كتب : نصري عصمت | الخميس، 11 ديسمبر 2008 - 17:42

متحف النادي الأهلي؟

بعد ساعات من الآن يسطر النادي الأهلي صفحة جديدة في تاريخه الحافل بالمشاركة للمرة الثالثة في مونديال الأندية .. وهذا الإنجاز يدعوني للتساؤل هل استفاد الأهلي حتى الآن من تاريخه العريق؟

عدت منذ أيام قليلة من العاصمة الهولندية أمستردام التي مكثت فيها أسبوعا بدعوة من مؤسسة الصوت الحر الهولندية للصحافة Free Voice Foundation وكانت فرصة لي لزيارة نادي أياكس الشهير وملعبه أمستردام أرينا .. ومتحفه التاريخي أيضا.

وهناك اكتشفت أن إدارة النادي استغلت دولاب بطولاتها العامر بكؤوس أوروبية ومحلية لا حصر لها بالإضافة إلى المقتنيات الخاصة لنجوم من عينة يوهان كرويف وماركو فان باستن وصور نادرة وأفلام فيديو لتصنع متحف النادي المجاور للملعب وقيمة التذكرة لا تتجاوز خمسة يورو.

وفي البداية تصورت إنني الساذج الوحيد الراغب في زيارة متحف من هذا النوع تاركا خلفي متاحف فان جوخ وأعمال الفن الحديث لكن المفاجأة كانت إقبال السائحين الأجانب على زيارة المتحف المكون من طابقين صغيرين.

والمثير أن إدارة نادي أياكس تنظم جولات داخل جنبات ملعب النادي كل ساعة، والتصوير ممنوع وغير مسموح إلا لمصور الملعب لبيع الصور للزائرين، أما مخرج المتحف فهو يؤدي إلى أكبر متجر لبيع منتجات النادي من قمصان وهدايا تذكارية تحمل شعار الفريق ومنتجات لا حصر لها من أكواب وملابس وميداليات وكرات وأدوات مكتبية تدر على النادي أرباحا خيالية.

والأهم أنه لدى زيارة أي متجر بيع تذكارات من المنتشرة في شوارع أمستردام يمكن للزائر العثور على منتجات نادي أياكس تماما مثل زهور التيوليب أو مقاهي تدخين الماريجوانا التي يراها الهولنديون معبرة عن بلادهم.

وبعد خروجي من المكان رحت أتصور ماذا لو أن النادي الأهلي قرر الاستفادة من شعبيته الكاسحة داخل وخارج مصر بهذه الطريقة؟

ففي مصر عشنا صراعا بين الأهلي واتحاد الكرة على حقوق إذاعة المباريات وإدارة الزمالك تستعد لخوض معركة مماثلة بسبب رغبة الفريقين في تنمية مواردهما وفي ظل تجاهل الدولة لقضايا الرياضة في الوقت الذي يملك فيه الفريقان تاريخا عريقا ونجوما وشعبية يمكن استغلالها في بيع منتجات او إنشاء متاحف مماثلة لتجربة أياكس وجني أرباحا مالية بطريقة مبتكرة.

الأهلي والزمالك يملكان أكثر من دولاب بطولات يشاهدهما أعضاء الناديين في الجزيرة أو ميت عقبة ويتندرون على صور أجيال اللاعبين المختلفة .. فلماذا لا يتم استغلال هذه المقتنيات في إنشاء متحف.

لماذا لا يكون في وسع مشجع النادي الأهلي المقيم خارج القاهرة أن يزور مكانا يحوي قاعة عرض تروي حكاية كل كأس و درع ويشاهد فيه صور وأفلام نجومه المفضلين في طفولتهم وشبابهم من خلال قاعة عرض سينمائي مصغرة.

تصوروا مكانا يضم ميداليات كأس العالم للأندية وقميصا لصالح سليم وكأس أول بطولة إفريقية ألا يستحق مكانا مثل هذا التصوير والزيارة؟

أياكس يملك نجوما من عينة كرويف وفان باستن وريكارد وجاري ليتمينان وفي الأهلي والزمالك لدينا الخطيب وأبو تريكة وحازم إمام وإسماعيل يوسف .. فهل يمكننا تطبيق الفكرة؟

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات