هر بيب - جوارديولا: التيكي تاكا أكذوبة

الخميس، 16 أكتوبر 2014 - 21:09

كتب : خالد يوسف

“التيكي تاكا لا معنى لها ، إنها هراء كامل ، الاحتفاظ بالكرة دون هدف هو تضييع لوقت، إنها وسيلة لضرب الخصم في مقتل ليس أكثر، ولكنها ليست هدفاً في حد ذاته، من فضلكم انسوا تماماً هذا المصطلح، انا لا أريد أي تيكي تاكا في فريقي إطلاقاً”.

بيب جوارديولا يصرخ في لاعبيه بغرفة الملابس بعد بضعة أسابيع من توليه تدريب فريقه الجديد بايرن ميونيخ، معاتباً إياهم على محاولتهم نفاقه بتمرير الكرة على نحو مبالغ أمام فرايبرج في الدوري المحلي.

هذا صراخ يتكرر عبر صفحات كتاب “هر بيب” Herr Pep الذي صدر قبل أسبوع في إسبانيا للصجفي مارتي بيراراناو يبدو جزءا ثانياً مكملاً بشكل غير مقصود لكتاب بيلينجيه عن سنوات جوارديولا في برشلونة ، والذي صدر العام الماضي.

76 فصلاً قصيراً على مدار عام كروي كامل، تحطم بشكل مبسط كل ما تحاول الصحافة المسماة ضمنياً بالرياضية نقع بيب جوارديولا في محاولة أكثر اكتمالاً، أكثر تركيزاً، أكثر إنصاتاً، لإبن عامل اليناء الكاتالوني، والذي وجد نفسه بطلاً لأهم عملية انتقال لمدرب في تاريخ الكرة الألمانية، ضمن “الموضة” الجديدة لكرة القدم الأورويية .

استحضار “المالك” أو “الباترون” للفنان أو النحات، في عملاية استئجار لنموذجه الخاصة، من اجل بناء ، تشييد ، نقش قصر ذلك المالك أو كنيسة أو كاتيدرائية تلك البلدة ، مرة يكون هذا النحات هو مانويل بيللجريني أو جوزيه مورينيو أو لوران بلان ، وفي مقدمتهم جوارديولا نفسه الذي اصبح مطالباً بوضع نقوشه الخاصة على كاتيدرائية عريقة مثل البايرن.

الممثلون

جوارديولا يبدو خلال صفحات الكتاب ساخطاً تجاه كل الأساطير التي تم نسجها صحفياً حول التيكي تاكا ، وهي التي امتدت فعلياً قرابة العشور شهور ين خريف 2007 وصيف 2008 برفقة مجموعة لويس أراجونيس من المنتخب الإسباني ، قبل أن تندمج ضمن تنويعات أكثر تعقيداً من مجرد فكرة الاحتفاظ بالكرة.

بيب على صدام متواصل على لك الأفكار المسبقة ، وحالة التعليب التي تسود عالم كرة القدم الأوروبية للمحترفين ، بيراراناو مؤلف الكتاب، يقوم برسم الواقع الذي يعيشه جوارديولا، كرجل المرحلة الثالثة من بايرن العقد الجديد ، بعد نسختي فان جال وهاينكس.

أزمة السؤال “لماذا قامت إدارة إدارة البايرن بالتغيير طالما أن معادلة الأمس حققت نجاحاً غير مسبوق” .

جوارديولا ظل طيلة صفحات الكتاب أسيراً لذلك السؤال ، مكتشفاً قارب التجاة في تنفيذ المباديء الثلاثة التي يؤمن بها لقيادة أي فريق ، “الفكرة” ، “اللغة” ، “الممثلون” ، أي عنصر من الثلاثة يصادفه الخلل ، الفشل ستكون نهاية التجربة برمتها.

فلسفة بيب

“فرق كرة القدم ليست صوراً ثابتة ولكنها سفينة متحركة” ، الكتاب يبحر في أروقة هذه السفينة ، عجز بيب عن تحسين علاقته بمهاجمه ماريو ماندزوكتش، عجز أخر في إيصال ما يريده لفرانك ريبيري ، رغم العلاقة القوية التي ربطتهما معاً منذ اليوم الأول...

معايشة الكارثة العائلية لنجمه الدنماركي الصاعد هويبيرج، إصابات خابي مارتينيز وتياجو وروبن المتقطعة، تحويل بواتينج لمدافع أكثر مرونة، تحويل آلابا من ظهير للاعب ارتكاز ثاني، تحويل القائد فيليب لام نفسه كلاعب ارتكاز أساسي، في تنفيذ لنصيحة مساعده دومينك تورينت.

مواجهة الصدام الثقافي الخاص بعقيدة الهجمات المرتدة للبونديزليجا ، الجانب البدني من كرة القدم الألمانية ، وجود لاعبي ارتكاز بدلاً من لاعب واحد ، التأقلم مع أدوار ظهيري اللعب الهجومية والدفاعية ، تجاوز أزمة سجن رئيس النادي أولي هونيس على خلفية قضية ضرائب ، كارثة الخسارة بالأربعة أمام ريال مدريد ، والتي وصفها بيب نفسه بانه “أكبر انيهار عرفه كمدرب كرة قدم على الإطلاق”.

بيب.. مريض كرة القدم

بيراراناو يقدم جوارديولا في أكثر من مناسبة ك”مريض بكرة القدم” ، كشخص في حالة حرق متواصلة لوقوده الداخلي ، في حالة خوف من الفقدان ، كذلك الرجل الغارق في أحضان زوجته كريستينا بعد الخسارة بالثلاثة من بروسا دورتموند لينفجر مرة قائلاً :”انا لست شيئاً هاماً على الإطلاق".

بيب قال: "الأمر ليس تواضعاً زائفاً ، انا لا أشعر بأني مدرباً جيداً بالمرة ، أنا في حالة شك دائمة ، لست متاكداً من شيء على الإطلاق ، انا متأكد من أمر واحد فقط ، أني أخطأت في تحضير هذه المباراة ، لقد أعتقدنا أننا لن نهزم ، منذ ان حسمنا لقب الدوري في برلين ، لقد وقعنا في خطيئة كبيرة”.

هو نفسه جوارديولا الذي عاتب نفسه على إرهاق لاعبيه بمباريات تحضيرية دون مبرر أفقدنه لقب السوبر الألماني أمام دورتموند في أغسطس 2013 .

الإحباط الذي ساوره من نفسه بعد اللجوء لطريقة لعب 4 – 2 – 4 كارثية أمام ريال مدريد في دوري الأبطال ، جوارديولا يبدو أكثر هشاشة ، معترفاً بجبنه الخاص في أكثر من مناسبة ، على نفس النحو الذي تعامل به في عهد البارسا مع زلاتان إبراهيموفيتش ، هو نفسه الذي كان يشعر بنشوة كاملة بعد تطبيق طريقة 3 – 4 – 2 – 1 ، والتي بدأت ملامحها مع الموسم الحالي الجديد 2014 – 2015 .

هو نفسه جوارديولا “مريض كرة القدم” ، الذي كان يحدق في الأرض شارداً ، غير مكترث تحويل فريقه الخسارة من بريمن لفوز كبير 5 – 2 في اليوم التالي لوفاة رفيق عمره تيتو فيلانوفا ، في ربما واحدة من أهم لقطات عام 2014 على الإطلاق.

“لكل من يساورهم الشك دوماً ، لإنهم على الطريق الصحيح”.. الإهداء الذي كتبه مارتي بيراراناو في الصفحة الأولى من “هر بيب.

اقرأ أيضا:

لا كينييلا - مورينيو .. مسيخ دجال أم حصان كاليجولا؟

لا كينييلا.. دييجو سيميوني "نوستالجيا الجحيم"

التعليقات