى اللاعبين الذين عاشوا أسوأ فتراتهم تحت قيادة رودجرز رغم كونهم من اختياره أو من اختيار لجنة التعاقدات التي كانت تعمل بالتشاور معه..

على سبيل المثال وليس الحصر يأتي ألبيرتو مورينو الذي تحول من كونه ظهير أقل من العادي إلى لاعب شبه متكامل علي الرواق يدافع ويهاجم بنفس القدر من الإجادة..

المثال السابق يقودنا لبعض الحالات الأخرى بشكل أكثر تفصيلاً لبيان مدي تطور ليفربول وقدرته علي قنص اللقب.. ديان لوڤرين أثبت أنه يمكن أن يكون مدافعا صلبا عندما يلعب في نظام متوازن يناسب إمكانياته ويوفر له القدر الأكبر من الحماية..

آدم لالانا يلعب الدور الأهم في خطة يورجن كلوب حتى الآن.. أسلوب الضغط العالي على المنافس الذي يتبعه ليفربول يُعد لالانا أحد أهم عوامل نجاحه وإن كان لم يشارك في تسجيل أو صناعة أي هدف إلا أن مجهوده في استرجاع الكرة سبب رئيسي في أغلب تلك الأهداف..

ديڤوك أوريجي (بصرف النظر عن ثلاثيته المتكاملة في ساوثامبتون) يجري حالياً عملية التكيف وكذلك هو من أهم الأمثلة علي احتياج اللاعبين الصغار لفترات أطول من المعايشة وعلي من حولهم التحلي بالصبر قبل الحكم علي مدي نجاحه من عدمه..

للتدليل علي مدي التطور منذ انتداب الألماني رغم عدم اكتمال الصفوف وغياب أهم اللاعبين في كل خطوط الفريق.. لاعب بقيمة جوردان هيندرسون لم يلعب بشكل أساسي حتى الآن مع كلوب فيما يغيب ممادو ساخو منذ أيام يورجن الأولي في ميلوود وبالكاد يعود دانييل ستوريدچ بشكل تدريجي..

واقعياً وعند مناقشة اللاعبين المتاحين في قائمة الفريق يمكن التطرق إلي لاعب بقيمة لوكاس ليڤا الذي هاجمته شخصياً بشكل منتظم طيلة الموسم الماضي.. البرازيلي أصبح لاعباً محورياً دائم التواجد في منظومة يورجن كلوب محققًا معدلات رقمية رائعة في تنفيذ متطلبات مركزه.. البرازيلي الآخر فيليب كوتينهو يتحول الآن تدريجياً من لاعب جيد غير ثابت المستوي قد يصنع الفارق أحياناً إلي ساحر حقيقي يصنع كل شئ في أي وقت..

الأمر المثير للإعجاب والتفاؤل في الوقت نفسه..

سلسلة الأداء الجيد والفوز علي الكبار بسهولة التي يحققها ليفربول مؤخراً أو منذ قدوم كلوب علي وجه الدقة قد تحققت بدون ستوريدچ وهندرسون العائديّن مؤخراً وكذلك من دون داني إنجز وچو جوميز اللذين لن يعودا قريباً ومع مجموعة من الغيابات الأخري أيضاً..

يأتي چيمس ميلنر وجوردون أيب مع مارتين سكيرتل وناثانيل كلاين وكذلك كريستيان بينتيكي كأهم اللاعبين الذين ساعدوا كلوب علي إيجاد النسق اللازم للفريق والوصول لذلك المستوي في غياب مجموعة اللاعبين الأساسيين المذكورين سلفاً القادرين علي صناعة الفارق في أي وقت..

تلك المجموعة التي تشكل عمق الفريق وتُكَون مع سابقتها المعروضة بشكل مفصل القوام الذي ينبغي علي كلوب إكمال نواقصه.. بعض اللاعبين لم يتم ذكرهم في العرض السابق مثل حارس المرمي سايمون مينيوليه أو البرازيلي روبرتو فيرمينو وذلك لصعوبة تصنيفهم في أي المجموعتين لأسباب تتعلق بمدى ثبات مستواهم من عدمه مثل مينيوليه أو لاحتياج وقت أطول مثل فيرمينو..

وبالتالي فإن المكونات الأساسية للفريق موجودة وقادرة على تقديم موسم واحد قوي يمكن فيه المنافسة على لقب الدوري ولكن يظل تحقيق البطولة من أصعب ما يكون بالنظر لنقاط الضعف الموجودة في الفريق مع عدم تمرس كلوب وصعوبة تحقيق النهايات السعيدة لتلك القصص الرومانسية الحالمة داخل البطولة الأعرق في العالم..

ولكن.. هل يستطيع الفريق تقديم موسمًا استثنائيًّا ومع بعض التدعيمات في يناير يمكن الفوز باللقب في النهاية؟!

في المرات القادمة نكمل تلك السلسلة ونستعرض إمكانية تحقيق ذلك في ضوء ما تم عرضه في هذا المقال وبالمقارنة مع باقي المنافسين المحتملين علي اللقب..

--

Follow: @ahmednaguibgad

التعليقات