"لم يكن هناك عشوائية في أداء الأهلي أمام أدليد .. ولكن العشوائية الحقيقية موجودة في نقد وتحليل المباريات،" هكذا رد شادي محمد قائد الأهلي على سؤال من صحفي مصري عقب المباراة وهي إجابة تعبر عن مدى الغضب الذي يسيطر على أعضاء بعثة الأهلي تجاه الإعلام المصري.

فالمدافع الدولي يشعر أن هناك تحفزا من الإعلام تجاه الفريق ولاعبيه واتجاه إلى تسديد سهام النقد القاسية ضد اللاعبين الذين حققوا للأهلي كثيرا من البطولات والإنجازات.

هذا الشعور ليس عند شادي وحده، ولكن عددا من لاعبي الأهلي مثل وائل جمعة وأحمد حسن وأمير عبد الحميد أكدوا في أحدايثهم للصحفيين أن الأهلي سيعود بقوة للمنافسة على الدوري الممتاز وكأس السوبر الإفريقية من أجل تأكيد هوية الأهلي كفريق بطل.

وربما كان عبد الحميد تحديدا أكثر لاعبي الأهلي تعرضا للنقد من وسائل الإعلام المصرية بعد اهتزاز شباكه بأربعة أهداف أمام باتشوكا المكسيكي في افتتاح مباريات البطولة.

وقال عبد الحميد لـFilGoal.com فيما بين مباراتي باتشوكا وأدليد إنه لا يهتم بـ"النقد غير الموضوعي .. فلينتقدوا كما يريدون، ولكنني الحارس الأساسي للأهلي".

ليس اللاعبين فحسب هم من أبدوا استيائهم من التناول الإعلامي لمشوار الأهلي في البطولة، لأن المدير الفني المخضرم مانويل جوزيه يشاركهم الأمر نفسه.

"لن أرحل"

ويعتقد المدرب البرتغالي أن هجوما إعلاميا يوجه إليه بطريقة منظمة لدفعه للرحيل عن الأهلي.

وقال جوزيه للصحفيين عقب الهزيمة 1-صفر من أدليد: "لن أرحل عن الأهلي .. لايزال في عقدي عام ونصف وسأستكمله للنهاية".

ويرى جوزيه أن لاعبيه لم يتحملوا الضغوط التي حملتهم إياها الصحافة المصرية وأن أدائهم في المباراة الثانية تحديدا تأثر بهذا العامل كثيرا.

وظهر من تصريحات أنجح مدربي الأهلي في التاريخ أنه يستعد مع لاعبيه لمواجهة حملة إعلامية من نوع مختلف حينما يعودون إلى مصر.

وقال "أعرف أن هناك من سيطالب بتجديد دماء الفريق ولكنني أحب أن أذكرهم بأن هؤلاء اللاعبين هم من حققوا بطولات كثيرة للأهلي".

وأيده في ذلك قائد فريقه شادي حينما طالب الصحافة بعدم البدء في توجيه "الاتهامات بكبر السن وبعدم الصلاحية تطول اللاعبين لأننا سنعود أقوى مما كنا في البطولات المقبلة".

"لا نشتغل عند الأهلي"

إلا أن محللين وصحفيين أكدوا في أكثر من مناسبة أن التغطية تحلت بالموضوعية وأن حساسية جوزيه تحديدا تجاه النقد زائدة عن الحد.

وقال طاهر أبو زيد نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق والمحلل في قنوات راديو وتليفزيون العرب (إيه. أر. تي.) أن الإعلام لا تحمل مسؤولية نتائج الأهلي في كأس العالم للأندية.

وأضاف "الإعلام يؤدي دوره بموضوعية كاملة إضافة إلى أن لاعبي الأهلي في اليابان بعيدين تماما عن المشهد الإعلامي والصحفي في مصر".

والاحتقان بين جوزيه والصحافة المصرية ليس جديدا، ولكن سبق للمدير الفني البرتغالي أن غادر أكثر من مؤتمر صحفي بغضب بسبب أسئلة يراها "مستفزة"، على الرغم من تأكيداته الدائمة على أنه معتاد على مثل هذه الأمور.

وربما يكون ما كتبه الناقد الرياضي المخضرم حسن المستكاوي في عموده في صحيفة الأهرام في وقت سابق من الأسبوع الجاري توصيفا دقيقا للعلاقة بين الإعلام المصري وأهلي جوزيه.

وقال المستكاوي: "طبيعي أن يسخر مانويل جوزيه من المقالات والانتقادات التي حكمت عليه بأنه انتهي وفاشل‏,‏ بينما كان مدربا ناجحا وعبقريا قبل مباراة باتشوكا المكسيكي ‏..‏ في تلك الحالة من حقه أن يغضب وأن يسخر‏,‏ لكن لو كان جوزيه يسخر من انتقاده علي الهزيمة الثقيلة التي مني بها الفريق‏,‏ ويري أنه فوق النقد‏,‏ فهو علي خطأ‏,‏ وعلي خطأ جسيم‏".

وأضاف "أرجو أن يفهم جوزيه وغيره مايلي‏:‏ أننا نكتب للقارئ ولانشتغل عند الأهلي ومدربه‏,‏ فنطبل له فائزا أو مهزوما‏,‏ منتصرا أو مكسورا‏".