مونديال اليد - حكاية مصريين ضمن تشكيلة منتخب لـ"نجوم العالم" القطري!

الأربعاء، 28 يناير 2015 - 14:22

كتب : ريهام عصام

بخطى ثابتة يتقدم المنتخب القطري، آخر ممثلي العرب في ربع نهائي مونديال اليد، تدريجيا في البطولة أملا في تكرار الإنجاز المصري والتونسي السابق للظهور في المربع الذهبي للبطولة.

وسبق للفراعنة والمنتخب التونسي الظهور في المربع الذهبي لبطولة العالم، بعد تأهل المنتخب المصري لنصف نهائي مونديال فرنسا 2001، وتونس في مونديال 2005.

وينتظر المنتخب القطري منافسة قوية مع المنتخب الألماني في دور الثمانية على أن يتقابل الفائز في هذا اللقاء مع الفائز من مباراة بولندا وكرواتيا في المربع الذهبي للمونديال.

المنتخب القطري اعتمد في تقدمه إلى هذا الدور المتقدم في البطولة على "خلطة" متنوعة من لاعبي العالم، فما بين مصر وفرنسا ومونتينيجرو وإسبانيا والبوسنة وكوبا وتونس، بالإضافة لظهور قطري ضئيل، تنوعت جنسيات اللاعبين المشاركين مع "العنابي" في المونديال.

أفضل مدربي العالم

وتسمح القوانين الدولية لكرة اليد أن يلعب اللاعب لمنتخب آخر طالما يحمل جنسيته، طالما مر عامين على مشاركته الأخيرة مع المنتخب الأول.

وفي إطار استعداده لبطولة العالم الجارية، تعاقد الاتحاد القطري مع المدير الفني الإسباني فاليرو ريفيرا، أحد أفضل مدربي العالم للعبة، الذي حقق مع منتخب بلاده الميدالية الذهبية في المونديال الذي استضافته اسبانيا في 2013، وسبق له أن حقق أكثر من 70 بطولة خلال قيادته لنادي برشونة الإسباني، ومن ضمنها تحقيق بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة اليد خمس مرات، ليبدأ في اواخر سبتمبر 2013 الاستعداد للبطولة، مستعينا بتشكيلة من الجنسيات المختلفة بعد منحها الجنسية القطرية.

وفيما اعتمدت الأجهزة الفنية السابقة على أعداد أكبر من عناصر المنتخبات المصرية السابقة في قوام منتخبها الأساسي بأسماء مثل حسن عواض ومحمود السعيد وأحمد عبدالحق وأحمد بلال مرجان، اقتصرت اختيارات المدير الفني الجديد في القائمة النهائية للمونديال الجاري علي اسمين فقط.

حسن مبروك عواض، أحد أشقاء أسطورة كرة اليد المصرية أشرف عواض، الظهير الأيسر السابق لمنتخب الشباب المصري ذو الأعوام الـ32 عاماً، لعب للأهلي والجيش في الدوري المصري، قبل انتقاله لدوري "الوحدات القطري" حيث لعب لنادي الجيش في 2010، وسبق له أن شارك مع العنابي في بطولة العالم السابقة في إسبانيا.

وقال عواض عن تجنيسه ومشاركته مع المنتخب القطري في تصريحات صحفية: "لست خائنا كما وصفني البعض، ولكني لم أجد فرصتي في الدوري المصري أو منتخب بلادي، فنظرت للأمور بما يناسب مستقبلي ومستقبل أبنائي".

اللاعب الثاني هو محمود زكي حسب الله لاعب السد القطري، صانع الألعاب ذو الأعوام الـ28 الذي شارك مع منتخب الشباب المصري في حصد المركز السادي في مونديال الشباب الذي استضافته مقدونيا في 2007، كما شارك مع المنتخب المصري في كأس الأمم الإفريقية في القاهرة 2010.

أنتقل زكي بعد نهاية تعاقده مع ناديه الأوليمبي السكندري، إلى النادي القطري الكبير، ووافق على اللعب باسم المنتخب القطري بعدما لك يجد مكانا وسط الكبار في ظل وجود أسماء بحجم حسن يسري وحسين زكي في مركزه مع المنتخب المصري ما أبعده عن تشكيلة الفراعنة.

وسبق للاتحاد المصري لكرة اليد أن كشف عن قراره بشطب 21 لاعبا من سجلات الاتحاد بعد تجنيسهم لقطر، وهم: محمود عثمان، أحمد بلال، أحمد عبد الحق، محمود عبد العزيز، مروان أبو النجا، أحمد عبد الرحمن، أحمد بيومي ، إبراهيم عبيد ، نور أحمد، خالد محمود، حسام رزق، محمود زكى، محمد صلاح، أحمد المنياوى، محمد زكي، أكرم محمد خالد، عبد الرحمن البيومى، فارس خالد محمد، خالد البحيري، عمر خالد، مصطفى عقاد.

وأكد الدكتور خالد حمودة رئيس الاتحاد المصري أن هروب لاعبين مصريين من أنديتهم بطرق غير شرعية ولعبهم لمنتخب غير منتخب بلادهم كافي لاتخاذ مثل هذا القرار، كما أنه يسعى به لردع اللاعبين الأصغر سنا عن اتباع النهج ذاته، خاصة بعد الهروب المفاجئ لحازم رفعت ناشئ الزمالك والمنتخب المصري مواليد 1998 للعب لقطر أواخر أغسطس الجاري.

لماذا قطر؟

ورغم قرار الشطب، لا يعتبر عواض وزكي الاسمين الوحيدين الذين اجتذبهما الدوري القطري، بل نجحت الأندية القطرة في اجتذاب نجوم الصف الأول في كرة اليد المصرية، أمثال أحمد الأحمر وحسن يسري ومحمد ممدوح هاشم وبلال عواض وغيرهم، وجميعهم تلقوا عروضا للمشاركة مع العنابي.

انتقال اللاعبين للدوري القطري، الذي قد يتبعه اللعب لمنتخب الدولة الآسيوية لبعض اللاعبين جاء لأسباب عديدة، منها عدم استقرار الأجواء الرياضية في مصر منذ عام 2011، والإغراءات مادية لا يمكن للأندية المصرية منافستها.

هذا بالإضافة إلى دوري "الجيش القطري" الذي يسمح للاعبين بالانتقال له دون الحصول على إذن النادي الأصلي أو الاستغناء من الاتحاد الأصلي للاعب، وهو ما وفر بيئة مناسبة للاعبين يسعون للخروج من بلادهم واللعب بمقابل مادي مجز للأندية القطرية دون الحاجة لخوض اجراءات معقدة.

كما مثل المنتخب القطري الفرصة للاعبين لم يحصلوا على الفرصة الكاملة للظهور مع منتخبات بلادهم، أو فرصة أكبر لمن استبعدتهم منتخبات بلادهم سعيا وراء تجديد الدماء.

وهو ما حدث بالفعل مع حسين زكي "كونكورد" كرة اليد المصرية، الذي أعلن أن استبعاده من تشكيلة المنتخب المصري عقب كأس الأمم الإفريقية في القاهرة 2010، قد يدفعه للتفكير في اللعب للمنتخب القطري الذي عرض عليه الأمر بالفعل.

ولم يقتصر استقطاب الدوري القطري للاعبين المصريين فحسب، بل امتد للاعبين من جنسيات مختلفة، منهم بورخا فيدال فيرنانديز، لاعب القيادية القطري، والذي يظهر في تشكيلة "العنابي" في المونديال الجاري، فلاعب الدائرة الإسباني ذو الأعوام الـ33، احترف كرة السلة في إسبانيا من عام 1999 حتى 2005، قبل أن يغير وجهته لكرة اليد حيث لعب حتى عام 2013 في الدوري الإسباني.

ولم ينكر فيدال أن العائد المادي المجزي هو ما شجعه على الانتقال لقطر "واجهت صعوبات كبيرة في إسبانيا أنا وزملائي، فالأوضاع متردية حقا في الدوري هنا، منا من لم يكن يدفع له راتبه لشهور طويلة، ومنا من اضطر لبيع سيارته، وكل موسم تسوء الأمور أكثر".

وأكد فيدال أن العمل مع المدير الفني الإسباني الكبير كان من أكثر ما شجعه على الانتقال للدولة الآسيوية "كان وجوده عنصرا أساسيا لانتقالي، فهو كان له تأثير كبير على مشواري الرياضي، فانا وافقت فور أن طلب مني".

وهو ما يظهر أن العائد المادي لم يعد فقط ما يجذب اللاعبين للعب في قطر، خاصة أنها أصبحت نعطي الفرصة للاعبين للعب تحت قيادة أفضل مدربي العالم، وبين أيضا أفضل لاعبي العالم.

منتخب العالم

فالمنتخب القطري اجتذب عدد كبير من اللاعبين الكبار، منهم زاركو ماركوفيتش، الظهير الأيمن الاعسر وأحد هدافي العنابي في البطولة، وسبق للاعب المنتمي لدولة مونتينيجرو ذو الأعوام الـ28، أن لعب لنادي هامبورج الألماني قبل الانتقال لنادي الجيش القطري، ووافق في أكتوبر 2014 على اللعب للمنتخب القطري، هو ومواطنيه جوران ستويانوفيتش الحارس المخضرم ذو الأعوام الـ37، والظهير الأيسر الشاب جوفو داميانوفيتش ذو الـ18 عاما.

ينضم لهذه القائمة الفرنسي المخضرم بيرتراند روين، بعد حصوله على الجنسية القطرية عام 2013، ويعتبر الظهير الأيسر ولاعب الأهلي القطري الحالي ذو الـ33 عاما، صخرة الدفاع في العنابي، كما سبق له الفوز مع المنتخب الفرنسي بلقب بطولة العالم عام 2011، وحصد لقب أفضل جناح أيمن في الدوري الفرنسي لعام 2008.

ومن البوسنة وبرشلونة الإسباني ينضم دانيل سيريتش حارس المرمى ذو 37 عاما، لعب سابقا في الدوري الصربي وحصد مع برشلونة الإسباني ما يزيد عن أربعة عشر لقبا من بينهما دوري أبطال أورويا موسم2010-2011، ومازال يلعب للفريق الكتالوني حتى الآن، بالإضافة لمواطنه الشاب إلدار ميميسيفيتش الجناح الأيمن الحالي لنادي الجيش القطري الذي لم يتجاوز عامه الـ22.

الكوبي رافائيل دا كوستا كابوتي، صاحب الأعوام الـ36 انتقل للدوري القطري أواخر 2013 بعدما دفع نادي الجيش القطري الشرط الجزائي لإلغاء تعاقده مع ناديه في دوري الدرجة الثانية الإسباني السابق، والتي تواردت تقارير أنه تجاوز الـ300 ألف يورو، بخلاف ما تقاضاه اللاعب نفسه.

وامتد الجذب القطري للدوري التونسي، بعدما حصل العنابي على خدمات يوسف بن علي لاعب الدائرة-27 عاما- الذي يلعب الآن لفريق لخويا القطري.

ست لاعبين فقط في تشكيلة العنابي يشكلون حقا منتخب بلادهم، هم حماد مدادي الجناح الايسر ولاعب لخويا، عبد الله الكربي الجناح الأيمن للمنتخب ونادي السد القطري، وعبد الرازق مراد الجناح الأيسر ولاعب نادي الغرافة، وكمال الدين مالاش لاعب الجيش القطري وصانع العاب الفريق ذو الـ32 عاما، والظهير الأيمن هادي حمدون لاعب الجيش القطري، والظهير الأيسر الشاب أمين زاكار لاعب الريان.

التعليقات