بالصور .. صراع "الجرافيتي" على جدران القاهرة قبل القمة

الأربعاء، 22 يونيو 2011 - 22:34

كتب : شريف حسن

وقف الشاب أحمد إدريس أمام حائط متسخ وباهت في أحد الشوارع الضيقة بحي شبرا لينظر إليه وفي رأسه فكرة ظنها الكثيرون حمقاء.

وبعد 72 ساعة من الرسم والتلوين والعمل المتواصل تحول الحائط إلى لوحة فنية رائعة كتب عليها "UA 07".

الحروف هي اختصار لاسم مجموعة "ألتراس أهلاوي" مع تاريخ التأسيس 2007.

لوحة الحائط كانت خطوة لإطلاق شرارة طريقة جديدة على المجتمع المصري للتعبير عن الرأي بواسطة الرسم، وهو ما يعرف حول العالم باسم "الجرافيتي".

فإدريس الذي يعد أحد أبرز قيادات الأولتراس في مصر كان يحاول تجميل منطقته والتعبير عن انتماءه برسم شعار النادي الذي يعشقه.

والجرافيتي هو فن رسم الأحرف أو الرموز على الحوائط والجدران من أجل إيصال رسائل اجتماعية أو سياسية أو رياضية.

تبني الفكرة

نشأ فن الجرافيتي منذ قديم الأزل عن طريق رسومات المصريين القدماء على الجدران مرورا بالثقافات الإغريقية والرومانية قبل أن يتطور في أوروبا وأمريكا اللاتينية في القرن العشرين خاصة مع نهاية الحرب العالمية الثانية.

ودخل الجرافيتي مصر عن طريق كرة القدم إذ تبنت مجموعات الأولتراس منذ نشأتها فكرة الرسم على الحوائط رغم الملاحقة الأمنية لأفرادها مما صعب عليهم فرصة زيادة الإبداعات الفنية على الجدران.

ويقول إدريس: "نتبنى رسم الجرافيتي منذ فترة، ونسعى لنشر الفكرة بين الشباب المصري لنحول كافة الحوائط الباهتة في شوارع مصر إلى لوحات فنية تجذب الأنظار".

وتابع "نعبر عن انتمائنا لنادينا بلوحات تذكارية على الجدران من أجل ترك بصمة للأجيال القادمة من المشجعين".

ويعد الإمتاع البصري من أهم جوانب ثقافات الأولتراس حيث تهتم المجموعات بالإبداع في الدخلات والأعلام الكبيرة بالإضافة إلى الجرافيتي.

وهو ما أكده أحد قيادات (ألتراس وايت نايتس) الداعمة للزمالك "نستخدم الجرافيتي لنشر الثقافة والعقلية بين صغار المشجعين، ولتوطيد فكرة الإبداع والعمل الجماعي".

وتابع "تعاون أفراد المجموعة في رسم لوحة فنية ينمي لديهم فكرة الانتماء والفخر بما قدموه، وهو ما يفتقده الشباب المصري في هذه الأيام".

صراع وتعاون

انتقلت حدة المنافسة بين جماهير قطبي الكرة المصرية من داخل المدرجات فقط إلى جدران وحوائط شوارع العاصمة، وبدأ تحدي "الجرافيتي".

فكل مجموعة أولتراس باتت تهتم كثيرا ببصماتها في الشوارع، كما تهتم بدخلاتها وتشجيعاتها داخل الملعب.

ويشير قيادي أولتراس أهلاوي "طالما نسعى لنشر العقلية، فعلينا إظهار مدى قوتنا وتنظيمنا وإبداعنا".

ويرد نظيره في الوايت نايتس "قد لا نرسم بكثافة، ولكننا نهتم بأن تخرج كل لوحة بشكل مثالي حتى تكون خير صورة تنقل عنا".

وتابع "المنافسة في رسومات الجرافيتي لا تقل سخونة عما يحدث داخل الملعب، ولكنها تنقل صورة إيجابية عن مشجعي الأولتراس بدلا من فكرة الشغب والعنف".

وتحترم مجموعات الأولتراس حول العالم إبداعات منافسيها لأنها تعتبر أن انتشار الأعمال وتعددها يخدم العقلية ويشجع على العمل وينشر الثقافة.

وهو ما يعكسه اتحاد المجموعتان على رسم العديد من الجرافيتي الموحدة في حب مصر عقب نجاح الثورة المصرية امتلئت بها شوارع القاهرة.

واتفق الشابان اللذان يحملان شهادات عليا على جملة واحدة للتفسير "أردنا مشاركة شباب مصر في رسم صورة جميلة عن مستقبل البلد".

فقد لا يعرف الكثيرون أن عبارات "يسقط مبارك" التي انتشرت على الجدران إبان ثورة 25 يناير كانت بأيدي أفراد الأولتراس، فهم دائما يتركون علامة.

التعليقات