كتب : أحمد ماهر | الخميس، 16 مارس 2006 - 22:21

أين التحيز؟

أثار قرار الحكم الدولي أحمد عودة بطرد لاعب حرس الحدود محمد حليم خلال مباراة الفريق السكندري أمام الأهلي في الدوري الممتاز ردود أفعال عنيفة من جانب إدارة النادي السكندري وصلت إلى حد المطالبة باعادة المباراة لوجود خطأ قانوني.

ردود الأفعال الغاضبة لم تتوقف عند المباراة فقط ، بل شنت إدارة الحدود هجوما شرسا على الحكم عقب المباراة في وسائل الاعلام ، وادعى حلمي طولان مدرب الفريق بأن عودة تجاهل احتساب ركلتي جزاء لمصلحة فريقه ، كما قال إن عودة طرد لاعبه محمد حليم ظلما!

ولعل طولان لم يشاهد تسجيلا للمباراة وهو يطلق تصريحاته العنيفة ، فلم تظهر الاعادة التليفزيونية أي وجود لركلات جزاء لصالح فريقه ، فحليم نفسه اعترض طريق عصام الحضري - في الكرة الأولى التي طالب طولان باحتسابها ركلة جزاء - وكان احتكاكا عاديا جدا والخطأ لمصلحة الحارس ، وأحمد عيد أوقع نفسه بطريقة فاضحة داخل منطقة جزاء الأهلي ، وكان يستحق بطاقة صفراء على الأقل بسبب محاولته التحايل للحصول على ركلة جزاء.

حليم قائد الحدود ، الذي وصف طولان قرار اقصائه بـ"الظالم" ، ارتكب ستة أخطاء عنيفة في العشر دقائق الأولى من اللقاء ، كان يستحق في إثنتين منها على الأقل بطاقات صفراء ، وبالفعل حصل على واحدة إثر جذبه محمد أبو تريكة لاعب الأهلي من القميص.

واقعة الإنذار الأول الذي حصل عليه حليم كانت مشابهة تماما لواقعة طرده ، فاللاعب عرقل أبو تريكة لكن الكرة استمرت في اللعب لمصلحة الأهلي ، واستمر اللعب عدة دقائق حتى توقفت الكرة ليعطي عودة إنذارا لحليم على خطأه السابق.

والخطأ الثاني الذي ارتكبه حليم ضد النجم محمد بركات كان يستوجب حصوله على البطاقة الصفراء الثانية باجماع الآراء ، وكان من الممكن أن يحصل على بطاقة حمراء مباشرة في تقدير حكم آخر غير عودة.

مسئولو الحدود احتجوا بشدة بسبب طرد حليم قبل بداية الشوط الثاني بداعي أن المخالفة التي ارتكبها حدثت في الشوط الأول.

من الناحية القانونية ، يعتبر تصرف عودة قانونيا 100 % بحسب تصريحات المخضرم محمد حسام الحكم الدولي السابق والذي كان يشغل أيضا منصب رئيس لجنة الحكام .. وقيام عودة بطرده قبل بداية الشوط الثاني أمر يعود لتقديره تماما ، كما فند حسام تماما الآراء التي دللت على عدم قانونية القرار بحجة كيف كان عودة سيتصرف في حالة قيام طولان بتغيير اللاعب بين شوطي المباراة ، وقال إنه في حالة حدوث تغيير لم يكن الحكم ليسمح به لأن اللاعب الذي سوف يتم تغييره سوف يحصل على بطاقة حمراء.

قام عودة بطرد حليم قبل بداية اللعب في الشوط الثاني وليس بعد بداية اللعب ، أي أن اللعبتين - الخطأ الذي ارتكبه حليم وإشهار البطاقة الحمراء في وجهه - متصلتين ، والذي غاب عن البعض أن تغيير أي لاعب بين شوطي مباراة لا يحدث داخل غرف خلع الملابس ، لكن التغيير يجب أن يمر بنفس الاجراءات المتبعة في أي تغيير يحدث أثناء سير اللعب ، ويجب أن يتم داخل الملعب.

أظن شخصيا أن عودة لم يفطن إلى أن الأمر سيتطور إلى اعطاء اللاعب بطاقة حمراء ، بدليل إشهاره البطاقة الصفراء إلى اللاعب أحمد سمير في بادئ الأمر ، ولعل عودة ظن أن الأخير هو الذي قام بالمخالفة باعتبار أنها كانت في الجانب الأيمن الذي يلعب فيه سمير خاصة بعد دخول جميع اللاعبين إلى غرفة خلع الملابس مباشرة عقب الخطأ.

لكن عودة تنبه إلى الخطأ الذي ارتكبه بعد تدخل مساعديه واعتراض لاعبي الأهلي ، فقام باعطاء حليم البطاقة الصفراء الثانية ، ومن ثم الحمراء.

وقد يكون عودة قد تصرف بطريقة خاطئة ، فعدم اتخاذه قرار مباشرة بطرد حليم برغم أن الخطأ كان عنيفا جعل الأمر مثيرا للجدل وفتح مجالا كبيرا للاعتراض والقول إن قرار الحكم ليس قانونيا ، وهو قول ينم عن عدم دراية بقوانين اللعبة.

وكانت ردود أفعال مسئولي الحدود بعد المباراة مبالغا فيها ، وحاولوا فيها الإشارة إلى وجود مؤامرة مزعومة على الفريق من أجل مجاملة الأهلي ، وقال طولان إنه اعترض على قرار تعيين عودة لإدارة اللقاء قبل موعده بيومين ، ورفض اتحاد الكرة الاعتراض ، وهو ما فسره مدرب الحدود بأنه تحدي لإدارة النادي ، وكأن لجنة الحكام مطالبة بتعيين حكام على أهواء كل فريق!

تصريحات طولان عن التحكيم قبل المباراة ، ورد حسام البدري مدرب الأهلي عليه في الصحف غير مقبول تماما ، وهو أحد أسباب إشعال التوتر بعد قرار أعتبره سليما تماما من الحكم عودة ، رغم تحفظي على عدم طرد اللاعب مباشرة ، كما أن تعامل الأهلي مع بعض التدخلات العنيفة ضد لاعبيه في مباريات الدوري الممتاز بشكل "متعجرف" ومطالبته بحماية لاعبيه "الموهوبين" وكأن لاعبو الأهلي وحدهم يتعرضون للعنف جعل هناك تحفزا من الجميع ضد النادي الأحمر ، وسمح للبعض بالقول إن الأهلي استطاع إر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات