كتب : نصري عصمت | الثلاثاء، 31 أغسطس 2004 - 11:10

عندما يبتسم "المدفعجية"!

على الرغم من مرور أربع مراحل فقط على انطلاق الدورى الانجليزى , فإننى أكاد اجزم بأن الأرسنال هو الأقرب هذا الموسم للفوز بالبطولة والاحتفاظ باللقب , بل ويعد مرشحا فوق العادة أيضا لتحطيم العديد من الأرقام القياسية.

وهذا التوقع ليس مستمدا من مشاهداتى لبلورة التنبؤات الكروية , لكنه مستمد من واقع بعض المؤشرات المنطقية , فخلال اربع مراحل فقط من البطولة جمع "المدفعجية" 12 نقطة من أربع مباريات سجل خلالها لاعبو الارسنال 16 هدفا مقابل خمسة اهداف فقط سكنت شباكهم وهو ما يفوق اقرب منافسيهم بستة اهداف تقريبا.

الفريق يقدم كرة جميلة وممتعة الى اقصى حد , والمثير انها لا تمت بصلة لما اعتاد الارسنال تقديمه عبر تاريخه حيث اشتهر بلقب الفريق "الممل" حسب ما اعتادت جماهيره تسميته , وعلى العكس من هذا صارت مباراة "المدفعجية" هى فاكهة الاسبوع فى مبارايات الدورى الانجليزى.

أما أجمل ما فى أداء الأرسنال فهو تلك الابتسامة الرائعة على وجوه اللاعبين مثل هنرى واشلى كول وليونبرج وروبرت بيرس وخوزيه رييس خلال المباريات , والتى لم تفارق وجوههم حتى عند التعادل أو التأخر بهدف , وهو ما يشعرك ان "المدفعجية" سعداء بلعب الكرة بعيدا عن سمات العصبية والعنف الذى تتميز بها معظم الاندية الانجليزية.

وأعترف اننى بذلت جهدا كبيرا لمتابعة اعادة الاهداف فى مبارايات الارسنال لمراقبة التمريرات التى تسبق تسجيل كل هدف , فما بالنا بالمدافعين المساكين الذين يلعبون ضد هنرى!

وبالمناسبة , فهنرى سجل اربعة اهداف وصنع سبعة أي أن 11 هدفا من أصل 16 كان هذا اللاعب مسئولا عنها وهى حالة فريدة من نوعها اترك لكم تقديرها.

ورغم حصاد تشيلسى لنفس مجموع النقاط الذى حصل عليه الارسنال من مبارياته الاربع الاولى , فإن هناك فارقا كبيرا بين فريق يفوز "بالعافية" مستغلا الاخطاء الساذجة لمنافسيه وآخر "يدهس" منافسيه كقطار أنفاق لندن السريع.

ويخرج علينا مورينو بعد كل مباراة فى غرور ليتحدث عن تكتيكاته الدفاعية الفذة , وكم أتمنى رؤية ما سيقوله عندما يخسر امام بولتون او بلاكبرن بفعل هذه الطريقة الدفاعية الكئيبة.

ولعل العامل الذى يفتقده تشيلسى هو الترابط بين ذلك الكم الهائل من المواهب التى ترتدى قميص النادى للمرة الاولى , بينما فى المقابل يمرر "المدفعجية" الكرة لبعضهم "على المغمض" وعقب كل هدف يلتفون سويا ويصيحون بكلمة Together "معا" , وهو ما يضاعف شعورى بأن ابتسامة "المدفعجية" ستزداد اتساعا خلال المراحل المقبلة من الدورى.

والفضل الاول فى هذا الترابط يرجع للمدير الفنى الهادىء أرسين فينجر الذى استطاع ان يزرع الانتماء فى نفوس لاعبيه وهى حالة مفقودة فى كل اندية العالم حاليا مما ساعد على الحفاظ على موهبتين كبيرتين مثل هنرى وقائد الفريق باتريك فييرا فى الهايبرى بدلا من الخضوع لاغراءات ريال مدريد.

ويخلق فينجر هذا الانتماء عندما يشترى اصحاب المواهب المدفونة من صغار اللاعبين ويبدأ فى تنميتها , ولعل هذا هو ما يفسر الطفرة فى مستوى هنرى وفييرا وبيرس واشلى وكول بعد انضمامهم الى الارسنال , ويحدث حاليا مع الايفوارى كولو تورى والاسبانى خوزيه رييس.

والان يتم تجهيز اسماء مثل فرانسيسك فابرجاس وماثيو فلامينى وجيل كليتشى وجيريمى اليادير وجاستين هويت وفيليب سندورز وجميعهم أعمارهم لا تتعدى الحادية والعشرين عاما ليحملوا الراية , كما يملك الفريق عددا مماثلا لم يحصل على فرصته بعد.

ويكفى اننا لم نشعر بغياب فييرا خلال المباريات الاولى , لأن فابرجاس ابن السابعة عشرة يحل محله وهو نفس ما يحدث عندما يلعب كليتشى فى موقع اشلى كول اوهويت مكان كامبل , وهو ما يفتقده البدلاء فى مانشستر يونايتد او تشيلسى.

فى النهاية ارى ان التحدى الحقيقى للارسنال سيكون فى دورى ابطال اوروبا وقد تتطور الابتسامة على وجوه نجومه الى ضحكة كبيرة او صيحة انتصار حسب نتيجة مشاركتهم الاوروبية.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات