كتب : عمر عبد العزيز | السبت، 16 مارس 2013 - 13:56

جعفر احسن من توريس!

عزيزي مشجع الزمالك هل تعلم عدد الأهداف المؤثرة التي سجلها أحمد جعفر منذ انتقاله من المصرية للإتصالات موسم 2009-2010؟

هل تعلم أن جعفر قد سجل تسعة أهداف كلها حاسمة في الموسم قبل الماضي مما جعله سببا مباشرا في حصول الزمالك علي مايقرب من 16 نقطة، قبل أن يضيع ركلة جزاء أمام الإتحاد اتهمه الكثير بعدها أنه "السبب في ضياع الدوري"؟

هذا فضلا عن عدد لا بأس به من الأهداف في مرمي الأهلي علي الرغم من معاناة الزمالك أمام غريمه التقليدي في السنوات الماضية.

في البداية كلامي ليس حصرا للمشكلة في "جعفر" فحسب ولاجمهور الزمالك بصفة خاصة، فمهاجم الزمالك أحد الأمثلة لسلوك عام للمشجع المصري الذي لايرحم. كما أنني ارفض التعميم ولذلك عندما أقول "جمهور الزمالك" فأنا لا أشير إلي كل مشجع زملكاوي.

وبالتأكيد لست بصدد الدفاع عن التصرف الاهوج للاعب عقب تسجيله أجمل أهدافه علي الإطلاق منذ الإنضمام للزمالك ولكن...ضع نفسك في خانة مهاجم الزمالك الوحيد للحظات.

الإحباط يكون قاتلا عندما يشعر لاعب كرة القدم بأن "اللاعب رقم 12" في فريقه هو أول خصم له وهذا هو تحديدا ما شعر به جعفر في الدقائق القليلة بين إضاعته لفرصة سهلة وتسجيله للهدف الوحيد أمام فيتا كلوب.

اللعب تحت ضغط جماهير فريقك هي أصعب عقبة علي الإطلاق في مواجهة أي مهاجم حتي يتحول الأمر من مساعدته في تسجيل الأهداف إلي الوقوف له بالمرصاد حتي يسجل.

سيرد الكثير بأنه "بيضيع اجوان اكتر ما بيجيب" وهو مقياس ابعد مايكون عن الصواب بالنسبة لتقييم مردود رأس الحربة كما أنه غير عادل في حالة جعفر.

هذا بالإضافة أنه – إذا اعتبرنا أنه شخص طبيعي – تقريبا لا يحصل علي راتب ثابت منذ شهور طويلة كحال بقية زملائه ويعيش في بلد لايساعد مناخها الحالي اي مواطن علي الإبداع ومع ذلك هو نادرا من ينال استحسان جماهير الأبيض حتي عندما يسجل أهم الاهداف وفي النهاية "بيتعمل عليه حفلة تريقة" عندما يتجنبه التوفيق.

فعندما يسجل جعفر فهو "ابن محظوظة" وعندما لا يسجل فهو ابن ##### !!

اتحدي لو قمنا بعمل استفتاء بين جماهير الزمالك: "هل تحب أحمد جعفر"...ستكون النتيجة "لا" بنسبة لاتقل عن 60%.

او لوقمنا بعمل مقارنة بين شعبية جعفر وشعبية لاعب مثل حسين ياسر مثلا، ستجد أن الأخير يحظي بالقدر الأكبر من حب الجماهير علي الرغم من الفارق الشاسع في الانتاج وحتي الانتماء بين الإثنين.

وهذا يذكرني بحال هداف الزمالك عبر تاريخه، المهاجم الذي سجل اكثر من 130 هدفا للنادي وقاده لمنصات التتويج كثيرا ومع ذلك فعبد الحليم علي لا يتمتع بشعبية كبيرة عند الكثير من أنصار الأبيض بل أن إدارة النادي لم تدعوه اصلا لاحتفالات القلعة البيضاء بمرور مائة عام على تأسيس النادي قبل عام.

اعلم تماما أن حب الجمهور للاعب هو مسألة قبول من الله يعتمد في الأساس علي شخصية اللاعب اكثر من أداءه، ولكن علي الأقل عندما يكون هداف فريقك "خارج الفورمة"، فالطبيعي بالنسبة "للجمهور العظيم" ان يقف بجانب لاعبه بدلا من ان يذبحه.

وهنا يأتي إلي الأذهان مثل حي من "اوروبا والدول المتقدمة" في تعامل جمهور تشيلسي - الصبور جدا - مع المهاجم الأول للفريق فيرناندو توريس.

فمن يتابع مستوي توريس منذ انضمامه لتشيلسي - في أغلي صفقة في تاريخ إنجلترا - له أن يقول مايشاء، فتوريس بالفعل قد تسبب في ضياع بطولات من تشيلسي ومعدل إهداره للفرص أمام تسجيله للأهداف مذهل.

ولا أدري لوكان توريس يرتدي قميص الزمالك بهذا المستوي هل سيكون علي قيد الحياة أم لا!!

نعم جمهور الزمالك "شاف الويل" في السنوات الماضية وتحمل ما لايتحمله أي جمهور مناصر لفريق بعراقة الزمالك وضٌرب به المثل في الصبر، ولكن السباب والهجوم المستمر علي اللاعب هو آخر ما يحتاجه أي فريق يبحث عن تصحيح المسار.

ولنا أن نتذكر كيف كانت نهاية أحد افضل المواهب في تاريخ مصر قبل خمسة أعوام بسبب "نفاد صبر" الجماهير...فهل تذكرون كيف اعتزل حازم إمام علي الرغم من مبادرة "لاتعتزل" كمحاولة يائسة للمصالحة من قبل بعض العقلاء؟

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات