كتب : علاء شاهين | الجمعة، 18 أبريل 2003 - 00:00

المنهزمون!

الأهلى هو الأقرب للفوز على الزمالك يوم السبت وحسم بطولة الدورى لصالحه ، ليس لتفوقه الفنى على خصمه اللدود ولكن لأن هناك حالة من الثقة تحوم حول معسكره قبل اللقاء بعكس الزمالك الذى أعد البعض فيه سيناريوهات "ما بعد كارلوس كابرال" على اعتبار أن النادى لن يبقى على المدير الفنى البرازيلى فى حالة الخسارة أو حتى التعادل أمام الأهلى وضياع الأمل فى المنافسة على البطولة.

ملامح "الحالة الانهزامية" فى الزمالك بدأت فى الظهور عندما طالب الدكتور كمال درويش رئيس النادى بإلغاء الدورى تعاطفا مع الشعب العراقى ، وهو تصريح "غير مسئول" لسببين: الأول لأن الجميع يعلم أن الزمالك هو المستفيد الرئيسى فى حال إلغاء البطولة ، وهو ما يضفى شكوكا قوية حول صدق نوايا الدكتور درويش ، وهل كان يعنى بالفعل ماقاله حول التضامن مع الشعب العراقى المكلوم (وهو قابع فى مكتبه المكيف بالنادى؟) أم كان يحاول استخدام القضية العراقية ، وهى الشغل الشاغل للعالم الآن ، لتحقيق غرض "تافه" وهو تجنب خسارة بطولة "أكثر تفاهة" قياسا إلى حجم الكارثة التى يرزح تحت ثقلها العرب الآن.

السبب الثانى هو التوقيت "الكارثى" للتصريح "الدرويشى" والفريق مقبل على مباراة مصيرية أمام الأهلى. وهذا التوقيت ، الذى لم يكن حتى كبير مشجعى الأهلى ليختاره ، أعطى للجميع انطباعا أن الزمالك مقنتع بأن بطولة الدورى قد خرجت من الملعب ، وهو شعور لو تسرب للاعبى الفريق قبل المباراة لانهزموا حتى قبل أن تطأ أقدامهم ملعب القاهرة الدولى.

ثانى ملامح الحالة الانهزامية فى الزمالك قيام بعض أعضاء مجلس الإدارة بالبحث عن بديل لكابرال الذى لن يبقى فى منصبه فى حال خسارة الفريق للدورى ، وهو أمر يراه أغلب أعضاء المجلس الأقرب للحدوث. ولأن المدير الفنى يعلم نوايا "المتربصين به" فيبدو أنه قد بدأ هو الآخر فى محاولة تجهيز "خطة طوارئ" لمواجهة أى قرار يتخذه المجلس الأبيض ضده ، ولعل آخر أخبار تلك الخطة هو ما نشرته صحيفة الرياض السعودية حول مفاوضات بين كابرال ونادى الاتفاق السعودى.

أما فى الأهلى ، فيبدو الجميع أكثر ثقة وتفاؤل وهى ميزة إيجابية يتفرد بها الأهلى عن بقية الأندية المصرية وأعنى بذلك إضفاء حالة عامة من الثقة بالنفس حتى وإن كان الجميع يشعرون بعكس ذلك فى قرارة نفسهم. ولعل أبرز ما يعكس حالة الثقة هذه هو رفض ضم إبراهيم سعيد لمعسكر الفريق قبل اللقاء وعدم استعجال إرسال بطاقته الدولية من نادى إيفرتون الإنجليزى. ومع أنى لست من المنجمين أو "عضوا فى جمعية ضاربى الودع" فإننى أزعم أنه لو كان إبراهيم سعيد لاعبا فى الزمالك ، لحاول النادى استقدامه على متن طائرة خاصة من إنجلترا ، ولوجدنا الدكتور درويش يطالب اتحاد الكرة بتأجيل اللقاء من منطلق أن الزمالك "ضحى" بسعيد من أجل تمثيل الكرة المصرية فى بلاد برة!

ورغم ذلك فما قلته لا يعنى أن الزمالك لا يمكنه الفوز باللقاء والاحتفاظ بآمال الفوز باللقب هذا الموسم ، ولكن الفوز لو تحقق سيأتى بمجهود من اللاعبين والمدير الفنى البرازيلى ليس إلا. وما يحزننى أنه ، وفى حين سيدفع كابرال وحده فاتورة الخسارة فى حال وقوعها، فإن الجميع فى الزمالك ، وأولهم الدكتور درويش ، سيتسابقون على محاولة نسب فضل الفوز لأنفسهم و لـ "سياسات المجلس الحكيمة ومساندته للجهاز الفنى!"

ولك الله يا جمهور الزمالك!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات