أغرب القصص الكروية (3) – عندما اختطف "رجال محترمون" دي ستيفانو بسبب فرانكو

الخميس، 26 نوفمبر 2015 - 13:27

كتب : هشام إسماعيل

ربما ليس نادرا أن تقرأ في الأخبار نبأ اختطاف والد أو والدة لاعب كرة قدم أو حتى شقيقه من قبل بعض الراغبين في الحصول على فدية كبيرة من شخص يتقاضى الملايين في بلاد فقيرة.

لكن من النادر أن يحدث الأمر مع لاعب الكرة نفسه لأنها ربما مخاطرة كبيرة تحتاج لأمر أكبر من المال بعض الشيء وهو ما حدث مع الأرجنتيني دي ستيفانو.

فرانكو

أغرب القصص الكروية (1) - عندما استخدم السوفيتيون ضباب لندن للعب بـ15 لاعبا أمام أرسنال

أغرب القصص الكروية (2) - عندما تحدى دينامو كييف تهديدات جيش هتلر فتم إعدامهم

بعد انفراد فرانكو بحكم إسبانيا عقب الانتصار في الحرب الأهلية نهاية الثلاثينات من القرن الماضي، ربما ظل هو أكثر ديكتاتور مكروه من الشيوعيين في أوروبا بعد سقوط هتلر وموسوليني الذي ساعده خلال الحرب على الجمهوريين.

كرة القدم في إسبانيا بشكل أو بآخر دخلت ضمن صراع فرانكو مع معارضيه، المحامي اليساري جوسيب سونيول رئيس نادي برشلونة في الثلاثينات قتل على يد أحد جنود فرانكو بعد ارتكاب جريمة التلويح بعلم كاتالونيا.

صفقة انتقال دي ستيفانو بطل هذه القصة نفسه والذي تحول من برشلونة إلى ريال مدريد بعد اقتياد رئيس النادي الكاتالوني لمدريد وتقديم عرضا لا يمكن أن يرفضه على طريقة دون كورليوني في فيلم العراب.

جمهور برشلونة ذات مرة غادر ملعبه القديم سان كورتس بعد الفوز على راسينج سانتاندر سيرا على الأقدام كل لمنازله يؤيدون إضرابا لعمال الترام ببرشلونة في اعتراض صريح على سياسات فرانكو.

هل تعلم أن أول مرة يرفع فيها علم إقليم الباسك بعد 40 سنة حكم فيها فرانكو إسبانيا كان في مباراة لأتليتك بلباو؟

دي ستيفانو

بعيدا عن الكرة، في 1963 أعدم سياسيا يدعى جوليان جريميو جارسيا من قبل أحد ضباط فرانكو بعد أن رفض الحرس المدني تنفيذ أمر الإعدام.

كان جارسيا عضوا بالحزب الشيوعي وبعد الحكم عليه تعرض فرانكو لضغوط دولية كبيرة من الاتحاد السوفيتي حتى أن بابا الفاتيكان آنذاك حاول التدخل لكن هذا لم يمنع فرانكو من تنفيذ الحكم.

في العام نفسه سافر ريال مدريد بقيادة نجومه الكبار على رأسهم دي ستيفانو إلى فنزويلا للعب مباريات تحضيرية قبل انطلاق الموسم لتحدث القصة الغريبة.

اقتحم 4 رجال مسلحين فندق إقامة ريال مدريد في فنزويلا واختطفوا دي ستيفانو واقتادوه لمكان بعيد تحت تهديد السلاح كما أنه كان معصوب العينين.

المختطفون كانوا القوات المسلحة للتحرير الوطني وأعطوا عملية الاختطاف اسم مستعار هو "جوليان جريميو" نسبة لمن قتل على يد رجال فرانكو في إسبانيا، الغرض كان واضحا بمجرد أن عرف هوية المختطفين.. هؤلاء الرجال لا يريدون فدية.

هؤلاء الرجال قاموا بهذه المجازفة فقط ليعرف العالم بما يعانيه الناس في فنزويلا، ضد حكومة الرئيس رومولو بيتانكورت.. ليس هناك أفضل من خطف واحد من أهم نجوم العالم في كرة القدم وتسمية العملية باسم أشهر قضية سياسية خلال ذلك العام ليتحدث العالم عنك.

يحكي دي ستيفانو عن الواقعة "كنت أظن أنهم سيقتلوني لكن أيقنت عكس ذلك بعدها، لعبت بالأوراق والدومينو وكذلك الشطرنج.. لقد كانوا نبلاء ومحترمين".

ويقول أيضا إن زعيم هذه المجموعة - (ماكسيمو كاناليس) كما عرف نفسه له - كان يعتذر لدي ستيفانو آلاف المرات على الواقعة قبل أن يتركوه بعد يومين يستقل سيارة أجرة للسفارة الإسبانية بهذه البساطة.

هوية المختطفين لم تكن مجهولة حتى كاناليس نفسه أو كما عرف لاحقا باسم بول دي ريو حضر العرض الأول للفيلم الذي أنتج عن ريال مدريد في 2005 ليجتمع من جديد مع دي ستيفانو.

التعليقات