كتب : شريف عبد القادر | الإثنين، 31 يوليه 2006 - 23:33

الدوري السعودي أفضل من الإنجليزي!

من المدهش أن يقول اللاعب الليبي طارق التائب إنه تلقى عرضا من أحد الأندية المصرية ، لكنه رفض اللعب في الدوري المصري وفضل عليه الدوري السعودي لأن العرض المالي كان أفضل ولأن البطولة في مصر محسومة للأهلي مما يفقدها عنصر المنافسة.

من البديهي أن يكون لكل لاعب الحق في اختيار البلد التي يلعب لأحد أنديتها، ولكن حين يوضح أسباب تفضيله مكان على آخر فمن المفترض أن تكون أسبابه منطقية أكثر من ذلك.

أعتقد إن التائب أراد ذكر سببا آخر بجانب العرض المالي لأنه قد يكون شعر بالحرج من أن السبب المادي فقط هو دافعه للعب في السعودية ، ولكنه لم يوفق في اختيار سببه الوهمي.

وإذا اتبعنا هذه النظرية الغريبة على كرة القدم فإننا نؤكد أن التائب عملاق الكرة العربية قد يرفض عرضا من أرسنال الإنجليزي لأن تشيلسي يقهر جميع منافسيه ، أو يتلكأ في قبول عرضا من فالنسيا بسبب سيطرة برشلونة على مقاليد الدوري الإسباني ، أو لا يهتم بالتواجد مع مرسيليا لأن ليون لا يقهر داخل فرنسا منذ خمسة أعوام ، ويفضل عليهم الدوري السعودي لأن به تنافس بين عدد أكبر من الفرق وحماس جماهيري منقطع النظير.

وليس عيبا أن يعترف التائب أن المقابل المادي الكبير هو سبب انضمامه إلى نادي الهلال السعودي وأن هذا من حق أي لاعب ، فهي مهنته ولابد من أن يبحث عن العرض الأفضل ماديا.

ولكن على التائب أيضا أن يعرف أن سبب تغير بطل الدوري السعودي من عام لآخر هو النظام الفاشل المسمى بالمربع الذهبي والذي يقضي بأن يلعب رابع الدوري مع الثالث والفائز يلاقي ثاني الدوري والفائز يلعب مع الأول على بطولة الدوري.

نظام المربع الذهبي مازال عسيرا على الفهم .. فما الداعي أن أبذل ما في وسعي كي أكون أول الدوري .. ثم يقف الحظ إلى جوار فريق آخر في مباريات المربع الذهبي ويحصل على البطولة.

هذا الكلام ليس محض إفتراء .. لكنه واقع حدث أكثر من مرة وكان أكثرها مفارقة موسم 2003/2004 والذي انتهى بتصدر اتحاد جدة الجدول برصيد 56 نقطة متقدما على الشباب بـ14 نقطة ، وجاءت مباريات المربع الذهبي فتغلب الشباب على الأهلي رابع الدوري ليلاقي الاتحاد على اللقب وفي الدقيقة 81 يخطف "مانجا" مهاجم الشباب هدف المباراة الوحيد ويتوج بطلا!

وتكرر الموقف في موسم 2004/2005 ولكن هذه المرة كان الشباب هو المتصدر وتلقى الهزيمة المفاجئة في المباراة النهائية التي لا تمت إلى أنظمة الدوري المعروفة بأي صلة على يد الهلال ثاني الدوري.

سرد السبب الحقيقي دائما يكون أفضل ولكنه غالبا ما يكون الاختيار الأخير للاعبين خاصة العرب منهم ، وقد يكون هذا هو السبب وراء إقحام أسباب غير حقيقية من جانب التائب الذي حاول إقناع الآخرين إنه اختار المسابقة الأقوى.

وتناسى التائب أن وجود فريق كبير في أي بطولة دوري أو فريقين كبيرين على أقصى تقدير موجود في العالم كله بما فيها السعودية ، إلا إذا كان التائب يرى الدوري السعودي أفضل من البطولات الأوروبية.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات