أنا جيرارد – في الطريق إلى اسطنبول.. ابتسامة حكم وإغماء يوفنتوس وبكاء مورينيو

الثلاثاء، 10 مارس 2015 - 14:34

كتب : عادل كُريّم

حينما ابتسم الحكم في وجهي وقرر ألا يطردني، كان انسانا وقدر كم كنت عاطفيا في تلك اللحظة وأنا أحتفل بهدف مهد الطريق أمام الحلم الأكبر، دوري الأبطال.

عن قلب ليفربول.. حكايات لا يعرفها الكثيرون يحكيها بنفسه في كتابه "جيرارد.. سيرتي الذاتية".. يلقي FilGoal.com الضوء على بعض من تلك القصص في هذه السلسلة..

FilGoal.com يمنح زواره تجربة مميزة ويضع بين أيديهم سلسلة حلقات لأهم ما طرح من أسرار وخبايا داخل كتب العديد من المدربين واللاعبين على مستوى العالم..وبعد ما كانت البداية مع زلاتان إبراهيموفيتش، ثم الساحر بيرلو، والآن مع قلب ليفربول، جيرارد.

كل ما سيتم ذكره الآن، نُشر على لسان جيرارد نفسه..

--

بدأنا دوري أبطال أوروبا في أغسطس 2004 بالفوز على جراتس النمساوي لنبلغ مرحلة المجموعات.. النهائي في اسطنبول؟ ولا حتى في أحلامنا..

أمام أولمبياكوس كان يجب أن نفوز بهدف نظيف أو بفارق هدفين حتى نبلغ دور الـ16.. الأجواء في أنفيلد كانت مثالية.. لكن ريفالدو سجل لهم هدفاً.. قلت لنفسي لا أمل، لقد خرجنا من أوروبا مرة أخرى.. يبدو أن هذا الحلم لن يتحقق أبداً..

بين الشوطين تحدث رافا بهدوء.. "هل تريدون البقاء في أوروبا؟؟ إذن أظهروا ذلك للناس"..

سجل سيناما بونجول هدفاً في بداية الشوط.. مازلنا نحتاج لإثنين.. ضغطنا بكل قوة ليسجل نيل ميلور الثاني ولم يتبق سوى ست دقائق.. في كل كرة كنت أنظر للساعة.. الدقائق تحولت لثوان والهدف المطلوب لم يأت..

كرة عالية وصلت على رأس ميلور.. "مررها لي.. مررها لي".. كنت أصرخ وأنا أعرف أنه لن يسمعني وسط صخب الجماهير.. لكنه سمعني! مررها ميلور لأسددها بكل قوة.. كانت هي آخر كرة فإما نصعد أو ينتهي كل شيء..

“Gerraaaaard..OOOOOh yeah beautyyyyy”

كلما شاهدت الهدف مرة أخرى حتى اليوم وسمعت تعليق أندي جراي أشعر برعشة في جسدي..

جريت لأحتفل مع الجماهير وأنا لا أهتم بالحكم.. كنت قد حصلت على إنذار وكان هذا الاحتفال يعني أنني سأنال الثاني وأخرج مطروداً لكن من يهتم.. كنت أريد أن أقولها لجماهير الكوب: "أنا معكم.. أنا هنا.. أنا واحد منكم.. لن أترك ليفربول أبداً لفريق ينافسكم.. لقد فزنا وصعدنا معاً.. حلمنا لم ينته"..

لحسن الحظ كان الحكم إنساناً.. كان يعرف قيمة وقدر هذا الهدف فلم يمنحي الإنذار الثاني.. حينما عدنت للملعب نظر إلى بابتسامة خفيفة ثم أشاح وجهه بعيداً..

--

بعدما هزمنا باير ليفركوزن جلست مع كاراجر نتابع قرعة ربع النهائي.. قال لي "من تتمنى؟".. قلت أياً كان من أتمناه فلن يأتي.. "يوفنتوس".. اللعنة!

فزنا في أنفيلد 2-1 لكنني تعرضت لإصابة.. لم أذهب مع الفريق إلى تورينو في مباراة الإياب..

دعوت الأسرة والأصدقاء لمتابعة المباراة في منزلي لكنني لم أشاهد شيئاً.. في أول خمس دقائق شعرت وكأنني سأسقط مغشياً علي فقمت إلى المطبخ.. كنت أسمع صراخهم فأجري للخارج وأسألهم "ماذا حدث" فيقولون "لا شيء، لا تخف"..

انتهت المباراة سلبية وصعدنا لنصف النهائي.. تشيلسي الآن ! كمية المسكنات التي تعاطيتها قبل مباراة الذهاب في لندن كادت تقتلني لكنني لم أكن لأفوت ذلك أبداً.. تعادلنا سلبياً في الذهاب وكان الدور على أنفيلد..

“Make Us Dream”

هذه اللافتة كانت بمثابة الأمر.. طيلة حياتي لم أعش أجواء مثل تلك التي صنعتها جماهيرنا في هذه الليلة..

لويس جارسيا سجل هدفاً يبكي مورينيو عليه حتى اليوم بحجة أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى.. جيمي كاراجر أنقذنا في هذه الليلة كانت مباراة عمره..

بعد 96 دقيقة عصيبة جاءني جون تيري.. كنت أتوقع أنه سيبدأ الشجار معنا وتحفزت لذلك.. لكنني وجدته يمد يده قائلاً "حظ سعيد في اسطنبول" !

التعليقات