خمسة دروس وكثير من الشكوك.. حصيلة البرازيل من كوبا أمريكا

الإثنين، 29 يونيو 2015 - 10:23

كتب : وكالات

(إفي): ودع المنتخب البرازيلي بطولة كوبا أمريكا لكرة القدم المقامة في تشيلي من دور ربع النهائي على يد باراجواي ليخرج بخمسة دروس والكثير من الشكوك بشأن قدرات الفريق خاصة في غياب النجم الأبرز للسيليساو، نيمار.

فقد جاء خروج البرازيل على يد باراجواي في ربع النهائي بركلات الترجيح (4-3) بعد انتهاء الوقت الأصلي (1-1) ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك سلسلة من المشكلات التي يعاني منها السيليساو، ظهرت في مونديال 2014 وبدت مستفحلة خلال كوبا أمريكا متكافئة للغاية.

بعد الخسارة أمام باراجواي، حاول كارلوس دونجا، المدير الفني للمنتخب البرازيلي التعامل بايجابية مع الوضع، حيث أكد أن السيليساو سيستخلص "دروسا" من الإقصاء استعدادا للتصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، دونجا لم يكشف عن تلك الدروس، ولم تكن في حاجة للإفصاح عنها.

ويبدو أن الدرس الأول والأهم بالنسبة للمنتخب البرازيلي هو الحاجة للاهتمام بنيمار، أبرز لاعبيه، وتقديم الدعم له لتجنب تكرار ما حدث في نهاية مباراة كولومبيا في ثاني جولات المجموعة الثالثة بالبطولة القارية، والتي انتهت لصالح (لوس كافيتيروس) بهدف نظيف.

فبعدما أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة، سدد نجم برشلونة الكرة في ظهر بابلو أرميرو، قبل أن ينطح خيسون موريو، لذا تدخل باكا ودفع المهاجم البرازيلي.

وإزاء تلك الأحداث، أشهر أوسيس البطاقة الحمراء في وجه كل من نيمار وباكا، وبعدها تقرر إيقاف نيمار لأربع مباريات بعد أن وجه إهانات للحكم.

وبغياب نيمار، بدت حاجة المنتخب البرازيلي للبحث عن بديل لنيمار، فبدونه افتقد السيليساو للعمق والقدرة التنافسية الحقيقية.

أما الدرس الثالث، فقد لخصه الظهير الأيمن داني ألفيش بعد الخروج على يد باراجواي، حينما أكد أن المنتخب البرازيلي لم يمسك بزمام المبادرة، هذا الأمر ينطبق على مسيرة السيليساو ليس فقط في مباراته الأخيرة، وإنما في البطولة برمتها.

في السابق كانت البرازيل تأخذ بزمام المبادرة وتفرض إيقاعها على المباراة، وكانت تعرف ماذا تريد في الملعب وكيفية تنفيذ ما تريد، ولكن غاب هذا عن الكناري خلال النسخة الحالية من كوبا أمريكا باستثناء مواجهة فنزويلا في ختام منافسات دور المجموعات.

الدرس الرابع، كما أشار فيليبي لويس، هو حاجة لاعبي المنتخب البرازيلي للتعامل بقدر أكبر من الهدوء مع الحكام، فقد دفع السيليساو الثمن غاليا بإيقاف نيمار أربع مباريات، ليفتقد إلى جهوده خلال الجولتين الأوليين من التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا.

والدرس الأخير، ولكنه لا يقل أهمية عن الأربعة الأولى، يكمن في رفع مستوى اللياقة، حيث انخفض الأداء البدني للاعبين البرازيليين بمرور الوقت، خاصة في نهاية المباريات.

هذا العنصر سيكون له أهمية كبيرة في مشوار المنتخب البرازيلي بالتصفيات المؤهلة للمونديال، خاصة في تلك المباريات التي تقام بمدن على ارتفاع كبير عن سطح البحر مثل لاباز وكيتو وبوجوتا.

وبجانب هذه الدروس، ظهرت خلال البطولة الكثير من الشكوك، التي يحتاج دونجا لتبديدها، وأبرزها رأس الحربة.

فقد بدأ دييجو تارديلي منافسات كوبا أمريكا أساسيا كرأس حربة، ولكنه لم يتمكن من هز الشباك، ليقرر دونجا الاعتماد على فيرمينيو بدلا منه، إلا أنه لم ينجح سوى في تسجيل هدف واحد.

حراسة المرمى لم تسلم هي الأخرى من تلك الشكوك، فلم يبث جيفرسون، الذي يلعب في بوتافوجو المحلي بدوري الدرجة الثانية، الطمأنينة في نفوس المدافعين قبل الجماهير في البطولة الأولى التي يدافع فيها عن عرين السيليساو أساسيا.

وفي ركلات الترجيح أمام باراجواي، لم يتمكن من التصدي لأي منها، وقبلها خلال نفس المباراة كاد يكلف فريقه هدفا بخطأ في قراءة كرة أعادها له أحد مدافعيه، وهو ما حدث بالفعل في مواجهة بيرو.

وخط الدفاع لم يكن محصنا من الشكوك، حيث فقد ديفيد لويز مقعده في التشكيل الأساسي بسبب الأخطاء التي ارتكبها خلال مواجهة بيرو، وارتكب تياجو سيلفا خطأ ساذجا بلمس الكرة بيده داخل منطقة الجزاء خلال مباراة باراجواي حصل منه (الألبيروخا) على ركلة جزاء أدرك من خلالها هدف التعادل.

ولكن القلق الأكبر لدونجا هو عدم وجود صانع ألعاب يمكن الاعتماد عليه لتغذية المهاجمين، وهو ما افتقر إليه (السيليساو) خلال مشواره في كوبا أمريكا، باستثناء مواجهة بيرو، حيث اضطر نيمار للقيام بهذا الدور.

ولكن بعدها ساءت الأمور بالنسبة للمنتخب البرازيلي، وخرج من البطولة الأمر الذي عزاه دونجا لغياب خمسة لاعبين عن صفوفه قبل انطلاقها، وأبرزهم أوسكار.

وبغض النظر عن مدى تأثير هذه الغيابات، فإن البرازيل ودعت البطولة، وعليها أن تتعلم من اقصائها وتبدد الشكوك التي خرجت بها من كوبا أمريكا قبل انطلاق التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018.

التعليقات