كتب : ضياء الدين محمد | الأحد، 19 أغسطس 2012 - 23:20

شمروخ الوايت نايتس!

نحن من نصنع النجوم، ومن اجلنا تلعب كرة القدم .. جملة لم يكن ليسمعها أحد لولا حركات الأولتراس التي أثرت مدرجات كرة القدم في مصر ومن قبلها العالم.

جملة يسعى الكثيرون لوأدها حتى ولو على حساب الجماهير التي تبذل الغالي والرخيص لا لشيئ إلا لانتمائها للكيان، سواء بمحاربتهم أو بإظهارهم مخطئين والهجوم عليهم مهما بدر منهم!

ففي واقعة غير مسبوقة وبدون ادنى استعمال للعنف، نجحت مجموعة أولتراس وايت نايتس في إعادة حق العودة للمدرجات إلى جماهير مصر كلها وليس جماهير الزمالك فقط.

وأثبت رجال الأولتراس امتلاكهم للمخ بجانب العضلات، فمع قدرتهم على الحشد والتجمهر والمشاركة في اشتباكات الثورة، يمكنهم أيضا التفاوض والتحدث بلغة العقل، فهم ليسو ببلطجية ولا مروجي عنف.

بل وقد أجبر الفرسان رجال الدولة وتحديدا وزارة الداخلية على الاعتراف بكيان الأولتراس والجلوس معه على مائدة واحدة للتفاوض، وهو الأمر الذي تكافح من أجله حركة الأولتراس منذ نشأتها.

ورغم ذلك، تطولهم الانتقادات كونهم يخالفون عقلية الأولتراس بعدم تنفيذهم لتهديدهم باقتحام ملعب مباراة الزمالك ومازيمبي!

ولا أعلم في ماذا يفكر المنتقدون؟

فهل المطلوب من الأولتراس أن يقتحموا الملعب ليتسببوا في توقيع المزيد من العقوبات على ناديهم الغارق بالفعل في الأزمات؟

هل المطلوب من الأولتراس أن يقتحموا الملعب – الكلية الحربية – الذي يعد منشأة عسكرية والدخول في صراع دامي سيسفر دون أدنى شك في سقوط ضحايا ؟

هل المطلوب من الاولتراس أن يقتحموا الملعب حتى تدور الماكينات الفاسدة في الإعلام لتلبسهم ثوب البلطجة وأعداء البلد؟

ما فعله الوايت نايتس سيسجل في تاريخ حركات الأولتراس في مصر، فلقد أجبروا الجميع على تنفيذ ما يريدوه وأعادو الجماهير للمدرجات بدون عنف.

وتحية لكابوهات المجموعة – قادة التشجيع – التي رفضت المزايدة بدماء شبابها من أجل تحقيق مجد زائف يتمثل في اقتحام مدرجات ملعب!

لقد كان رجال الوايت نايتس قادرون على اقتحام الملعب، ولكن حرصهم على مصلحة ناديهم ومن قبلها أرواح ودماء مصرية هو ما منعهم.

ولذلك يجب إعلانها صراحة، لن يزايد على الأولتراس عامة والوايت نايتس خاصة، إلا من يحترق بنار "الشمروخ" الذي أشعلوه ليمحي ظلام الجهلاء وينشر صورتهم الجيدة ويسقط نظام من يفتي دون علم!

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر: @Diaa_Soliman

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات