كتب : عمر عبد العزيز | الثلاثاء، 08 يوليه 2014 - 02:16

من فتحي مبروك لجاريدو..الأهلي حافظ مش فاهم

تخيل شعورك وأنت تعمل بإخلاص وفي صمت لسنوات طويلة ثم يتطور الأمر فتحقق نجاحا ملحوظا في المؤسسة التي تعمل بها ، وفي النهاية تجد أن جل ما يشغل رؤسائك في العمل هو أمر واحد فقط...

"ياتري نجيب مين ياخد مكانه"؟!

هكذا كان الحال في الأيام الماضية بالنسبة لفتحي مبروك، الرجل الذي يظن الكثيرون أن وظيفته الأساسية في النادي الأهلي والشئ الوحيد الذي يجيده أنه "المدير الفني المؤقت".

وهنا يجب تصحيح مفهوم المدير الفني المؤقت حسب ماهو معروف في عالم كرة القدم (بعيدا عن كوكب الكرة المصرية) علي أنه أنسب شخص يقود الفريق في مرحلة ما نظرا لظروف عديدة أهمها ضيق الوقت.

ولكن هذا ليس معناه ان هذا الشخص لايصلح أن يكون مديرا فنيا، وليس معناه أن تظل إدارة النادي تجتهد في تحديد خليفة له بل وتعلن عن ذلك في الإعلام في الوقت الذي يحقق فيه الفريق نتائج طيبة تحت قيادة "الرجل المؤقت".

لن اتحدث عن ما استطاع مبروك تحقيقه فنيا في فريق خسر أكثر من نصف قوامه واضطر للإعتماد علي لاعبين صغار السن في مرحلة حاسمة مثل الدورة الرباعية، ولكن دعنا فقط نسلط الضوء علي الطريقة التي تتعامل بها إدارة الأهلي مع أبنائها.

فمن الواضح أن إدارة الأهلي من البداية تعتبر مبروك "مدرب ناشئين" جاء لفترة محدودة و"هينزل تاني"، ولم يظهر النادي أي مرونة في التعامل مع الإنجاز الذي حققه الرجل أو حتي الالتفات لفكرة أن إبن النادي قد يكون هو الأنسب لقيادة الفريق الأول.

فريق الأهلي الحالي لايقارن فنيا بالزمالك علي الأقل من حيث الخبرات، ومع ذلك استطاع "الرجل المؤقت" ان يقود الأحمر للفوز علي غريمه التقليدي بفريق به أكثر من لاعب لم يسمع عنهم أحد قبل أسبوعين...ثم ماذا حدث في نفس ليلة المباراة؟

..."الإسباني جاريدو مديرا فنيا للأهلي"!

نحن لانتحدث عن مورينيو، وبالرغم من أنني لست من هواة الحكم علي الأشخاص قبل أن أري عملهم إلا أنه من الواضح من سيرته الذاتية أن جاريدو لايمتلك ربع خبرات أي من أبناء النادي الأهلي ومن ضمنهم فتحي مبروك.

الخلاصة أن الأهلي وضع نفسه تحت أسر فكرة "بناء جوزيه جديد"، وهذا علي الرغم من نجاح التجربتين السابقتين لأبناء النادي حسام البدري ومحمد يوسف وأيضا علي الرغم من النجاح الملحوظ لفتحي مبروك.

شرف "الرجل المؤقت"!

لا اتحدث هنا من منظور عاطفي علي أساس "حرام ده كويس نديله فرصته" ولاحتي من منطلق "عقدة الخواجة"، ولكن السؤال هو..

لماذ يظن المسئولون في الأهلي (علي الرغم من تغيير أفراد مجلس الإدارة) أن أمثال فتحي مبروك وغيره من أبناء النادي لايمكنهم العمل إلا في ظروف سيئة؟ فنحن نستعين بهم فقط في "مرحلة الغرق" ليأتوا وينقذوا الفريق...وشكرا.

إذا كان تعريف ابن النادي المخلص هو أنه "رجل المهمات الصعبة"، إذن فما الضرر من تكليفه بمهمة عادية (مش لازم صعبة) مثل قيادة الفريق علما بأنه لم يختار العمل في مجال التدريب والحصول علي خبرات وشهادات فقط لينال شرف "الرجل المؤقت"!

فتحي مبروك قاد الأهلي "مؤقتا" في 4 مراحل مختلفة من تاريخه ولا أظن أن هناك أي مدير فني في تاريخ كرة القدم يوجد في سيرته الذاتية هذا العدد من المحطات المؤقتة لنفس النادي.

معلومة: لن تري هذا المنظر في صفحة أي نادي كبير في العالم إلا الأهلي!

mbr

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات