كتب : علاء شاهين | الجمعة، 25 يونيو 2004 - 01:38

ملحمة لشبونة!

حقق منتخب البرتغال فوزا مستحقا على انجلترا فى ربع نهائى كأس الأمم الأوروبية ، غير ان فرصته فى الفوز بالكأس تبقى مستبعدة ، وهو نفس ما كان سينطبق على المنتخب الانجليزى لو ان الحظ خدمه وفاز بذلك اللقاء الماراثونى العامر بالكفاح.

فمنتخب البرتغال ، وان كان قد سيطر على معظم فترات موقعة لشبونة ، فإنه افتقر إلى الإبداع فى مناطق المنتخب الانجليزى وخاصة فى الشوط الثانى الذى لم يشهد تقريبا سوى تسجيل هدف التعادل بوساطة البديل بوستيجا الذى انقذ مدربه لويز فيليبى سكولارى من مقصلة الجماهير والصحافة.

أما بقية فترات الوقت الأصلى ، فقد شهد سيطرة برتغالية بلا فاعلية حقيقية ، فمعظم الهجمات تحطمت على صخرة دفاع انجليزى ، والحركات "الأكروباتية" من كريستيانو رونالدو لم تجد نفعا مع مدافع شديد البأس مثل آشلى كول ، ولكن المنتخب الانجليزى تعرض لهدف لأن الضغط بدون اى رد فعل عكسى يولد انفجارا محققا سمع دويه فى مرمى ديفيد جايمس فى الدقيقة 83.

ورغم ذلك ، فقد استحق البرتغاليون الانتصار ، لأنهم لعبوا للفوز منذ الدقيقة الأولى ولم يهتزوا بالهدف الذى احرزه القناص مايكل اوين فى الدقيقة الثالثة وأثمر ضغتهم عن هدف التعادل. ويحسب لهم مواصلة الهجوم فى الوقت الاضافى الذى شهد صاروخ روى كوستا. ورغم ان فرانك لامباراد تعادل لانجلترا ، فإن هدفه لم يفعل شيئا سوى تأجيل الفرحة البرتغالية.

واعود لما بدأت به وهو ان البرتغال لا تملك فريقا قادرا على الفوز بالكأس لأنها لن تواجه فى الدور نصف النهائى ومايلى ذلك منتخبا مستسلما كالفريق الانجليزى اليوم. فلن تقف فرنسا مكتوفة الأيدى وتكتفى بالدفاع عن هدف مبكر ، مانحة الفرصة للخصم بالهجوم وكيل الضربات المتتالية التى تؤدى لهدف ، وما يقال عن فرنسا يقال عن التشيك وهولندا ، فهى فرق تعرف معنى التوازن بين الدفاع والهجوم.

اما المنتخب الانجليزى فهو اكذوبة كبرى صنعها دورى عامر بالأجانب وإعلام وضع الفريق بين مصاف المنتخبات المرشحة للفوز باللقب الأوروبى دون مبررات منطقية ، وكانت مباراة يوم الخميس خير دليل على ذلك. فرغم ان خط وشط انجلترا يبقى اقوى خطوط الفريق بوجود سكولز وجيرارد ولامبارد وبيكام ، فإنهم فشلوا جميعا فى منازعة البرتغال السيادة فى وسط الملعب بسبب البطء والارتباك ، فبقيت هجمات الفريق عن طريق كرات بالونية طويلة اعادتنا الى العصور الكروية الوسطى ومنحت الحارس البرتغالى ريكاردو امسية هادئة.

ويتحمل الاعلام البريطانى مسئولية خلق اسطورة بيكام ، وهو لاعب جيد للغاية ولكن لا يستحق هذه المتابعة اليومية لتصرفاته وحفلاته وملابسه وتسريحة شعره وزوجته ، فهو ليس قائدا ملهما لفريقه ، ليس كزيدان او لويس فيجو ونيدفيد. ورغم ان الثلاثة افضل منه بكثير الا انهم لا ينالون ربع الاهتمام الاعلامى الذى يحظى به.

ما حدث اليوم يؤكد ذلك ، فـ "سى الاستاذ" بيكام لم يفعل شيئا طوال اللقاء تقريبا فى منتصف الملعب سوى الدفاع ، وعندما تقدم الى قلب وسط الملعب عقب خروج سكولز ونزول فيل نيفيل لم يقدم شيئا يذكر. وتسرع بتنفيذ ركلة الجزاء الأولى دون محاولة تسويه ارض الملعب فكان ان ذهبت كرته عاليا تسبقه الى مطار لشبونة.

فازت البرتغال لأنها تستحق الفوز ، وخسرت انجلترا لأنها لم تلعب من أجل الفوز بل انتظرته ان يدق بابها وانتظره بيكام وهو يفكر فى عدسات الكاميرات والمعجبين ، وفازت كرة القدم لأن ما شاهدناه اليوم وما شاهدناه فى البطولة من قبل اثبت ان ما عندما هو لعبه يعود اصلها الى العصر الفرعونى.

انها حقا : كو – رع!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات