كتب : عمر عبد العزيز | الثلاثاء، 15 مايو 2012 - 16:38

احنا اسفين يا جوزيه!

لن انسي خبر بعنوان (شيكابالا يشيد بـ"أسفين يا شيكا" بداية لتوحيد الجماهير) بعد مرور بضعة أيام علي واقعة بورسعيد وأذكر أني لم أشعر بالسعادة عند قراءة خبر رياضي في حياتي كما شعرت آنذاك.

الذي أبهرني أكثر من كلام نجم الزمالك هو سيل التعليقات الذي جاء في اتجاه واحد ربما لأول مرة في تاريخ الموقع، تعليقات نادرة من نوعية "زملكاوى وبحب اخويا الاهلوى غصب عن اي حد تانى" و "كلمة لكل زملكاوي اتضايق مني هنا بقوله انا اسف".

وآخر أعاد صياغة نشيد تالتة شمال الشهير هكذا: في التالة شمال .......... شهداء ابطال

بيقولوا فرقتهم رجال .......... انتو اللى رجال ........ انتو الابطال

التالتة يميييييين .......... بتقول اسفييييييييين

جمهور الاهلي جمهوووور عظيييييييييييييييم.

وقال احدهم : "شكرا للشهداء، مش هنشتم بعض تانى دمكم سال زرع الحب بين الاجيال".

ثم جاء تصريح مانويل جوزيه أمس عن "بطولاته" التي فاز بها وحده والتي تعدت بطولات الزمالك مجتمعة (ولا أدري كيف حسبها البرتغالي) ليعود بنا إلي معركة التعليقات، التي تمثل جزء بسيط من العلاقة بين جماهير أكبر ناديين في أفريقيا.

فبصرف النظر عن زج إسم الزمالك بدون أي مبرر، فإن كلام جوزيه يوحي بأن النادي الأهلي لم يكن له وجود من قبله ومن ثم فهو تقليل - وإن كان غير مقصود - من شأن النادي العريق الذي يعود تاريخه لعقود قبل مولد "الساحر".

وأود أن أوضح أني لست بصدد انتقاد لشخص جوزيه (لأني مش فاضي له) بقدر ما هو محاولة لتذكير الجماهير بأن الروح الحقيقية التي سادت عقب كارثة بورسعيد لا يمكن وأن تٌطمس لمجرد تصريح غير موفق.

"بتخلينى كل ما اعوز واشجع الاهلى في ماتش خارجى ارجع في كلامى بسبب عجرفته" ... "رجعت قله الادب والتعصب تاني . هوا احنا لازم نستنا 74 شهيد تاني لعمل هدنه شهر . ده روح الشهيد رخيصه اوي اننا نبطل تعصب".

فهذه عينة بسيطة تعكس مدي التأثير الذي يمكن أن يخلفه تصريح واحد من مسئول بحجم جوزيه بين الجماهير المصرية التي عانت طويلا من "الأفورة" في كرة القدم وحان الوقت لوضع "اللعبية الشعبية" في مكانها الطبيعي كرياضة لا أكثر ولا أقل.

فهل "ستعود ريما" أم سيغلب الوعي ليؤكد أن تصريحات المسئولين أو اللاعبين قد يخونها التوفيق لأنهم بشر ولذلك فلا ينبغي علي المشجع "الفاهم" أن ينجرف وراء الأقاويل التي قد تبدو مستفزة قبل تغليب العقل.

ومن هذا المنطلق أستعين بكلام المعلم حسن شحاتة ردا علي أن تصريحات جوزيه قد تشعل نار الفتنة :"لا طبعا أرفض هذا الكلام، المدرب يتحدث في أمر كروي لا يجب أن يتخطى هذا الحد".

وأكمل "يجب ألا نخلط الأمور وعلينا أن نتعلم مما أصابنا، قد يكون كان غاضبا أو مستفز من طرح السؤال ولكنه بالطبع لا يدعو للتعصب".

هذه هي العقلية التي يجب أن يكون عليها كل من ينتمي للمنظومة الرياضية بداية من المشجع، العقلية التي تأخذ الأمور ببساطة ولا تسمح بتخطي الحد عن المسائل الكروية كما صرح شحاتة.

فالرجل أبدي ردة فعل في منتهي الهدوء وتعامل مع الموقف بمبدأ حسن النية، والحمد لله أن تصريح جوزيه لم يأتي قبل تعيين شحاتة لأن الله أعلم ماهية رد فعل من سبق المعلم!

أعتقد أيضا أن الزمالكاوية يمكنهم أن يأخذوا كلام جوزيه من الناحية الإيجابية بمعني أن إقحام إسم الزمالك في مسألة عدد البطولات إنما هو إعتراف بعراقة الأبيض.

فعندما تقول فعلت مالم يفعله "فلان"، فإن هذا دليل علي أن "فلان" يُضرب به المثل في النجاح، وأتمني أن يكون هذا هو غرض جوزيه وأن يكون المترجم قد بالغ في التفسير.

في النهاية أري أن وقوع الأهلي مع الزمالك في نفس المجموعة قد يمثل إختبار جاد لمدي استيعاب أنصار الناديين لمبدأ "لا للتعصب" وليس عندي ادني شك أن هذا لو تحقق سيكون نهائي دوري أبطال أفريقيا مصريا خالصا.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات