كتب : أحمد ماهر | الأربعاء، 09 فبراير 2005 - 18:42

الفرق بيننا .. وبينهم!

شعرت بحسرة شديدة وأنا أكتب خبر فوز الزمالك على فورتونا دوسلدورف الألماني وديا 2-1 يوم السبت في الإسماعيلية ، وتملكني إحساس مليئ بالاحباط بسبب الفارق الشاسع بيننا كمصريين ، وبين الألمان ، وعرفت لماذا نحن نعتبر من دول العالم الثالث ، وسنظل هكذا الى أجل غير مسمى.

مسئولي الزمالك لم يعرفوا الإسم الصحيح للنادي الذي لاقوه وديا ، وقال إبراهيم يوسف مدير الكرة بالنادي إن النادي يدعى (فورتينا) ويلعب في دوري الدرجة الثانية ، وبعد الفحص والبحث والتدقيق اتضح أن النادي الذي يلعب مع الزمالك هو (فورتونا دوسلدورف) وليس فورتينا ، وهو يلعب في دوري الأقاليم الشمالي بالمانيا ، وليس دوري الدرجة الثانية!

وقال يوسف ايضا إن الاتفاق على المباراة كان مع المدير الفني للفريق الذي يدعى توماس برت هولد ، وبعد البحث ايضا اتضح أنه مدير النادي بأكمله وليس المدرب كما ظن مدير الكرة بالزمالك ، كما أنه أحد أشهر اللاعبين الألمان السابقين ، وشارك مع منتخب المانيا في كأس العالم عام 1990 بايطاليا ، التي فازت بها المانيا.

كل ما سبق شئ معتاد ولا جديد فيه ، فنحن معتادون على "تحوير" الأسماء ، مثل إصرار جميع وسائل الاعلام على تسمية مدرب الإسماعيلي بـ (محسن أورتجال) ، رغم أن النطق الصحيح له هو (محسن إرتوجرال) ، ومثل النيجيري (إسحق أنوالو) لاعب أسمنت السويس الحالي ، ولاعب الأهلي السابق ، والمعروف في مصر باسم (إسحق أول) ، ولا أدري من هو هذا العبقري الذي قرأ اسمه بهذا الشكل العجيب!

الصدمة الكبرى كانت عند بحثي عن نادي دوسلدورف هذا في محركات البحث ، فوجدت أن لهذا النادي موقعا رسميا في غاية الاحترام ، ويحتوي على جميع المعلومات الخاصة بالفريق ، واكتشفت أن دوسلدورف هذا يقيم معسكرا بالقاهرة منذ أسبوع كامل ، ويحتوي الموقع على رسالة يومية عن هذا المعسكر من مراسل خاص موجود مع الفريق في مصر ، والأدهى أن تقرير مباراة الفريق مع الزمالك احتوى على صور من المباراة ليست موجودة في أي وسيلة إعلام مصرية ، بالاضافة الى صور من تدريبات الفريق في القرية الأوليمبية بالإسماعيلية ، وصور من مباراة ودية لعبها أمام أسمنت السويس في ملعب السويس الجديد وفاز فيها الفريق الألماني بثلاثة أهداف نظيفة ، وجاء في تقرير المباراة في الموقع أن ستاد السويس هو ثاني أكبر ستاد في مصر بعد ستاد القاهرة الدولي.

كل هذه المعلومات ، والبطاقات الشخصية للاعبي الفريق التي تتضمن جميع المعلومات التي يمكن أن يتخيلها أحد عن جميع اللاعبين بالنادي ، ابتداء من الفريق الأول ، حتى مدرسة الكرة بالنادي لمواليد عام 1995!

الشئ المحزن أن هذا الموقع المحترم لنادي يلعب في دوري الأقاليم ، وليس في دوري الدرجة الأولى أو حتى الثانية ، وهذا الأمر لا ينطبق فقط على المانيا ، بل أن أي نادي أوروبي ، حتى تلك التي تلعب في الدرجات الدنيا ، تملك مواقع اليكترونية محترمة تحتوي على كل الأشياء التي تخص النادي.

أما في مصر ، فلا يوجد أي ناد سوى الأهلي يملك موقعا رسميا ، بل أن الموقع الرسمي للأهلي ، أكبر وأعرق الأندية المصرية والعربية والافريقية ، ردئ جدا ، ولا يرتقي لمستوى القلعة الحمراء أو امكانياتها المادية ، أما الزمالك والإسماعيلي ، اللذان يعتبرا من أقطاب الكرة المصرية ، فلا يمتلكا مواقع رسمية ، وكل المواقع التي تنتمي اليهما عبارة عن مواقع للمشجعين وليست مواقع رسمية ، وهذا الأمر ينطبق ايضا على الأهلي ، التي تعتبر المواقع التي تنتمي لمشجعيه أفضل كثيرا من موقعه الرسمي.

ولا يمتلك الاتحاد المصري لكرة القدم هو الآخر موقعا رسميا مثل بقية اتحادات العالم ، بل أن اتحادات دول مثل جزر الكايمان وباربادوس وجوام تملك مواقع رسمية محترمة ، وجوام هذه هي الدولة الأخيرة في التصنيف الشهري للفيفا وتحتل المركز 205 ، ولا أدري أين هي في خريطة العالم!

وبالطبع لا توجد أي معلومات على شبكة الانترنت عن بطولة الأمم الافريقية التي سننظمها بعد أقل من عام ، ولا يوجد لها موقع رسمي ، وأي شخص يريد أن يعرف أي معلومة عن مصر أو عن أحد الأندية المصرية سيعاني الأمرين ، ولن يجد أي معلومات في الشبكة الاليكترونية ، وسيعاني مثلما عانيت وأنا أجمع قوائم الأندية التي تشارك في الدوري الممتاز باعتباري المسئول عنها في الموقع ، وهو ما أدى الى تأخر تدشينها الى ما قبل نهاية الموسم بأسابيع قليلة ، بل أنني عندما اتصلت بأحد المسئولين الكبار بنادي الترسانة لأسأل عن السنوات التي فاز بها الشواكيش بكأس مصر ، جاء جوابه بمثابة صدمة غير عادية ، إذ لم يعرف هذا المسئول الكبير السنوات التي فاز فيها الترسانة بكأس مصر ، مع ملاحظة أنه فاز بست بطولات فقط ، بل إنه لم يعرف متى تأسس النادي للأسف الشديد.

وهذا الأمر لا ينطبق على مصر فقط ، لكن على جم

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات