كتب : عمر عبد العزيز | الثلاثاء، 29 يناير 2013 - 20:04

برادلي إخوان

برادلي يشن هجوما حادا علي مرسي.. برادلي غاضب من الأوضاع السياسية في مصر.. اتحاد الكرة يحقق مع برادلي بسبب تصريحاته السياسية.. بل وصل الأمر إلي "برادلي يشعل أزمة بين واشنطن ومرسي".

بقي فقط أن نسمع: "برادلي إخوان"، ولا استبعد ان اري هذا العنوان قريبا ببساطة لأن مجال الصحافة تحول إلي شارع اتجاه واحد وهو الإثارة ثم الإثارة ثم الإثارة بغض النظر عن أي مبدأ يتعلق باحترام المهنة أم حتي تقدير ظروف الاحداث الملتهبة التي نعيشها.

ولا شك أن الإثارة جزء من الصحافة بل وقد يكون اتجاه احيانا وهذا ليس بعيب، ولكن المشكلة أن الإثارة حينما تختلط "بالأفورة" ثم الهوي والمصلحة الشخصية، فسوف نحصل علي "ميكس" قوي من الترهات التي ليس لها أول من آخر.

وقد يظن البعض تفاؤلا أن "السير في اتجاه واحد" معناه أننا اجتمعنا علي رأي موحد أخييييييييييرا...ولكن للأسف هذا الطريق الواحد ما هو إلا ممر جانبي ضيق يهوي بنا إلي آخر واسع "مالوش اتجاه" وهو بحر الأهواء الشخصية.

والآن فلنلقي نظرة علي تصريحات برادلي التي وصفها الإعلام المصري بانها "هجوما حادا" أدي إلي أزمة مع واشنطن!

"كما هو الحال عادة في مصر هناك انقسام كبير، كثير من المواطنين أصابهم الإحباط بسبب عدم ثقتهم في القيادة الحالية، وهناك بالطبع المؤيدون لجماعة الإخوان المسلمين...

ثم تابع الأمريكي كلامه بمنتهي الحنكة و"جاب من الآخر" حينما قال:

"في مصر، رأيك في الأحداث وربما نظرتك للمستقبل أيضا دائما تختلف حسب التيار الذي تؤيده شخصيا."

هكذا "تكلم برادلي في السياسة" و"انتقد مصر" وقال ان "المصريين لا يثقون في مرسي" وان "الاستقرار اصبح أمرا بعيد المنال"!!

والحقيقة الواضحة أن الرجل لم يصرح من قريب او من بعيد أنه ضد الحزب الحاكم أو معه ولم يدلي برأي صريح حول الأوضاع السياسية، فهو لم يقل إلا ماهو واقع في الشارع المصري من "اختلاف بين مؤيد ومعارض".

وحينما تحدث عن "صعوبة المعيشة والأمية والسياحة وضعف الجنيه المصري" فهو تطرق إلي حقائق لاينكرها إلا غافل وهي بالتالي لا تعبر بأي حال من الاحوال عن "ميوله السياسية".

ولكن للأسف 95% من القراء لا يصل إليهم إلا الكلام المترجم بالعربية أو بالأحري... "المحرف بالمصرية".

داء "الأفورة الهيستيرية" الذي ضرب مصر اصبح مستعصيا ولكن الكارثة أنه حين يتغلغل في مجال الإعلام فإن الخسائر – من فساد فكري وتفريق بين الناس وإثارة فتنة - لاتحصي نظرا لسرعة "تداول اللينكات" وسهولة إنشاء المواقع الألكترونية في هذا الزمن.

وكان الله في عون برادلي وجهازه المعاون الذي دائما ما يضطر للإجابة عن أسئلة من نوعية "مستر برادلي رأيه ايه في الاخوان يا كابتن زكي؟" او "كابتن ضيا احنا سمعنا خبر ان اتحاد الكرة بيحقق مع برادلي بسبب تصريحاته ضد الرئيس".

وقد أصاب ضياء السيد حينما نبه المسئولين منذ عدة أشهر من خطورة الاستماع لكل صغيرة وكبيرة علي الانترنت وقتما انتشرت شائعة أن برادلي يتهم أعضاء اتحاد الكرة "بالجهل وعدم القدرة علي فهم الإنجليزية".

ولكن يبدو أن الجهل وعدم القدرة علي فهم الإنجليزية أوحتي العربية ليس مشكلة مسئولي الاتحاد ولكنه أصبح أحد الصعوبات العامة التي لا تعد ولاتحصي في مواجهة الجهاز الفني لمنتخب مصر.

رسالة إلي جهاز المنتخب وبالأخص ضياء السيد: العمل في صمت أصبح مهمة شاقة في هذا الوقت ولكن استمروا في اسلوبكم الهادئ المحنك في التعامل مع الأمور لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة للتغلب علي "البلاوي" المحيطة بكم.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات