هر بيب (3): روسيل المنافق..تخاذل لاعبي البرسا..وانتقام هاينكس
الأحد، 03 مايو 2015 - 17:22
كتب : أحمد مصطفى

ويقدم فيلجول كتاب "هر بيب" ضمن تغطيته لـ #ليلة_جوارديولا التي تنتظره في مواجهة فريقه السابق برشلونة ضمن نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
اقرأ الحلقة الأولى .. هر بيب – (1) لغز كاسباروف الذي جعل علاقة جوارديولا ببرشلونة مستحيلة
اقرأ الحلقة الثانية .. هر بيب (2): شاعر مصري يلهم جوارديولا في يومه الأول مع بايرن
تدور المذكرات حول كواليس وأسرار الموسم الأول لجوارديولا في بايرن ميونيخ. عن نجاحاته وإخفاقاته ومشاكل عانى منها بعد الرحيل عن برشلونة، وذلك بالاستعانة بشهادات جوارديولا نفسه بجانب لاعبي ومسؤولي بايرن.
والكاتب مارتي بيراناو هو بطل أوليمبي سابق في القفز بالزانة، من أبناء مدينة برشلونة، تخصص في الاعلام الرياضي بعد اعتزال ألعاب القوى.
جوارديولا منح بيراناو فرصة دخول كل الأماكن وتسجيل المحاضرات لـ200 يوم شرط ألا يكتب أي شيء في الكتاب الا بعد انتهاء الموسم. وهو ما حدث فعلا.
- لا لتشيلسي وسيتي:
نيويورك..أكتوبر 2012
جوارديولا يتصل هاتفيا بصديقه ومساعده مانيل استيراتي، بطل العالم في كرة الماء، كان مقيما في بيسكارا بإيطاليا.
"مانيل..استعد، لقد اخترت بايرن".
بعد تفكير عميق تخلى بيب عن فكرة التدريب في إنجلترا.
تلقى بيب الكثير من العروض، من مانشستر سيتي وتشيلسي وميلان، لكنها كانت تفتقد للـ"حب"، تلك الأندية معجبة ببيب بسبب الألقاب الكثيرة التي حققها مع البرسا، لكنها لم تظهر حبا وشغفا كبيرا بفكره التدريبي.
أثناء قضاء "عام الراحة" في نيويورك أراد مانشستر سيتي التعاقد معه، وحاول إغرائه بورقة تكسيكي بيجريستاين صديقه الذي يعمل مديرا رياضيا ومسؤولا عن صفقات السيتي.
اجتمع بيب ايضا في باريس برومان أبراموفيتش مالك تشيلسي، أغراه بالتعاقد مع لاعبين يحبهم المدرب الكتالوني، أمثال هازارد وأوسكار وخوان ماتا.
لكن مفاوضات بايرن ميونخ لم تبدأ منذ سفر بيب الى نيويورك، بل بدأت في 25 مايو 2012 ، تاريخ آخر مباراة له مع برشلونة في نهائي كأي الملك امام أتلتيك بلباو، والتي فاز بها 3-0.
في هذا اليوم اجتمع مسؤولو بايرن مع وكيل بيب.
كان بايرن قد تعرض قبل أيام لخسارة قاسية على أرضه في نهائي دوري أبطال أوروبا بركلات الترجيح امام تشيلسي، وقبلها خسر امام بروسيا دورتموند لقبي الدوري والكأس.
يوب هاينكس طلب من إدارة النادي البافاري منحه الثقة لعام واحد إضافي لتعويض إخفاقاته الثلاث، وافقت الإدارة على ذلك، لكنها قررت التفاوض في نفس الوقت مع جوارديولا.
إعجاب قديم ببايرن
جوارديولا ايضا كان يفكر في إمكانية تدريب بايرن منذ 2011 ، بعد أيام من تتويجه بالتشامبيونز بالفوز على مانشستر يونايتد (3-1) في ويمبلي، زار مع البرسا أرض ميونخ للمشاركة في بطولة (أودي) الودية، وهناك أعجب بمنشآت النادي، بملاعب تدريبه وبأحدث التقنيات التكنولوجية المتوفرة.
وفي تلك الزيارة التقى بيب برومينيجه وهونيس، أبدى إعجابه بالنادي، وكانت بداية الصداقة معهما، أعطاهما رقم هاتفه تحسبا للمستقبل.
لم يفصح جوارديولا عن رغبته في تدريب فريق آخر، غير برشلونة، سوى لبايرن ميونخ أو مانشستر يونايتد..قال ذلك لاستيراتي.
انتقام هاينكس
في أكتوبر 2012 اتصل جوارديولا بالسيتي وتشيلسي واعتذر لهما، وقرر التوقيع مبكرا لبايرن.
منذ هذا التاريخ أصبح بيب مدربا فعليا للفريق رغم استمرار هاينكس في عمله.
طلب بيب حينها الاستغناء عن الثلاثي ماريو جوميز وتيموتشوك ولويس جوستافو، والإبقاء على توني كروس.
يوب هاينكس كان غاضبا من رومينيجه وهوينس بسبب الاعلان عن التعاقد مع جوارديولا في هذا التوقيت المبكر وهو لا يزال على ذمة الفريق، كان يريد تأجيل ذلك حتى نهاية الموسم.
لكن هاينكس أراد الانتقام برفع سقف المطالب امام جوارديولا الى أقصى درجة، ترك له فريقا فائزا برباعية في موسم واحد: دوري الأبطال - البوندسليجا - الكأس - السوبر..ليرحل عن بايرن كمدرب أسطوري.
الصديق لابورتا..المنافق روسيل
وداع برشلونة كان طويلا وصعبا.
مانيل استيراتي أول من علم بقرار جوارديولا بالرحيل، قبل مسؤولي النادي وقبل مساعده تيتو فيلانوفا.
السبب المعلن هو الإنهاك وافتقاد الحماس والعجز عن تقديم المزيد بعد الفوز بكل البطولات الممكنة.
لكن توجد أسباب أخرى بالطبع.
جوارديولا لم يكن مدربا فقط في برشلونة، على مدار أربعة سنوات كان المدرب والقائد والمتحدث الرسمي والرئيس الافتراضي للنادي ومنظم الرحلات.
كان يقوم بكل تلك المهام بحماس شديد وبطاقة كبيرة في عهد الرئيس جوان لابورتا، لكنه شعر بالاختناق وبالسلبية في حقبة ساندرو روسيل.
روسيل شخص بارد، له أكثر من وجه، يخفي شخصيته السيئة بكلام معسول، يلجأ لمساحيق التبرج لإخفاء وجهه الحقيقي.
مع لابورتا كان جوارديولا مفعما بالطاقة والحيوية، لكن مع روسيل كان يتعين عليه أن يضاعف مجهوده، علاقتهما لم تسر على ما يرام.
كان يشعر بيب بالامتنان للابورتا، لم يكن صديقا مقربا منه، لكنه صاحب فضل عليه.
أسند له مهمة تدريب فريق الشباب (برشلونة ب) وقاده للصعود من الدرجة الثالثة الى الثانية، وهو إنجاز يحب بيب وضعه في سيرته الذاتية.
ثم منحه شرف تدريب الفريق الأول، كان صادقا معه دائما، ووفر له كافة الظروف المهيأة للنجاح، واستعان بتكسيكي بيجريستاين كمدير رياضي، وبالأب الروحي الأسطورة يوهان كرويف الذي كان يقوده في فريق الأحلام، لمساعدته.
لابورتا كان يدير النادي بشكل ناجح، وانعكس ذلك على نجاحات جوارديولا الذي فاز بكل شيء في عهده، السداسية التاريخية، كان برشلونة بمثابة ماكينة لا تتوقف.
لكن كل شيء تغير مع مطلع 2010 ، عرف جوارديولا بأن المهمة ستزداد تعقيدا.
روسيل كان المرشح الأبرز للفوز في الانتخابات، كان نائبا للرئيس بين 2003 و2005 ثم استقال لخلاف مع لابورتا، وبعدها نجح في خلافته في منصب الرئيس.
لم يكن روسيل يثق في جوارديولا، بسبب ولائه الشديد للابورتا، لذا كان يتعامل ببيروقراطية، وكان دائم الانتقاد، ترتب على ذلك مناخ متوتر في النادي، وحنق لبيب إزاء ساندرو.
وازدادت الفجوة بين الرئيس والمدرب بعد قرار الأول برفع دعوى قضائية ضد لابورتا ليتهمه بالفساد..كانت تلك بداية النهاية.
تخاذل لاعبي البرسا!!
في تلك الأثناء بدأ بعض لاعبي برشلونة في تجاهل أوامر بيب، ولجأوا للتخاذل ظنا منهم أنهم أفضل لاعبي العالم بعد كل ما حققوه من بطولات.
هناك لاعب (لم يذكر اسمه) كان متحفزا لخوض المباريات الكبيرة فقط، وكان يختلق أي عذر لتجنب المباريات القبيحة أو الباردة، خاصة مباريات شهري يناير وفبراير.
هناك صفقة جديدة أخرى لم يستحق ثقة جوارديولا التي منحها له.
يقول بيب "حين لا أرى عيون اللاعبين وهي تلمع، يجب أن أرحل".
بعض اللاعبين افتقدوا الشغف والحماس قبل أن يفقده بيب نفسه.
تردد ايضا أن روسيل رفض خطة جوارديولا لإحداث ثورة داخل الفريق، والاستغناء عن بعض اللاعبين أمثال جيرارد بيكيه وداني ألفيش وسيسك فابريجاس .. لكن بيب نفى ذلك، حتى تلك الثورة المزعومة لم تكن لتحمسه لمواصلة العمل.
نرشح لكم










