كتب : حلمي حلمي | الثلاثاء، 01 سبتمبر 2015 - 22:53

عودة أخطر محترف فى العالم

بعد عودته من رحلته الاحترافية، يخرج علينا كل لاعب مصري بتصريحات معتادة يقول فيها كيف إنه تعرض لظروف ومؤامرات وسوء حظ عاثر اضطرته للعودة إلى الدوري المصري الصامت.

الطريف أن اللاعب نفسه كان يصرح عندما يوافق ناديه على احترافه بأن هناك فارق كبير بين الدوري المصري والدوري الجديد الذي ذهب إليه، وكيف أنه سيقوم بفتوحات في الملاعب الأوروبية ويزلزل الأرض تحته بمستواه الذي لا يقل عن مستوى أي لاعب في العالم، حسب وجهة نظره.

طالما ألقينا باللوم على الأندية التي تتمسك بلاعبيها ولا تتركهم للاحتراف، وتحديدا الأهلي والزمالك، أو من يتفاوض مع المحترفين في الخارج ليقنعهم باللعب مجددا في الدوري المصري، لكن الأيام تثبت أن يجب أن نوجه اللوم الأكبر للاعب.

فشلت! لابد أن تواجه الحقيقة وتقولها لنفسك كلاعب جاءته الفرصة للاحتراف في فريق أوروبي بدوري أفضل من نظيره المصري، كما قلت من قبل بلسانك، وفشلت بكل جدارة.

لو اجتمع العالم كله أمامي وقال لي إن العودة من أوروبا إلى الأهلي أو الزمالك خطوة للأمام لن أصدق أو أتقبل الأمر، كما يزعم بعض اللاعبين العائدين إلى جنة الدوري المصري ومن خلفهم إعلاميين وجماهير لا تفكر سوى تحت أقدامها.

لنتحدث بشكل أكثر تحديدا، لا استطيع وصف مشهد عودة معظم اللاعبين المحترفين إلى الدوري المصري هذا الصيف سوى بأنه مشهد مؤسف، وذلك مقابل نجاح عدد قليل للغاية في استكمال مشوارهم، مثل محمد صلاح وأحمد المحمدي ومحمد النني وكوكا.

فقد انطلق الدوري البرتغالي الموسم الماضي بـ10 لاعبين مصريين لم يبقى منهم سوى 2 فقط! الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا لا نملك فيها الآن سوى لاعبين فقط، أحدهما في إيطاليا والآخر في إسبانيا، أما الدوريات الإنجليزي والألماني والفرنسي فهي بلا مصريين.

أفلا يشعر محمد إبراهيم بالغيرة حين يرى زميله في منتخب الشباب 2011 محمد صلاح يخطو بثبات في مشواره الاحترافي ويعرف مشجعي كرة القدم حول العالم اسمه، وهو لا يعرفه سوى المصريين ونصف جماهير ماريتيمو.

فقد بدأ الثنائي سويا في منتخب الشباب الذي لعب كأس أمم إفريقيا وكأس العالم للشباب 2011، والآن أين هما؟ الأول ارتدى قميص تشيلسي وروما وأصبح اللاعب الأول في مصر، بينما يذهب الآخر لفريق ضعيف في دوري متوسط ثم يفر هاربا للعودة لدوري "الحطة والبطة" ويفقد فرصة النضج للأبد.

صالح جمعة قضى فترات اختبار في أندية كبرى مثل بروسيا دورتموند، ونال فرصة اللعب مع فريق متوسط بالدوري البرتغالي السهل نوعا ما لمدة موسم ونصف لكنه لم ينجح في الامتحان وفضل أن "تتلم عليه" جماهير الأهلي ومصر في أي مكان يمشي فيه.

الأمر نفسه لأحمد حمودي ومحمود "كهربا" وأحمد حجازي ورامي ربيعة، فكلهم نالوا فرصة التواجد في أوروبا وفشلوا في استغلالها.

الفرصة جاءتك لكي تثبت لنفسك وللعالم أنك لاعب جيد لا تقل عن الأفارقة الذي غزوا العالم، فهؤلاء نجحوا في تسجيل 10 أهداف من أصل 30 في الجولة الأولى من الموسم الجديد للدوري الإنجليزي الأقوى في العالم، ويقتنصون بسهولة بطاقات التأهل لكل مونديال.

لكنك الآن ستنشغل بما قاله المحلل الجهبذ عن أداءك أمام المقاصة أو الانتاج الحربي على قناة "سكاي سبورتس دلتا HD"، فضلا عن انشغالك بقصة زميلك الذي ترك صديقته لأنها تتابعك على إنستجرام وتعجب بكل صورة تلتقطها لنفسك.

تابع وناقش الكاتب عبر تويتر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات