كتب : نصري عصمت | الأحد، 17 أكتوبر 2010 - 23:44

خمس أفكار أخرى عن التحكيم والبدري وتريكة

عقب لقاء الترجي والأهلي في ملعب رادس يمكن التعبير عما حدث في خمس أفكار جديدة ربما لا تهدف لإقناعك بوجهة نظري بقدر ما تهدف لإثارة الذهن والتفكير دون انفعال.

الفكرة الأولى:

لا مجال على الإطلاق للوم الظلم التحكيمي الذي تعرض له الأهلي في تونس باحتساب هدف صعود الترجي من لمسة "ذراع كامل" وليس مجرد "يد" لأن الأهلي فاز بالطريقة ذاتها في لقاء الذهاب بهدف محمد فضل، وبالتالي إذا افترضنا جدلا إلغاء الهدفين تصبح نتيجة الذهاب 1-1 والعودة صفر-صفر وهي نتيجة تؤهل الترجي أيضا.

وسيكون من السذاجة أن يخرج أي مسئول في الجهاز الفني للأهلي للحديث عن القرارات العكسية لأننا ببساطة نلعب في إفريقيا حيث لا يمكن أن تضمن حيادية أو كفاءة أي حكم خصوصا خارج ملعبك وهذه مسألة يحفظها أي عامل في النادي منذ أيام الخطيب وإكرامي الكبير.

وما هي لحظات حتى انتهى اللقاء وبدأ حسام البدري المدير الفني للأهلي في إطلاق تصريحات من نوعية النتيجة مرتبة مسبقا .. والحكم متآمر .. والترجي لا يستحق .. وأهمس في أذن البدري : وماذا عن حكم لقاء الذهاب؟ هل كان اللقاء مرتبا أيضا؟ وماذا عن مرحلة المجموعات التي تأهل فيها الأهلي بصعوبة؟ ولماذا ضرب بركات منافسه بهذا الوضوح؟ وماذا عن اكتساح مازيمبي لشبيبة القبائل بثلاثية؟ هل مازلت تملك القناعة بأحقية الأهلي في الفوز بالبطولة؟ .. نعم أنت تتعرض لضغوط رهيبة وتشكيك دائم في قدراتك لكن عفوا التحكيم ليس هو السبب.

بل الأدهى أن البعض بدأ يردد جملا من نوعية "حسبي الله ونعم الوكيل" و"الظلم حرام" وهي مجرد ردود أفعال انفعالية لا تتفق مع المنطق.

وبعد اللقاء الأول كنت قد أثرت تساؤلا عن هدف فضل حتى يتم فتح نقاش محترم حول إمكانية صعود الأهلي بهدف غير شرعي ودلالات سجود اللاعب الخلوق محمد فضل باعتبار لاعبي الكرة مثل يحتذى به ونموذج يعبر عن حال المجتمع لكن البعض تصور محاولتي للهجوم على اللاعب وأخذوا يبررون أي شيء بعصبية .. ولكن شاء الله أن يخسر الأهلي بذات الطريقة ..ولا أدري لماذا نفتقد للروح الرياضية ولا نقبل على أنفسنا ما نقبله لغيرنا، خصوصا أن هيبة الفريق الأحمر لم تهتز خلال اللقاء وتاريخه لا يقبل المساس.

مع ملاحظة أن الرأي السابق لا علاقة له بجمهور الكرة المصرية الذي يعشق "يغيظ بعضه على الفاضي والمليان".

الفكرة الثانية :الخروج الإفريقي أمام الترجي هو نتيجة طبيعية لسلسلة أخطاء تتحملها إدارة الأهلي قبل جهازه الفني وذلك خلال فترة التعاقدات، فالفريق يعاني من الضعف الشديد في مراكز الهجوم وحراسة المرمى، وبدت هذه العيوب بوضوح خلال لقاءي الذهاب والعودة مع الترجي.

فالأهلي انشغل بمولد محمد ناجي "جدو" وهو لاعب ممتاز لكن دون وجود بديل أو زميل على ذات المستوى مع احترامي لكل الموجودين، كما أن شريف إكرامي لم يتميز بشيء عن أمير عبد الحميد أو أحمد عبد المنعم، ربما يرتكب أخطاء كارثية كل ثلاثة مباريات بدلا من معدل كل مبارتين كما كان مع سابقيه لكن مازال أمامه الكثير حتى يتفادى إسقاط الكرة في منطقة الجزاء كما فعل في القاهرة أو حتى يتعملق لصد كرة إينرامو في رادس والتي لحق بها قبل دخولها المرمى.

وإذا افترضنا جدلا أن الأهلي بلغ النهائي وفاز على مازيمبي هل نتصور أن يلعب مونديال الأندية في ظل نقص واضح في خطين أساسين في الفريق.

الفكرة الثالثة:خلال الأيام المقبلة سيزداد عدد من يطالبون محمد أبو تريكة باعتزال كرة القدم وهي فكرة لا أتفق معها لسبب بسيط وهو أن التراجع في مستوى الأخير يرجع إلى تعامل المدربين معه باعتباره "ساحر الكرة المصرية".

وفكرة "الساحر" هنا تعني أنه لاعب يستطيع تغيير مجرى المباراة في أي لحظة وهذه الرؤية تعتبر نوعا من الرهان على قدرة فرد في النهاية وليس تناغم المجموعة، وهي نتاج لقدرة تريكة الفذة على إنهاء مباريات والتسجيل بثبات أعصاب يحسد عليه وهو ما خلق ثقة مدربيه حسن شحاتة وحسام البدري.

لكن كل مباريات تريكة خلال الأشهر الـ12 الماضية منذ مشاركته في لقاء الجزائر في أم درمان وحتى لقاء الترجي تشير أن حتى "الساحر" يحتاج إلى راحة أو إلى الاعتماد عليه في أوقات معينة من المباريات أو بتخفيف الحمل البدني عليه بإعفائه من اللقاءات الأقل أهمية على الصعيدين المحلي والدولي، وكانت كأس الأمم الأخيرة في أنجولا خير دليل على أن جماعية هذا الجيل من اللاعبين أكبر من مواهب تريكة أو زيدان أو زكي أو حتى أحمد حسن.

لغة "أرض الواقع" تقول إن تريكة يتم إشراكه في جميع لقاءات الأهلي المحلية ولا يقوم البدري بتغييره إلا مضطرا والنتيجة أن الساحر يبذل جهدا بدنيا خارقا بكل إخلاص ووفاء لكن ببساطة لا تسعفه طاقته على تقديم 90 دقيقة متكاملة في ظل "ماراثون" المباريات الذي لا ينتهي وهو ما أثر على لمساته الأخيرة.

ببساطة المطلوب أن يتم "تجويع" تريكة لكرة القدم وأن يتم التعامل معه كما يحدث مع الويلزي ريان جيجز وزميله بول سكولز في مانشستر يونايتد إذ يعتمد عليهما مدربهما أليكس فيرجسون في عدد معين من اللقاءات ولتنفيذ مهام تحتاج قوة أعصاب بدلا من استهلاكهما 90 دقيقة أمام كل فرق الدوري الإنجليزي.

الفكرة الرابعة :

فريق الأهلي الحالي يضم عناصر ممتازة بنسبة 90 % وخليطا جيدا من الشباب وأصحاب الخبرة، وبالتالي فالمشكلة ليست كما "يفتي" البعض بأنها مشكلة سنية، وإذا كان الترجي الذي يعد أقوى فريق في القارة حاليا مر من الأهلي بشق الأنفس، فتعديلات بسيطة في التشكيل وتدعيم المراكز التي تعاني من النقص يستطيع الأهلي أن ينافس على لقب البطولة الموسم المقبل وهو في كامل عنفوانه.

فكرة أخيرة : هل تتفق معي أن وائل جمعة هو أفضل مدافع مصري خلال العشرين عاما الأخيرة؟

تحديث : فكرة سادسة

سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة صرح منذ دقائق في موقع الاتحاد بأن أخطاء الحكم سبب خسارة الأهلي وأنه يساند الفريق الأحمر في أي شكوى .. نصيحة للنادي الأهلي ابعدوا عن سكة الكابتن سمير فستبدأ بمؤتمر صحفي عالمي غير معروف الموعد يتم إلغائه لأسباب غير معروفة، ثم يعقبه عملية إعداد ملف محترم حافل بالأدلة لتقديمه إلى الاتحاد الدولي (فيفا) وهو بالمناسبة جمعة وسبت إجازة عشان محدش يطخ المشوار يعني، ثم ينتهي الأمر بتوقيع عقوبات مادية ورياضية على الأهلي.

"بالذمة دي تصريحات مسئول" .. لدينا لاعب تعرض للطرد بسبب ضرب منافس بدون كرة والواقعة مسجلة بالفيديو ولدينا خطأ فاضح معروف أن (فيفا) و(كاف) لا يعيدون بسببه المباريات وهناك تسجيل آخر لهدف أحرز في القاهرة بنفس الطريقة .. هل هي مسألة "عاش مهيج الجماهير وخلاص"، أم نحتاج لبعض الحكمة؟

تابعوني على تويتر

http://twitter.com/nasry

أو على فيس بوك

http://www.facebook.com/people/Nasry-Esmat/529965924

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات