كتب : ميدو | الأحد، 13 يناير 2013 - 23:19

تحليل – يونايتد 2-1 ليفربول .. ليست One Man Show!

في مباراة لا يمكن أن تتخيل مدى أهميتها في إنجلترا إلا إذا كنت من عشاق الكرة الإنجليزية، واجه مانشستر يونايتد غريمه التاريخي ليفربول، فالفريقين فازوا معا بـ37 لقبا للدوري، أكثر من أي فريق آخر.

فالجميع يعتقد أن مانشستر سيتي وجاره يونايتد هما طرفا قمة الكرة الإنجليزية إلا أن التاريخ يقول إن مواجهة الشياطين الحمر وليفربول هي مباراة القمة لجمهور الفريقين، وهذا ما تراه واضحا من تصريحات لاعبي الفريقين قبل المباراة.

فتجد بول سكولز يصرح قبل المباراة أن مهما فعل مان سيتي فلن تكون مبارياتهم معنا أهم من مباراتنا مع ليفربول.

دخل الفريقان إلى المباراة وأهدافهم مختلفة تماما، فمانشستر يبحث عن توسيع الفارق بين وسيتي إلى عشر نقاط حتى ينفرد بالقمة، ويحاول ليفربول أن ينهي الدوري في المركز الرابع حتى يضمن له مكان في بطولةدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وما أدراك ما أهمية بطولة أوروبا للأندية الكبيرة.

فبدون المشاركة في دوري الأبطال لا تستطيع أن تستقطب لاعبين كبار حتى لو كنت فريق يحمل تاريخ عظيم، هذا بخلاف العائد المادي الرهيب الذي يعود على الأندية من خلال مشاركتها الأوروبية.

إذ يحصل كل فريق على ستة ملايين يورو لكل نقطة يحصدها في دوري الأبطال بخلاف عائد التذاكر والحقوق التليفزيونية التي تتعدى مليون يورو عن كل مباراة.

Liverpool Man-u

وإذا انتقلنا إلى التشكيل سنجد أن السير أليكس فيرجسون لا يغير كثيرا طريقة لعبه في الفترة الأخيرة، وهي 4-4-2، حتى إذا اختلفت الأسماء التي يبدأ بها اللقاء عتمدا على التنظيم الدفاعي الجيد ووجود لاعبين وسط يتميزوا بالتمريرات الدقيقة والالتزام الدفاعي في وسط الملعب.

فمثلا تجد أن مايكل كاريك مرر أكثر من أي لاعب آخر في الدوري الإنجليزي في 2012 بفارق 577 تمريرة عن ملاحقيه.

أما في الثلث الأخير فيعتمد فيرجسون على سرعات الأجناب والتزامهم الدفاعي الذي لم أرى مثله منذ سنوات طويلة.

فدائما تجد فالنسيا بجابت رافاييل عندما يشارك أو أشلي يونج على الجهة الأخرى.

اليوم اختار السير أن يبدأ بالياباني كاجاوا في الناحية اليسرى ويونج في الجبهة اليمنى مع وجود فان بيرسي كمهاجم صريح وويلبك في اللعب من حوله في محاولة تعويض غياب روني للإصابة والذي يقوم دائما بدوره الدفاعي على أكمل وجه.

أما رودجرز المدير الفني لليفربول فيحاول أن يبسط فلسفته على طريقة لعب الحمر وهو محاولة امتلاك الكرة أطول فترة ممكنة بين أقدام لاعبيه، وهذا ما نجح فيه الموسم الماضي مع سوانزي الذي قدم كرة جميلة الموسم الماضي وهو ما دفع ليفربول للتعاقد معه حتى يطبق الفلسفة نفسها.

تساءل البعض هل ستكون مباراة اليوم هي مباراة بين فان بيرسي وأصدقاءه ضد سواريز وأصدقاءه، وهل ستكون مباراة الـOne Man Show ؟ أم سيغلب على المباراة الطابع التكتيكي ومحاولة إغلاق مفاتيح اللعب من كل مدرب للآخر.

وبدأت المباراة بطيئة من الفريقين حتى انتفض فان بيرسي في الدقيقة 19 وأحرز الهدف الأول ليونايتد عن طريق عرضية جميلة من إيفرا وضعها من لمسة واحدة قوية على يسار رينا.

ورغم تحسر جماهير أرسنال كل مرة يحرز فيها فان بيرسي (17 هدفا في الدوري، 21 في كل البطولات) الإ أنهم يدركون الآن أنه انتقل إلى مانشستر للفوز بالبطولة، فليس من الطبيعي أن يكون لاعبا بحجم فان بيرسي وموهبته لا يمتلك بطولة واحدة طوال تاريخه!

توقعت أن ينتفض ليفربول بعد تأخرهم بهدف لكني عندما نظرت إلى مهاجميه وجدت أنهم لن يشكلوا أي خطورة حقيقية في ظل وجود سواريز وحيدا وخبرة فيردناند وفيديتش في السيطرة عليه.

وانتهى الشوط الأول بتقدم مستحق ليونايتد، حيث لم يسدد ليفربول أي تسديدة على مرمى دي خيا طوال الـ45 دقيقة الأولى.

تغيرات تكتيكية

ومع بداية الشوط الثاني أجرى كل مدرب تغيير، فدفع السير بفالنسيا بدلا من يونج الذي تعرض للإصابة في تدخل عنيف مع دانيال أجير، ودفع رودجرز بستوريدج بدلا من لوكاس في محاولة منه لمساندة سواريز الذي ظل وحيدا طوال الشوط الأول.

وبالفعل تحسن أداء ليفربول في الخمس دقائق الأولى حتى عزز فيديتش تقدم الشياطين الحمر في الدقيقة 53 من كرة ثابتة نفذها فان بيرسي من الناحية اليسرى على الزاوية البعيدة على رأس إيفرا الذي اعتقد الجميع أنه محرز الهدف حتى هو نفسه، لكن الإعادة التليفزيونية أظهرت لمس فيديتش للكرة برأسه قبل دخولها المرمى.

بعدها بثلاث دقائق عاد ليفربول إلى الصورة بإحراز ستوريدج لهدفه الأول مع الحمر في الدوري بعد تسديدة جيرارد القوية التي تصدى لها دي خيا لترتد إلى ستوريدج المتابع فيضعها بسهولة في المرمى.

وحاول رودجرز استغلال تراجع يونايتد ودفع ببوريني بدلا من ستريلينج الذي لم أراه إلا عند خروجه مستبدلا.

وبالفعل ضغط ليفربول محاولا الخروج بالتعادل وأهدر ستوريدج فرصتين حقيقتين لتنتهي المواجهة بفوز مانشستر وتغريده في القمة.

ملاحظات..

- صافح لويس سواريز إيفرا بعد رفضه لمصافحته في المباريات السابقة عقب مشكلتهم الشهيرة التي اتهم فيها إيفرا سواريز بتوجيه إهانات عنصرية له والتي أدت إلى إيقاف سواريز ثماني مباريات.

- مرر مايكل كاريك تمريرة واحدة خاطئة طوال الـ90 دقيقة.

رجل المباراة .. داني ويلبك

نجح في تعويض غياب روني وشكل خطورة كبيرة على مرمى ليفربول طوال اللقاء، بالإضافة إلى المساندة الدفاعية التي قام على مدار الشوطين.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات