كتب : ريهام عصام | الخميس، 22 يناير 2015 - 22:38

في مونديال اليد.. لا للتمثيل المشرف

بين أغلب مشاركات المصرية في مختلف البطولات الدولية، أصبحنا جميعا أكثر ألفة واعتيادا على مصطلح "التمثيل المشرف".

هذا المصطلح الذي لطالما اختفت وراءه الفجوة الكبيرة التي تفصل الرياضات المصرية عن نظيراتها العالمية بخلاف رياضات قليلة تنجو من هذا المصطلح بين الحين والآخر.

بالنسبة لي، كان الأمر مختلفا، فنشأت متابعة جيلاً ذهبياً لكرة اليد المصرية، وهو يشارك كل عامين ليس فقط في بطولة العالم، بل وبطولة "العظماء السبعة" التي تضم الفرق التي احتلت السبع مراكز الأولى في كأس العالم لكرة.

فهذه البطولة لم تكن فقط تؤكد أن ظهوره في بطولات العالم أصبح أمراً مؤكداً، بل ارتقى ليصبح من العظماء.

أتابع محاولات قتالية حقيقية لفريق يناطح نجوم العالم، وأصبت بإحباط كبير حينما لم تهتز الأرض لفريق بلغ المربع الذهبي في بطولة العالم في 2001

تابعت بعين ساخرة المدرجات الخالية في بطولة العالم للشباب التي استضافتها القاهرة في2009، منذ الافتتاح وحتى تأهل الفريق لدور الثمانية.

وقتها فقط لم يكن هناك موقعا خاليا في المدرجات، بل جلس البعض فوق شاشات عرض النتائج الكبيرة بالصالة الرئيسية باستاد القاهرة.

وما بين 2001 و2009 تابعت حلقات كثيرة من "التمثيل المشرف" لفريق لم أعهده أبداً في هذا الدور، تضائلت تدريجيا التوقعات والآمال، ليس فقط من المتابعين بل واللاعبين أيضا.

وهو ما أدى إلى انني قبل هذه البطولة لم أتحمس كثيرا، كنت أتوقعها كالعادة "تمثيلا مشرفا" جديدا للمنتخب المصري في البطولة.

لم أحتج الكثير لأقنع نفسي بأن الفوز الكبير على الجزائر أمر طبيعي في مرحلة تجديد دماء المنتخب الشقيق.

رأيتها سوء حظ وإدارة من الفريق الفرنسي لمباراته أمام نظيره "المشرف"، ولكن الأمل تسرب إلى نفسي بهدوء وثبات، فانا ادرك جيدا ما رأيت في النهاية.

لم يمنحني مروان رجب وجهازه المعاون واللاعبين فرصة للشك بعد مباراة التشيك بأن ما يحدث هو حقا من صنع المنتخب المصري، متعمداً وبنية واضحة لا غبار عليها على الفوز.

ولم أفق حقا سوى على إحساسي العارم بالغضب حينما "خطف" المنتخب السويدي تعادلا "غير مستحق" في الجولة الرابعة من المجموعة.

وهنا أدركت حقا أننا لسنا في هذه البطولة سعيا وراء "تمثيلا مشرفا" مما اعتدناه.

فلو كان لجأ رجب ومعاونيه لإراحة لاعبيه مستسلما لهزيمة "متوقعة" أمام المنتخب السويدي، بهدف توفير طاقات اللاعبين للاجهاز على المنتخب الآيسلندي -وهو الرأي الذي تبنيته شخصيا- لم يكن هناك من سيلومه.

فأنت نجحت في التأهل بفريقك لدور المونديال الثاني في كافة الأحوال، وستحاول فقط للحد من أضرار اصطدامك بعمالقة اللعبة في أوروبا في الدور المقبل.

لكن المنتخب المصري منذ أن وطأت قدماه ملعب المباراة سعى لإثبات أنه لن يكتفي بتمثيل مشرف، لن يرضى ابدا بـ "حظ أفضل في المرة المقبلة" في نهاية المباراة.

لست أدري ما سيحل بالمنتخب المصري في الدور التالي للبطولة، ولن أدعى رغبتي في التنبؤ أو التخفى وراء التشاؤم المعهود الذي يصاحب ظهور منتخبات مصرية في بطولات كبرى.

وهذا في حد ذاته نعمة لو تعلمون كبيرة، مهما كانت النتائج في المباريات المقبلة، وأينما استقر المنتخب المصري في ترتيب جدول البطولة، سأتمتع بالقناعة أن هناك من يحارب ويبذل أقصى ما في وسعه ليس سعيا وراء "تمثيلا مشرفا" .. بل فقط لينتصر.

رسائل قصيرة

مروان رجب وجهازه المعاون: نشكركم على الأمل، والغموض، والترقب، فبفضل كل ما تبذلون هناك من نبت بداخله الأمل من جديد.

محمد علاء هاشم "لوكا": شقيقي الأصغر .. لم أكن يوما أكثر فخراً بك مما أنا عليه الآن.

أحمد الأحمر وكريم مصطفى "كاتونجا": أنتم هبة الله لكل من حمل الجنسية المصرية في الأرض.

ولشخص مجهول: لا أعلم تحديدا من بدأ فكرة وحملة الترشح لاستضافة مصر لكأس العالم للشباب عام 2009، ولكنك أنت ومن شاركك ساهمت وبشدة في انقاذ كرة اليد المصرية من الانهيار (ولنا في هذا حديث آخر).

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات