حانت لحظة الحسم ، وبات على النهائي خطوة واحدة سيحاول كلا المنتخبين الألماني والإيطالي اجتيازها عندما يلتقيان مساء الثلاثاء على استاد مدينة دورتموند في أولى مباريات الدور قبل النهائي لكأس العالم 2006.

الفريقان أعدا العدة لخوض هذا اللقاء الأوروبي الخالص الذي يعتبر إعادة لنهائي مونديال 1982 أمتع بطولات كأس العالم حتى الآن ، والذي حسم لقبه "الأتزوري" بقيادة الأسطورة باولو روسي ، ولعل أهم سمات هذه البطولة أنها الأخيرة التي شهدت قبل نهائي أوروبي خالص ، قبل أن يتكرر هذا المشهد ثانية في المونديال الحالي.

مشوار الفريقان خلال البطولة عامر بالإثارة والعمل الجاد ، وإن كان طريق "المانشافت" أكثر صعوبة ونجاحا في نفس الوقت ، حيث فازت ألمانيا صاحبة الأرض والجمهور في ثلاث مباريات متتالية على كوستاريكا وبولندا والإكوادور لتتصدر المجموعة الأولى بنسبة نجاح كاملة ، ثم فازت بسهولة متناهية على السويد في دور الـ16 ، قبل أن تطيح بالأرجنتين من دور الثمانية بركلات الترجيح بعد مباراة مثيرة خارج وداخل الملعب.

على الجانب الآخر ، كان مشوار "الأتزوري" أسهل نسبيا ، حيث تخطى عقبة غانا ، ثم تعثر أمام الولايات المتحدة بتعادل إيجابي ، وظهر بشكل قوي أمام التشيك في ختام الدور الأول ليتأهل كمتصدر للمجموعة الخامسة ، وفي دور الـ16 قاد النجم فرانشيسكو توتي منتخب بلاده لفوز مثير على أستراليا بهدف نظيف من ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة ، وكانت المباراة الأسهل في مشوار "الأتزوري" أمام أوكرانيا والتي فك خلالها لوكا توني عقدته الشخصية مع الشباك وسجل هدفين من ثلاثة فازت بهم إيطاليا على رفاق النجم أندريه شيفتشينكو.

مباراة الثلاثاء التي سيديرها الحكم المكسيكي بينيتو أرخونديا يصعب التكهن بنتيجتها ، وإن كانت كفة الألمان الأرجح بحكم ثبات المستوى وكثرة العناصر الشابة في الفريق ، إضافة إلى عاملي الأرض الجمهور ، بينما ترجح الخبرة كفة الإيطاليين ، وتجانس العناصر الأساسية والبدلاء بحكم أن معظمهم يلعبون في الدوري المحلي ، وسيدخل الإيطاليون المباراة يحملون ذكرى طيبة نتيجة فوزهم الودي العريض على المانشافت بأربعة أهداف مقابل هدف خلال استعدادات الفريقين للمونديال الحالي ، رغم الفضيحة المدوية التي رجت أركان الكرة الإيطالية بسبب التلاعب في نتائج مباريات الدوري.

على الصعيد الفني في المعسكر الألماني ، تأكدت مشاركة الهداف ميروسلاف كلوزه والقائد مايكل بالاك في مباراة الثلاثاء بعد شفائهما من الإصابة التي لحقت بهما خلال لقاء الأرجنتين ، بينما سيدفع يورجن كلينسمان بالتشكيلة الأساسية التي خاضت المباريات الخمس السابقة وظهرت بمستوى متميز من مباراة لأخرى.

وفي المعسكر الآخر ، تأكد غياب المدافع أليساندرو نيستا عن المواجهة ، إلا أن الخيارات أمام مارتشيللو ليبي تنصب في مصلحة عودة ماركو ماتيراتزي إلى تشكيلة "الأتزوري" الأساسية بعد عودته من الإيقاف ، كما يمكن أن يتم الدفع بأندريا بارتزالي بعد ظهووه بشكل جيد أمام أوكرانيا.