هر بيب (6) - الاستعداد لمواجهة برشلونة.. وسر خوف روبن

الثلاثاء، 12 مايو 2015 - 11:49

كتب : أحمد مصطفى

الحلقة السادسة - عنوان الكتاب يعني بالألمانية "السيد بيب". ويتضمن مذكرات ينشرها الكاتب الكتالوني مارتي بيراناو المقرب من جوارديولا.

ويقدم FilGoal.com كتاب "هر بيب" ضمن تغطيته لـ #ليلة_جوارديولا التي تنتظره في مواجهة فريقه السابق برشلونة ضمن نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

تدور المذكرات حول كواليس وأسرار الموسم الأول لجوارديولا في بايرن ميونيخ. عن نجاحاته وإخفاقاته ومشاكل عانى منها بعد الرحيل عن برشلونة، وذلك بالاستعانة بشهادات جوارديولا نفسه بجانب لاعبي ومسؤولي بايرن.

والكاتب مارتي بيراناو هو بطل أوليمبي سابق في القفز بالزانة، من أبناء مدينة برشلونة، تخصص في الاعلام الرياضي بعد اعتزال ألعاب القوى.

جوارديولا منح بيراناو فرصة دخول كل الأماكن وتسجيل المحاضرات لـ200 يوم شرط ألا يكتب أي شيء في الكتاب الا بعد انتهاء الموسم. وهو ما حدث فعلا.

طعام سيء وجنس لطيف

تفاجأ جوارديولا في أيامه الأولى مع بايرن بالعادات الغذائية السيئة داخل الفريق.

قبل ساعة واحدة من مباراة ودية أمام ريجين، وقبل أربعة أيام من مواجهة بروسيا دورتموند في السوبر، وجد طاولة مليئة بالحلوى والمشروبات الغازية. وشاهد بعض اللاعبين يتناولون "كعكة شيكولاتة".!

اكتشف أن هذا من عادات الفريق.

أمر بيب ماتياس سامر على الفور بتعيين أخصائي تغذية. لا مزيد من الحلويات بعد اليوم. وتم اختيار الخبيرة مونا نيمير للاعتناء بأغذية الفريق.

الفريق يلعب ثلاث مباريات في الأسبوع. تعافي اللاعبين واسترداد الطاقة واللياقة مرتبط بالغذاء السليم بنسبة 80%..

عنصر نسائي آخر أضيف، كاثلين كروجر مديرة الفريق وقد كانت إحدى نجمات بايرن، الآن تدير شؤون الرجال بقبضة من حديد.

لاعب واحد في 3 مراكز

اختار بيب للفريق خطة 3-4-3 رغم أنها تبدو مخاطرة، إلا أنه راهن عليها.

لعب بيب بتلك الطريقة مع برشلونة مباريات مهمة، منها لقاء كلاسيكو أمام ريال مدريد.

بدأ بطريقة 4-3-3، سجل بنزيمة هدفا مبكرا بعد 27 ثانية، وحين قلب الخطة إلى 3-4-3 نجح في الفوز 3-1.

الأولوية لبيب ليست توفير أكثر من لاعب في نفس المركز، بل كان يريد من كل لاعب أن يؤدي في ثلاثة مراكز مختلفة.

قام بذلك مع بوسكيتس، يجيد اللعب كمحور ارتكاز أو قلب دفاع أو ظهير، وكذلك ماسكيرانو.

خابي مارتينيز وفيليب لام كانا على أتم الاستعداد لهذا التحدي.

قاعدة الأربع ثواني

منذ الحصص التدريبية الأولى كان جوارديولا واضحا أمام اللاعبين، "لا للاحتفاظ بالكرة"، الحد الأقصى "4 ثوان".

لا يريد مشاهدة ريبيري أو روبن كل منهما يركض 80 مترا بطول الملعب.

فرض على الجميع اللعب بلمسات قصيرة سريعة، والضغط الجماعي على الخصم، حتى المهاجمين.

منذ وصل الى ميونيخ كان بيب يريد إحضار تياجو ألكانتارا من برشلونة، كان الأمر متوقفا على بيع ماريو جوميز الى فيورنتينا الإيطالي، واستغلال أموال الصفقة.

جوميز ليس لديه فرصة مع بيب، في المركز 9 يوجد ماندزوكيتش وبيتزارو، وكمهاجم وهمي يمكن الاعتماد على جوتزه ومولر وريبيري. رحيل جوميز كان مؤكدا.

بايرن أصعب من برشلونة

يفكر جوارديولا أحيانا في نجاح آخرين دون أن يشغلوا بالهم بتفاصيل دقيقة مثله. يتركون الأمر للتوفيق والحظ، لكنه لا يريد أن يلوم نفسه على أي تخاذل من جانبه.

تفهم بيب جيدا أن أفكاره الجديدة يجب أن تطبق بالتدريج، يجب أن يتحلى بالصبر.

نعم لاعبو بايرن أذكياء، لكنها "لغة جديدة" عليهم، ستظل الأولوية في خططه لما كان يقوله الأب الروحي كرويف "الاستحواذ على الكرة".

تحدي تدريب بايرن كان أكبر لجوارديولا من تدريب برشلونة.

في برشلونة آلاف الأطفال في لاماسيا يتدربون على الفكرة التي رسخها كرويف قبل 25 عاما. أي لاعب يصل الى الفريق الأول اجتاز 10 آلاف ساعة تدريب على أسلوب الاستحواذ، لذا سيكون خبيرا حتى في مباراته الرسمية الأولى.

شابي هرنانديز وأندريس إنيستا اعتادا على تلك الطريقة لمدة 20 عاما وأكثر.

الأمر مختلف في بايرن، أشبه بتعلم لغة جديدة، الصبر، خطوة بخطوة، بيب لا يريد رقابة رجل ضد رجل، لا يريد للاعب أن يترك مركزه ليركض وراء الخصم، الضغط يجب أن يكون جماعيا، ومن أقرب لاعب للمنافس. لاعبو بايرن استجابوا لذلك بشكل سريع.

- روبن خائف من بيب

أريين روبن أثار إعجاب بيب في التدريبات الأولى، أراد منه أن يلعب بين الخطوط وأن يقوم بالضغط ايضا.

قال جوارديولا : روبن سيكون من أكبر مفاجآت الموسم.

بمجرد وصل جوارديولا إلى بايرن ثار الجدل بشأن علاقته بروبن.

روبن كان بطلا شعبيا في بافاريا، هدفه الحاسم في نهائي ويمبلي منح بايرن لقب الأبطال، لكنه كان يخشى تجاهل بيب له وإخراجه من حساباته بسبب أسلوب لعبه الذي قد لا يتماشى مع أفكار المدرب الجديد.

نسي روبن أنه صاحب هدف الأبطال، في معسكر إيطاليا كان شعلة حماس، كان يبدو مثل ناشيء صاعد يجتهد لنيل ثقة مدرب الفريق الأول.

يقول روبن: "لا نملك ميسي أو رونالدو، لكن لدينا روح العمل الجماعي، كل عناصر الفريق قادرة على صنع الفارق".

جميع لاعبي بايرن ظهر لديهم الاستعداد والانفتاح على تنفيذ أفكار جوارديولا الجديدة والثورية، إذا كان بيب قد أجهد نفسه لتعلم اللغة الألمانية في وقت قصير، فإن هذا يمثل حافزا لهم لتعلم أفكاره وخططه في أسرع وقت.

المدرب الإيطالي الكبير فابيو كابيللو يقول "في آخر 25 عاما تبرز ثلاثة مدارس كروية كبيرة تركت بصمات مهمة "أريجو ساكي..المدربون الهولنديون..وجوارديولا".

المسؤول عن تجهيز عشب ملعب تدريب بايرن اثناء معسكر إيطاليا "ستيفانو"، يقول "عاصرت ثلاثة من مدربي بايرن، فان جال يدرب بالنظرات، بالعين، يظل صامتا في التدريبات. هاينكس كان قليل الكلام، يصدر القليل من التعليمات. أما جوارديولا إنه كالبركان، طوربيد لا يتوقف عن توليد الطاقة".

التفكير في مواجهة برشلونة

تدرب لاعبو بايرن كالوحوش، بيب يصرخ من خارج الملعب "هكذا كان يتدرب لاعبو برشلونة. كانوا وحوشا مثلكم الآن، سنستمتع كثيرا".

تدرب اللاعبون منذ البداية على الضغط، دفاع المنطقة، جوارديولا يعرف أن الأمر صعب ومرهق، لكنه نبه لاعبيه الى أن هذا الضغط الشديد سيتم اللجوء اليه في عدد محدود من المباريات في الموسم. أمام فرق مثل برشلونة.

في تدريباته الأولى كان بيب يفكر في مواجهة برشلونة، أراد أن يستعد اللاعبون جيدا لهذه اللحظة.

الضغط يبدأ من الهجوم، من ماندزوكيتش ومولر، على حارس المرمى والمدافعين، ثم يقترب ريبيري وشاكيري للدعم.

الضغط يجبر الخصم على لعب كرات عالية، ستكون هدايا لدفاع بايرن.

تدرب اللاعبون على حماية ظهر الدفاع، حين يتقدم قلب الدفاع للضغط على مهاجم الخصم يجب أن يغطي ظهره لاعب الوسط أو ظهير، التناوب بين بواتينج ولام وهويبرج، والارتداد بسرعة في الهجمات المرتدة.

يريد بيب في موسمه الأول الحفاظ على وتيرة الأداء المتميز الذي ظهر به بايرن في آخر موسم لهاينكس.

يقول بيب: "لا يمكن أن تبقى على قمة الجبل دائما، نحن نعتقد أن روجيه فيدرير أو أوسين بولت لا يمكن أن يتعرضا للهزيمة، لكن هذا ليس ممكنا"، يسترجع ما قاله له كاسباروف "مستحيل".

لذا فإن بايرن، وإن كان بطلا لأوروبا، الا أنه كان جائعا ومتحفزا في أول مواسم بيب للبقاء على قمة الجبل.

التعليقات