كتب : علاء شاهين | الثلاثاء، 20 مايو 2003 - 00:00

أكثر من مجرد هزيمة

بلوغ اليوفنتوس نهائى دورى أبطال أوروبا على حساب ريال مدريد جاء عن جدارة لا يختلف عليها اثنان ، فقد كان الفريق الإيطالى فى أفضل حالاته فى لقائى الذهاب والعودة ، فأحرز هدفا مؤثرا فى مدريد قبل أن يبدع فى تورينو ويسجل ثلاثة أهداف ليطيح بحامل اللقب خارج المنافسة.

ورغم أحقية اليوفى بالفوز بعد عرضه الرائع ، فإن هزيمة ريال مدريد كانت ، فى أحد وجوهها ، هزيمة لمعسكر لا يزال يرفع شعار "كرة القدم .. رياضة لا صناعة."

صاحب هذا الشعار هو فلورنتينو بيريز رئيس النادى المدريدى الذى وصل إلى سدة الرئاسة عام 2000 خلفا للورينزو سانز والنادى غارق فى ديونه ، فكان من أول أعماله بيع أحد المجمعات التدريبية الخاصة بالنادى فى قلب مدريد للحكومة بمبلغ تخطى الـ 200 مليون دولار أمريكى سدد به الديون وانطلق فى حملة شرائية لتحويل فريق كرة القدم إلى كتيبة من النجوم فبدأ بضم لويس فيجو من غريمه برشلونة مقابل 56 مليون دولار ، ثم أتبعه فى الموسم التالى بضم زين الدين زيدان من اليوفنتوس مقابل 67 مليون دولار ليدعم الاثنان مجموعة لا يستهان بها فى الفريق تضم الأسبانى راؤول جونزاليس والبرازيلى روبرتو كارلوس والفرنسى كلود ميكاليلى.

وخلال إبرامه لتلك الصفقات الخيالية كان بيريز يطلق شعارا أن الهدف من أى خطط لتحقيق رخاء مالى فى النادى هو "تكديس" أبرز نجوم العالم فى البرنابيو وجلب الانتصا رات التى تسعد ملايين المشجعين ، وليس لزيادة أرباح المساهمين ، وهو أكد غير مرة رفضه لتحويل النادى إلى شركة مساهمة بالبورصة لأن ذلك من شأنه "تغيير أجندة" الأهداف ومحاولة إرضاء المساهمين وهو ما يعنى الامتناع عن عقد أية صفقة ضخمة لأنها قد تعنى انخفاضا فى أرباح المساهعين الذين قد لا يسعدهم مثل هذا الأمر ، فبعضهم قد لا يكون مشجعا لكرة القدم بل مستثمر هدفه الأول والرئيسى هو جنى مزيد من الأموال.

هذا لا يعنى أن ريال مدريد لا يهدف إلى تحقيق الأرباح ، فهو يفعل ذلك من خلال استغلال اسم النادى كعلامة تجارية فى الرياضة وعوائد البث التليفزيونى ، وبالطبع من خلال آلاف المشجعين الذين يملأون جنبات البرنابيو كل مباراة. بيد أن الفرق بين نادى العاصمة الأسبانية وبين أندية أخرى مثل مانشستر يونايتد واليوفنتوس والميلان هو أن الأخيرة ، كما ذكرنا آنفا ، تسعى إلى إرضاء مساهميها ، فى حين يجنى ريال مدريد الربح ليضم مزيدا من اللاعبين ليحقق الانتصارات التى تسعد جماهيره.

ومع ذلك فالمعسكرين ليسا فى حالة حرب لأن الهدف واحد وهو لعب كرة القدم وتحقيق الفوز ، والأسلوب الذى يتبعه مانشستر يونايتد ليس "جريمة فى حق مبادئ الرياضة والهواية" كما يحلو للبعض أن يقول طالما كان هناك توازن بين الرغبة فى الإمتاع و"تكديس" جيوب المساهمين.

وإذا كانت هناك ثمة درس يمكن لريال مدريد أن يستخلصه من الهزيمة الأوروبية وتذبذب عروضه على المستوى المحلى فهو أن الفريق لا يزال يحتاج إلى مزيد من التدعيم على الطريقة "البيريزية" وتحديدا فى خط الدفاع الذى "رقص" قائدة فيرناندو هييرو على أنغام "أوبرا" ديل بييرو ونيدفيد فى ملعب ديللى ألبى ، ورقص من قبل ذلك عدة مرات فى الدورى الأسبانى على يد ريال سوسيداد وشركاه.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات