كتب : علاء شاهين | الإثنين، 14 أبريل 2003 - 00:00

عندنا وعندهم!

فى أوروبا والدول المتقدمة التى تتساقط فيها الثلوج – وينتمى إلى بعضها "العلوج" – يوجد ما يسمى بـعطلة الشتاء التى تتوقف فيها المسابقات الكروية لمدة أسبوعين لرداءة الطقس ، ومع ذلك لم نسمع أى مسئول عن فريق "محترم" يعزو تدنى مستوى فريقه لفترة التوقف ، بل إنهم يعتبرون هذه الفترة فرصة ممتازة لإراحة اللاعبين وشفاء المصابين قبل لاستئناف البطولة.

حتى فى إنجلترا ، التى لا تتساقط فيها الثلوج ، نجد أن السويدى زفين جوران إريكسون المدير الفنى للمنتخب طالب بإيقاف الدورى لمدة أسبوعين بين الدور الأول والثانى لتخفيف الضغط البدنى على لاعبى الأندية. ومع أن الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم لم يأخذ بهذا الاقتراح حتى الآن ، فإنه قد أثار كثيرا من الجدل ما بين مؤيد ومعارض.

هذا فى أوروبا ، أما فى المحروسة ، فتوقف الدورى هو أحد المبررات "المعدة مسبقا" لتبرير الهزائم والعروض المتواضعة كما شاهدنا وسمعنا بعد لقاء الإسماعيلى مع زاناكو الزامبى ، والزمالك مع السكر الكينى فى دورى الأبطال الإفريقى.

على أبو جريشة المدير الفنى للإسماعيلى قال عقب فوز فريقه على زاناكو بهدف "يتيم" إن فترة توقف الدورى أثرت بالسلب على مستوى فريقه الذى "لم يحظ بإعداد جيد قبل المباراة" وهو تصريح يعطيك انطباعا أن الإسماعيلى كان فى أوج تألقه قبل توقف المسابقة ، فى حين أنه كان "يترنح" فى الدورى والكأس وخسر أمام الأهلى والزمالك على ملعبه وتعادل مع دمياط فى كأس مصر.

الغريب أن أبو جريشة كان يجب أن يكون المستفيد الأول من توقف الدور للم شمل فريقه الذى تسلمه "مهلهلا" من اليوغسلافى مكسيموفيتش ، ولكنه حاول ولم ينجح فى ذلك كما ظهر جليا خلال المباراة ، وبدلا من أن يحمل لاعبيه المسئولية وأن يعترف أن الأداء أمام زاناكو جاء استكمالا لمسلسل العروض الهزيلة التى يؤديها الفريق هذا الموسم ، اختار "المبرر الجاهز" وألقى باللوم على توقف الدورى.

أما فى الزمالك ، فقبل مباراة الفريق أمام السكر الكينى تحدث أحمد رفعت مدير الكرة لوسائل الإعلام عن التأثير السلبى لتوقف الدورى ، وشاطره الرأى عدد من اللاعبين ، وعاد الجميع ليؤكد ذلك بعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبى وظهور الزمالك بمستوى متواضع ، ثم إنهم – رفعت ولاعبيه – أكدوا بعد المباراة أن الفوز جاء "رغم تأثر الفريق سلبيا بفترة توقف الدورى."

مثل هذه التصريحات تعكس جهلا كبير بأساسيات علم النفس. فاستباق الأحداث بمبررات الفشل يعزز من فرصة التعرض للهزيمة ، كما أنه يحيل نظرك عن اكتشاف الأسباب الحقيقية وراء الفشل لأنك ركزت على مبرر "قبل الهنا بسنة" وهذه حقيقة ليست فى الرياضة وحسب ، بل تنطبق على عديد من المجالات.

الطريف أن بشير التابعى مدافع الزمالك تحدث بعد اللقاء عن الأثر السلبى لتوقف الدورى على الأندية التى خاضت مباريات البطولات الإفريقية وقال: "شاهدنا جميعا الإسماعيلى بالأمس ، وبلدية المحلة اليوم" دون أن يدرك أن الأخير اكتسح ضيفه البوليس الأوغندى بأربعة أهداف مقابل هدف واحد ، ولكن "توقف الدورى" لم يكن حاضرا فى ملعب المحلة ، وقيل أنه لم يستطع الحصول على تذكرة!

غير أن لاعبى ومسئولى الكرة فى مصر لا يعنيهم علم النفس فى شئ، وكل ما يشغل بالهم هو كيفية الحفاظ على صورتهم أمام الإعلام ، حتى لو كان ذلك من خلال إطلاق تصريحات "تستخف" بذكاء الجماهير من نوعية "غياب الجمهور أثر على معنويات اللاعبين" أو أن "الحضور الجماهيرى الكبير وضع اللاعبين تحت ضغط عصبى!" يعنى نفتح الباب ولا نقفله؟!

وحتى لا اتهم "بثقل الدم" لمناقشة مثل هذه المواضيع ، أترككم مع حوار كوميدى دار بين المذيع مصطفى الأدور والمدير الفنى لفريق السكر الكينى قبل لقاء الزمالك:

Mustafa: first time in Egypt?

Coach: yes

Mustafa: What is your obinon about za meeting?

Coach: .....(لا أذكر الإجابة لأننى كنت منشغلا بالضحك!)

Mustafa: who in your obionion best blayer in zamalek?

Coach: Hossam I know him

Mustafa: And Sokkar?

Coach (perplexed): Ansokka?

Mustafa: Yeees

Coach: He is a good player too!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات