"نظام" الفراعنة يخشى "ثورة" الأولاد

السبت، 26 مارس 2011 - 06:36

كتب : هاني حتحوت

بعد خمسة أعوام من السيطرة على القارة الإفريقية، يجد منتخب مصر إنجازاته على حافة الخطر عند مواجهة جنوب إفريقيا في المرحلة الثالثة لتصفيات الأمم الإفريقية 2012 في الثامنة مساء السبت.

فخلال السنوات الخمس الماضية حصدت مصر ثلاث بطولات إفريقية متتالية، لينجح في حبس أنفاس القارة كلها دون أن ينجح أي فريق في فك قيده، قبل أن تسنح لجنوب إفريقيا فرصة استغلال يوم 26 مارس في وضع نهاية لجيل الفراعنة.

وبفضل تعادل صادم أمام سيراليون بالقاهرة ثم خسارة كارثية أمام النيجر خارج الديار، حصدت مصر نقطة واحدة وضعتها في ذيل المجموعة الثالثة لتقترب من الفشل في التأهل لبطولة إفريقيا للمرة الأولى في التاريخ.

فمنتخب مصر هو الفريق الوحيد الذي تأهل إلى جميع النسخ الـ28 السابقة، قبل أن يعاني من أجل حجز تذكرة التأهل للنسخة التي تستضيفها غينيا والجابون مطلع عام 2012.

نهاية جيل؟

أكثر من 11 لاعبا يتقدمهم حسن شحاتة ورفاقه صنعوا إنجازات الفراعنة خلال السنين الماضية، لكن اتفق أغلب الخبراء على أن مباراة جنوب إفريقيا قد تمثل نقطة التحول الرهيبة.

شحاتة نفسه صرح قبل المباراة بأن الخسارة تعني نهاية الجيل الأفضل في تاريخ الكرة المصرية. جيل ضم محمد أبو تريكة وعصام الحضري ووائل جمعة وأحمد حسن ومحمد شوقي وسيد معوض ومحمود فتح الله وغيرهم.

وقال هاني سعيد مدافع الزمالك الذي يغيب عن المباراة لـFilGoal.com :"خسارة المباراة ستكتب نهاية جيل لا يستحق أن ينتهي مشواره بهذه الطريقة".

ولعل جنوب إفريقيا في حاجة إلى الانقضاض على مصر، مستغلة الرغبة العارمة في الثأر من الفراعنة لإقصائهم من نهائي بطولة الأمم الإفريقية 1998 بهدفين نظيفين.

وهو ما دفع بيتسو موسيماني المدير الفني للبافانا للتصريح ليلة المباراة :"هيا بنا لنقوم بصنع التاريخ والفوز عليهم في مناسبة رسمية للمرة الأولى".

وأتبع "الآن فريقنا جاهز ويعرف كيف يدافع أمام مصر التي تلعب بشكل معقد للغاية، فهم يشبهون الفريق المكسيكي الذي يعتمد على التكتيك والتخطيط .. لكني سعيد بعدم وجود إصابات".

وتأكدت مشاركة نجمي الفريق ستيفن بيينار نجم توتنام الإنجليزي وقائد البافانا، بالإضافة إلى سيفوي تشيابالالا صاحب أول هدف جنوب إفريقي في المونديال.

وكانت مصر هي الفريق الوحيد الذي هزم جنوب إفريقيا في أمم إفريقيا 1996 بدور المجموعات، قبل أن يحصد أصحاب الأرض البطولة للمرة الوحيدة في تاريخهم.

ظروف معاكسة

يتشابه الانقلاب الذي يسعى الأولاد لإحداثه في وجه الفراعنة مع ذلك الذي أطاح بنظام الرئيس المصري السابق، لكن الثورة المصرية نفسها أربكت حسابات شحاتة.

فإلى جانب اتهام شحاتة بأنه ضد الثورة في أعقاب دعوته الثوار للعودة إلى منازلهم ودفاعه عن حسني مبارك، يجد المدير الفني الأكثر حصولا على بطولات في تاريخ مصر نفسه بدون لاعبين جاهزين.

فقد توقف الدوري الممتاز منذ يوم 22 يناير الماضي، فتعطلت لياقة المبارايات عند أغلب لاعبيه بشكل يضع شحاتة في موقف متأزم لمواجهة فريق يستعد للمباراة منذ ستة أشهر.

فقال موسيماني ليلة المباراة :"منذ التعادل في مباراة سيراليون الأخيرة (أكتوبر الماضي) وأنا أفكر في لقاء مصر كل ثلاث دقائق وأخيرا جاء وقته، أنا واثق في اللاعبين وفي قدرتهم على صناعة التاريخ".

وعلى العكس، لا يملك شحاتة من رصيد لياقة لاعبيه سوى المحترفين عصام الحضري محمد زيدان وأحمد المحمدي وأحمد علي ومباراة واحدة خاضها لاعبو الأهلي والزمالك والإسماعيلي وحرس الحدود في بطولات إفريقيا، بالإضافة إلى بعض المباريات الودية.

وأوضح شحاتة في مؤتمر صحفي ليلة المباراة :"لم نستعد كما أردنا بسبب الثورة التي منعت اللاعبين من الوصول إلى أفضل حالاتهم، لكننا نسعى للفوز وجاهزون وسنفعل أقصى ما بوسعنا".

حسابيا، يبقى الأمل في التأهل قائما حتى إن خسر الفراعنة في مباراة السبت لكنه سيكون ضعيفا للغاية، ولذلك يسعى المصريون لاستدعاء روح مباراة إيطاليا.

فاستاد إليس بارك الذي سيشهد المباراة هو الملعب الذي حقق فيه المصريون أول فوز رسمي على فريق أوروبي بهدف نظيف في مرمى إيطاليا ضمن بطولة العالم للقارات 2009.

كما أن إليس بارك شهد التألق اللافت للمصريين أمام البرازيل قبل الخسارة في الدقيقة الأخيرة 3-4 في البطولة ذاتها، ما يبعث بالتفاؤل إلى جانب عنصر آخر يزيد من الإصرار.

الخبرة الإفريقية تصب في مصلحة الفراعنة، ويكفي أن عدد المباريات الدولية لمجموع بيينار وتشيبالالا هو 114 بواقع 57 مباراة لكل لاعب، هو في الواقع أقل من مباريات عصام الحضري وحده برصيد 123 مباراة.

التعليقات