كتب : نصري عصمت | الجمعة، 28 سبتمبر 2007 - 00:34

أبراموفيتش الخاسر الأكبر

لم يكن فريق الكرة وحده هو من خسر جوزيه مورينيو في نادي تشيلسي .. بل تنذر الأيام المقبلة بأنباء غير سارة للملياردير رومان أبراموفيتش وخططه الاستراتيجية مع الفريق اللندني .

بعد مرور اسبوع كامل على نبأ إقالة مورينيو من تدريب تشيلسي والذي صوره النادي على أنه "طلاق" بالاتفاق بين الطرفين يعاني الفريق من تراجع شعبيته إلى حد كبير داخل إنجلترا أو في أوروبا، ومظاهر هذا التراجع تبدو واضحة في المنتديات الأجنبية والتعليقات على الأخبار في الصحف البريطانية وحتى بين جماهير تشيلسي التي رفعت لافتات التأييد لمدربها السابق في مبارتي الفريق أمام مانشستر يونايتد وهال سيتي هذا الأسبوع .

وعلى عكس ما كان يفرضه المنطق من أن رحيل مورينيو المعروف بغروره وفظاظته قد يزيد من حب الجماهير للنادي خاصة خارج إنجلترا، لكن ما حدث طوال الأسبوع الماضي كان عكس ذلك تماما إذ لاقى الرجل تعاطفا غير مسبوق من الخصوم قبل الأصدقاء وذلك لأن كراهية تشيلسي لدى عشاق كرة القدم لم تكن بسبب المدرب وحده.

ولإلقاء نظرة شاملة على خسارة تشيلسي من رحيل مورينيو يجب العودة أربعة سنوات إلى الوراء عندما اشترى أبراموفيتش النادي ودخول سوق الانتقلات بقوة وكان كل ما دفعه هو 250 مليون دولار قيمة شراء النادي و200 مليون دولار لشراء لاعبين لمدة موسمين ومجموع المبلغ لا يساوي إلا جزءا شديد الضألة من ثروة الرجل التي قدرتها مجلة فورتشن الاقتصادية العالمية عام 2005 بـ42 مليار دولار.

نفى الملياردير الروسي مرارا أن يكون شراءه الفريق بغرض التسلية وأكد دائما أنه يحلم بصناعة فريق له شعبي عالمية وقدرة على تحقيق الأرباح كأي مشروع اقتصادي رياضي على غرار امبراطورية مانشستر يونايتد.

وكان دوما ما يقول في حواراته الصحفية أنه يحلم برؤية الأطفال الصغار يرتدون قمصان تشيلسي في البرتغال وجنوب أفريقيا والصين وهو ما لم يتحقق حتى يومنا هذا بالطريقة التي تنتشر بها ملابس ريال مدريد وميلان ومانشستر يونايتد.

وبعد مرور عامين كان مورينيو يقود تشيلسي للانتصارات ويحقق ما أراده أبراموفيتش لكن الأخير كأي رجل أعمال محاط بعدد من المستشارين الرياضيين وغير الرياضيين، وقد اختارهم الملياردر بنفسه فجاء ببيتر كينيون المدير التنفيذي السابق لمانشستر يونايتد وبافرام جرانت وفرانك أرنسن.

كان الرجل يريد صناعة نظام خاص لمجموعة اقتصادية رياضية ناجحة.. كان يريد أن يجلس على مقعده الوثير ليرى مجموعة الخبراء الذين اختارهم بنفسه يكونون معادلة اقتصادية ناجحة لأن كل الرجال من نوعيته بعدما تتخطى ثرواتهم حدا معينا لا يبحثون عن الدولارات بل عن النجاحات التي ترضي غرورهم الشخصي، وهو ما كان يتعارض بشدة مع شخصية مورينيو التي لا يناسبها سوى قيادة الفريق دون تدخلات تماما كما يفعل فيرجسون في مانشستر وفينجر في أرسنال.

ووصل صدام الرجلين إلى ذروته الموسم الماضي عندما تم التعاقد مع أندريه شيفتشينكو ومايكل بالاك دون رغبة مورينيو ثم رفض أبراموفيتش دعم الفريق بلاعبين جدد رغم أزمة الإصابات التي ضربت النادي ودفعت المدرب للاستعانة بمايكل إيسين في مركز قلب الدفاع بجوار جون تيري.

في الوقت ذاته كان أبراموفيتش يتعرض للعبة "الزن على الودان" من جانب مستشاريه .. كانوا يرون أن شخصية مورينيو المغرورة تنفر المعجبين تضعف القدرات التسويقية للنادي وهي حسبة اقتصادية بحتة وهذا الكلام أكده تقرير لمجلة "ورلد سوكر" البريطانية تم نشره منذ ستة أشهر.

وكنتيجة طبيعية لتصاعد الأحداث وتراجع نتائج تشيلسي خلال الأسابيع الأخيرة كانت الفرصة ذهبية للتخلص من المدير الفني البرتغالي.

والمهم أن مستشاري أبراموفيتش لم يخبروه أنه شخصيا من أسباب كراهية تشيلسي التي تم قياسها بواسطة استبيانات الصحف الإنجليزية، وأن الأموال الطائلة لدى الملياردير والطريقة التي يتعاقد بها مع اللاعبين مهما كان المقابل المادي تثير التعاطف مع المنافسين.

وجاءت الطريقة المهينة التي أقيل بها مورينيو لتزيد من كراهية تشيلسي في قلوب الجميع وهو ما ظهر في التعليقات على سلوكيات الملياردير وهو ما يعني أن الفريق لن يصبح برشلونة الجديد أو أرسنال زمانه وأوانه ويتناقض هذا كله مع حلم أبراموفيتش، كما ترك مرارة في حلوق لاعبيه المرتبطين بمدربهم السابق والذين لابد أن يكونوا قد تأثروا بعنجهية مالك الفريق.

وبالتالي يقف نادي تشيلسي أمام مشكلة استعادة التوازن داخل المستطيل الأخضر والفوز بالبطولات ثم محاولة صناعة صورة إيجابية للفريق للوصول إلى حلم "الفريق المحبوب" وهي أمور شديدة الصعوبة وتعيد إلى الأذهان ما فعله فلورنتينو بيريز في ريال مدريد حينما أقال فيسنتي ديل بوسك لا لذنب سوى عدم فوزه بدوري أبطال أوروبا ورغبته في صناعة فريق أحلام كوكب

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات